ودعوا هذه الحميات والنصائح الغذائية مع عام ٢٠٢٠.. فهي الأسوأ
كما كل عام تبرز حميات عديدة بعضها يكون حديثا وبعضها قديما وإنما يحتفظ بالشهرة الخاصة به، وفي خط موازٍ تكثر النصائح الغذائية التي قد يكون بعضها لا يستند إلى أي معلومات علمية أو طبية. ولأننا نودع عاماً كان الأسوأ بكل المعايير، فلقد حان الوقت لنودع معه جميع أنواع الحميات والنصائح الغذائية السيئة.
الحميات التي يجب التخلي عنها مع عام ٢٠٢٠
حمية كيتو
من الحميات الشهيرة جداً والتي راجت بشكل غير مسبوق خلال عام ٢٠٢٠. ولكن برغم الشهرة الكبيرة لحمية كيتو فإن السلبيات المرتبطة بها عديدة جداً كما أثبتت دراسات مختلفة. الدراسات أكدت بأن الجزئية الأساسية من الحمية التي تقوم على الحد وبشكل كبير من الكربوهيدرات مضرة للغاية وذلك لأن الغذاء الأساسي للعقل البشري هو الكربوهيدرات.
ولهذا السبب الذين يتبعون الحمية يجدون أنفسهم يعانون من الإرهاق والتعب والنزق.
كما أن أي حمية تصنف الفواكه على أنها غذاء سيئ هي حمية سيئة، فالفواكه هي مصدر هام جداً للفيتامينات والمعادن كما أنها تحتوي على الألياف وتعج بمضادات الأكسدة. وقد أكدت الدراسات بأن الفواكه والخضراوات تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري بالإضافة الى الإلتهابات.
في المقابل أثبتت الدراسات التي تتبعت الذين اعتمدوا حمية كيتو بأن الوزن الذي يخسرونه يتم استعادته بسرعة. كما أنه وبسبب الاستهلاك الكبير للدهون فإن أي شخص يعتمد حمية كيتو يضاعف من خطر إصابته بأمراض القلب. حمية كيتو قليلة الألياف أيضاً ما يتسبب بالإمساك وحين يتم اعتمادها لفترات طويلة، فإن الإمساك المزمن سيصبح حالة مرضية قد تتطلب الدخول إلى المستشفى.
الحمية وفق فئة الدم
الحمية هذه موجودة منذ عام ١٩٩٦ ولكن مع فيروس كورونا والحديث عن العلاقة بين الإصابة وفصيلة الدم عادت هذه الحمية لتفرض نفسها وبقوة خلال عام ٢٠٢٠.
الحمية هذه تقوم على مبدأ أن النظام الغذائي والتمارين الرياضية والتقليل من مستويات التوتر يتم تحديدها وفق فئة الدم وذلك لأنه، وفق مبتكري الحمية، هناك بروتينات معينة في الأطعمة تؤدي إلى تفاعلات سلبية مع الدم. ولكن لا توجد مراجعات علمية تثبت هذه المقاربة والادعاء.
الحمية تركز وبشكل أساسي على استهلاك المزيد من الأطعمة الكاملة التي يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة المعالجة. وبرغم أن الدراسات أثبتت أن هناك علاقة بين عدد من الأمراض وفئة الدم، لكن لا توجد دراسات علمية تظهر أي علاقة بين فئة الدم والنظام الغذائي.
حمية باليو
الحمية هذه تستثني عدداً كبيراً من المجموعات الغذائية مثل القمح ومنتجات الألبان والحبوب والبقوليات ما يعني أن الذي يعتمد هذه الحمية سيحرم جسمه من العديد من المواد الغذائية التي يحتاج إليها ما قد يؤدي إلى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن كما أن التجارب أثبتت أن النجاح في خسارة الوزن غير مضمون مع حمية باليو.
حمية إتش سي جي
الحمية هذه هي مقاربة غير آمنة وغير مستدامة لخسارة الوزن. الحمية تصنف ضمن الحميات الرائجة التي تعتبر كبدعة تروج لخسارة الوزن من خلال السماح بتناول ٥٠٠ سعرة حرارية في اليوم الواحد مع تناول مكملات إتش سي جي عدة مرات في الأسبوع. والمكملات هذه هي عبارة عن «هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشري» وهو نفس الهرمون الذي يفرزه جسم النساء خلال فترة الحمل، وعادة يستخدم لعلاج العقم.
الحمية هذه ظهرت في عام ٢٠١٢ وبرغم أن إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية وصفتها بأنها خطيرة وغير قانونية وصنفتها ضمن خانة الاحتيال، فإن الإقبال عليها ما زال كبيراً جداً.
الحمية تقوم على تجويع النفس وهذا يعني تعريض النفس للخطر. كما أن هرمون «أتش سي جي» يحفز إفراز التستوستيرون عند الرجال ما يؤدي على المدى البعيد إلى منع الجسم من إفرازه بشكل طبيعي.
النصائح الغذائية التي يجب توديعها مع عام ٢٠٢٠
مشكلة أخرى ظهرت وبقوة خلال عام ٢٠٢٠ تكمن في تحول عدد كبير من المؤثرين إلى خبراء في الصحة. في الواقع أي شخص يتبع نظاماً غذائياً صحياً بات يعتبر نفسه خبيراً يمكنه تقديم النصائح للآخرين وهذا ما خلق واقعاً خطيراً في ظل مواجهة فيروس شرس لا يرحم.
تحويل الفواكه والخضراوات إلى عصائر
قد تكون واحدة من أسوأ النصائح الغذائية التي راجت كثيراً خلال عام ٢٠٢٠ وحتى خلال سنوات سابقة.
النصيحة هذه تدعي بأن تحويل الفواكه والخضراوات إلى عصائر من خلال الدمج والمزج يعني تناول كميات متنوعة ومختلفة من الفيتامينات والمعادن. ولكن ما يحصل هنا هو أنه يتم حرمان الجسم من الألياف كما أن المقاربة هذه تعني استهلاك كميات أكبر من السعرات الحرارية مقارنة بتناول الخضراوات والفواكه بشكلها الطبيعي، فالكميات التي يتم وضعها من أجل الحصول على العصير هي ضعف ما يمكن للشخص تناوله.
كما أن العصائر هذه تحتوي على كميات أعلى من السكر وذلك لأنه مثلاً حين يتم إضافة الفراولة والبطيخ وفواكه أخرى فإن معدلات السكر في العصير سترتفع كما أن الجسم سيمتصها بشكل أسرع ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات السكر في الدم بسرعة ما قد يضاعف نسبة الإصابة بالسكري.
مضغ العلكة وغسل الأسنان وشرب الماء لكبح من الشهية
الأطباء والخبراء يؤكدون بأنه لا يمكنهم فهم العلاقة بين القيام بهذه الأمور وبين كبح الشهية. برغم أن النصائح هذه قديمة لكن تحذيرات الخبراء تعالت خلال فترة جائحة كورونا مطالبين الجميع بعدم تجويع أنفسهم خصوصاً أن الجسم يحتاج إلى كل المواد الغذائية من أجل تقوية جهاز المناعة.
المشكلة التي فرضت نفسها خلال العام الحالي هي أن الإغلاق التام والبقاء في المنازل جعل كميات الأطعمة المستهلكة أضعاف ما كانت عليه سابقاً وبالتالي الغالبية الساحقة عانت من زيادة في الوزن وهذا ما دفعهم إلى اللجوء إلى الإنترنت للحصول على نصائح غدائية.
جميع هذه النصائح تؤسس لعلاقة غير صحية مع مبدأ الجوع، فتحول من إشارة طبيعية صحية إلى ما هو سيئ. ناهيك أن تجويع النفس بهذه الطريقة سيؤدي إلى تناول كميات مضاعفة لاحقاً.
عدم تناول الأطعمة التي يكون لونها أبيض أو بنيا
النصيحة الغذائية هذه تعني عدم تناول الخبز الأبيض والباستا البيضاء والأرز الأبيض والسكر الأبيض والملح والبطاطس البيضاء وغيرها. الأطعمة البني هي الأرز البني، اللوز، الجوز، السكر البني، الشوكولاتة بعض الحبوب كالفصولياء والعدس البني بالإضافة إلى التمر وغيرها.
ولكن عدم تناول هذه الأطعمة التي بعضها يحتوي على سعرات حرارية عالية يعني حرمان النفس من تناول أطعمة مفيدة جداً للجسم فمثلاً البصل والتمر والثوم والفطر والبطاطاس وغيرها تحتوي على معدلات عالية من مضادات الأكسدة التي يحتاج إليها الجسم.
المشكلة لا تكمن في لون الأطعمة بل بالكميات، فتناول كل الأنواع باعتدال هو الحل.
يجب تناول اللحوم أولاً ثم السلطات لأنها تساعد في عملية الهضم
لا أهمية في الواقع للطعام الذي يتم تناول أولاً وذلك لأن الأطعمة في المعدة سيتم خلطها ومزجها مع العصارة الهضمية التي تحولها إلى سائل كثيف يسمى الكيموس. ولاحقاً يتم نقلها إلى الأمعاء الدقيقة حيث يمتص الجسم المواد الغذائية وحيث تستكمل عملية الهضم بشكل كلي. تناول اللحوم أولاً يعني الشعور بالشبع بشكل أسرع وبالتالي لن يتم تناول السلطة، وعليه يجب تناول السلطة أولاً لضمان الحصول على المواد الغذائية التي تحتوي عليها.
الصوم مرة واحدة في الأسبوع لـ ٢٤ ساعة
الكل يعرف فوائد الصيام ولكن المقاربة المعتمدة مؤخراً والقائمة على عدم تناول الطعام لـ ٢٤ ساعة كاملة مرة واحدة كل أسبوع خطيرة جداً وذلك لأنها تتلاعب بمستويات السكر في الدم، وتصعب مهمة المحافظة عليه وبالتالي عدم القدرة على المحافظة على معدلات الطاقة.