ما الفرق بين مؤشر نسبة السكر وتحميل نسبة السكر في الدم؟
هل تساءلت يومًا عن كيفية التمييز بين الكربوهيدرات الجيدة والسيئة؟ الإجراءات المتبعة لفعل ذلك قد تساعدك على معرفة تأثير الأطعمة المختلفة على نسبة السكر في الدم.
نحن الآن نعرف ما هي الكربوهيدرات الجيدة وما هي السيئة، الأطعمة الجيدة مثل الحبوب الكاملة، الخضراوات، البقوليات، والتي تتم معالجتها بأقل قدر ممكن وتحميلها بالعناصر الغذائية. أما العناصر السيئة كتلك التي نعثر عليها في الخبز الأبيض والمعكرونة البيضاء والأرز الأبيض، فإنها تتسبب في كثير من الأحيان في ارتفاع نسبة السكر في الدم، ما يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول المزيد من الكربوهيدرات.
لكن ماذا عن الكربوهيدرات التي تقع في المنطقة المتوسطة، والتي يصعب تحديد ما إذا كانت جيدة أم سيئة، هنا يأتي دور مؤشر نسبة السكر في الدم.
قالت فاندانا شيث، المتحدثة باسم جمعية رعاية وتعليم مرضى السكر، إن مؤشر نسبة سكر في الدم يعتمد على نظام يتم فيه تصنيف الأطعام من صفر إلى 100 وفقًا لمدى رفعها لنسبة السكر في الدم.
وأوضحت شيث أن الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين والدهون تساعد على انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم، غير أن الأطعمة المصنّعة تتسبب في رفع نسبة السكر في الدم.
مؤشر نسبة السكر في الدم
ظهر مؤشر نسبة السكر في الدم منذ عام 1981، عندما بدأ عالم التغذية الدكتور ديفيد جينكينز في العمل على تحديد الكربوهيدرات المفيدة والضارة، وكان يسعى إلى ابتكار طريقة لقياس تأثير الطعام على نسبة السكر في الدم.
في دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أجرى الدكتور جينكينز وفريقه المكوّن من العديد من الباحثين تجربة شارك فيها عدد من المتطوعين الأصحاء وطلبوا منهم تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة التي يحتوي كل منها على 50 جرامًا من الكربوهيدرات، ثم قاموا بقياس نسبة السكر في دم المشاركين على مدار الساعتين المتتاليتين.
كانت النتائج مُفاجئة للغاية، افترض الجميع تقريبًا أن سكر المائدة سيكون المصدر الرئيس للضرر، وبالتأكيد أسوأ من الكربوهيدرات المُعقدة الموجودة في المواد الغذائية الأساسية النشوية مثل الأرز، ولكن اتضح أن هذا غير حقيقي تمامًا.
أظهرت التجربة أن بعض الأطعمة النشوية مثل البطاطس ورقائق الذرة تتسبب في رفع مؤشر نسبة السكر في الدم، ما أدى إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم
شعر الباحثون أن هناك خطأ ما، بدت النتائج غريبة للغاية لاسيما فيما يتعلق بالأطعمة الصحية مثل الجزر والفراولة، جاء البطيخ في الجزء العلوي من مُخطط مؤشر نسبة السكر في الدم، ولكن لم يزدد وزن الأشخاص الذين تناولوا السكر، إذاً ماذا حدث؟
يقيس مؤشر نسبة السكر في الدم الكمية القياسية من الكربوهيدرات حوالي 50 جرامًا أو 1 ونصف أونصة، ولكن عليك أن تأكل سبعة أو ثمانية حبات جزر كي تبلغ نسبة الكربوهيدرات في جسمك 50 جراما، وينطبق الشيء نفسه على معظم الخضراوات والفواكه، كما أنها مليئة بالماء.
ووجد الباحثون أن مؤشر نسبة السكر في الدم يمكن قياسه كذلك عندما يتم تناول الطعام على معدة فارغة، أي دون تناول أي نوع آخر من أنواع الطعام، وبالتالي تعتبر شيث أن مؤشر نسبة السكر في الدم أداة غير كاملة وغير مفيدة في تحديد الأطعمة منخفضة نسبة السكر في الدم.
نسبة السكر في الدم
للتعامل مع هذا التناقض توصل الباحثون إلى طريقة أخرى لقياس نسبة السكر في الدم وهي الحمل الجلايسيمي، والذي يعتمد في قياسه على كمية الكربوهيدرات التي تتناولها في الوجبة العادية وليس نوعا واحدا فقط من الكربوهيدرات أو النشويات.
ولقياس نسبة السكر في الدم بالاعتماد على هذه الطريقة يتم مضاعفة محتوى الكربوهيدرات في الوجبة الفعلية، ثم يتم قسمته على 100، على سبيل المثال لمعرفة تأثير نسبة السكر في الدم بعد تناول البنجر عليك ضرب 13 وهو محتوى الكربوهيدرات في 64 وهي نسبة السكر في الدم، ثم بعد ذلك قسمة 832 على 100 للحصول على النسبة التي تحتاج إليها.
كانت هذه الطريقة أكثر منطقية، ووفقًا لهذا القياس فمن الواضح أن الجزر والفراولة والأطعمة الأخرى المنخفضة السعرات الحرارية مثل البنجر جيدة للأكل ومفيدة للجسم، وتحتوي جميعًا على كمية منخفضة من الكربوهيدرات.
اتضح أن الحمل الجلايسيمي وسيلة قوية لقياس تأثير الوجبات بأكملها والأنظمة الغذائية الكاملة على نسبة السكر في الدم. أشارت بعض الدراسات إلى أنه كلما ارتفعت نسبة السكر في الدم زادت مخاطر الإصابة بالسمنة، والسكري، وأمراض القلب والسرطان.