متى سيتعافى الاقتصاد العالمي من أزمة كورونا؟
مع اقتراب حلول عام جديد، يأمل الناس كافة أن يكون العام الجديد أفضل، وأن تتجاوز البشرية انتكاسة كورونا التي أضرت بالجميع وتسببت في أضرار كبيرة للاقتصاد العالمي.
والسؤال الذي يتكرر على مسامع الخبراء هذه الأيام في نشرات الأخبار والمقابلات الصحفية هو: متى سيتعافى الاقتصاد العالمي من أزمة كورونا؟
تعرف على قرارات الاجتماع الرباعي بشأن الأزمة الإقتصادية في الأردن
عندما نتكلم عن التعافي نقصد به تراجع البطالة وعودة السفر والرواج الاقتصادي وارتفاع النفط وتعافي أسعار السلع وتعافي الأسواق الناشئة.
السيطرة على فيروس كورونا
قال مايكل هيوسون، كبير محللي السوق من CMC Markets، على موقع شركته على الإنترنت إن مبيعات التجزئة الصينية الأخيرة لشهر أكتوبر قد استمرت في العودة البطيئة إلى المنطقة الإيجابية التي بدأت في أغسطس.
صعدت مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في الصين بنسبة 4.3 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 3.86 تريليون يوان (حوالي 584.5 مليار دولار أمريكي) في أكتوبر، حسبما ذكر مكتب الإحصاء الوطني الصيني مطلع الأسبوع الحالي.
انتعش النمو من مكاسب بلغت 3.3 في المائة في سبتمبر بعد أن سجل مقياس الاستهلاك الرئيسي أول نمو إيجابي له هذا العام في أغسطس بنسبة 0.5 في المائة على أساس سنوي.
نجاح الصين في السيطرة على فيروس كورونا مكنها من تحقيق نمو اقتصادي، وهذا ما تحتاجه بقية دول العالم كي يتعافى الاقتصاد العالمي.
لا تزال الهند والولايات المتحدة وأوروبا كأكبر الاقتصادات تعاني بسبب الإغلاق وتزايد إجراءات مكافحة كورونا، برغم أنها حققت انتعاشا خلال الربع السابق بسبب تراجع الوباء وإزالة الحجر الصحي الشامل.
وحاليا مع ظهور أكثر من لقاح فعال بنسبة كبيرة في الوقاية من فيروس كورونا، يزداد الأمل بأن الأشهر القليلة القادمة ستشهد حملات واسعة للقاح، سينتج عنها إزالة القيود ومكافحة الفيروس في آن معا.
التعافي الاقتصادي في الخليج العربي وبقية دول العالم
أجرى مركز الأبحاث "ذا كونفيرونس بورد" استطلاعًا لآراء أكثر من 600 مدير تنفيذي في جميع أنحاء العالم لاستقصاء الآراء حول التعافي المنتظر لكل منطقة من مناطق العالم.
بالنسبة لمنطقة الخليج فإن مديريها التنفيذيين يشعرون بأكبر قدر من التشاؤم، بشأن التعافي الاقتصادي المحتمل، بسبب صدمة انهيار النفط، يتوقع 57% منهم أن اقتصاد الخليج سيشهد تعافيًا على شكل "L ".
في الصين يتوقع 21% من المديرين التنفيذيين حدوث انتعاش اقتصادي سريع على شكل "V-shape" وهذا يعني تفاؤلا جيدا للغاية، خصوصا أن الاقتصاد الصيني تعافى وحقق معدل نمو بنسبة 3.2% في الربع الثاني.
في الولايات المتحدة واليابان يتوقع 23% من المديرين التنفيذيين أن يواجه البلدين انكماشا ثانيا، مما يعني أن النشاط الاقتصادي قد يتخذ شكل "W-shape"، خصوصا أن كورونا لا تزال قائمة بقوة هنا.
#السعوديه_الاردن_بلد_واحد.. كل ما تريد معرفته عن الأزمة الإقتصادية داخل الأردن.. فيديو
أما في أوروبا فإن أكثر من نصف المديرين التنفيذيين الأوروبيين (55%) يتوقعون تعافيًا اقتصاديًا على شكل "U-shape"، وحاليا تواجه القارة الأوروبية خطر انكماش جديد في الربع الحالي بسبب الإغلاق في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وتشديد القيود في اسبانيا وإيطاليا وبلجيكا والسويد.
متى سيتعافى الاقتصاد العالمي من كورونا
قالت كبيرة الاقتصاديين، دانا بيترسون، في حدث افتراضي في أكسيوس، إن الاقتصاد لن يعود إلى "مستوى نشاط ما قبل الوباء" حتى الربع الرابع من عام 2021، متوقعة "العديد من أرباع الضعف".
قال بيترسون إن تعافي الاقتصاد سيعتمد على قيام الحكومات بإعادة فتح الشركات و"السماح بالتنقل داخليًا وخارجيًا"، وكذلك على التعامل مع جائحة فيروس كورونا.
يعتقد الخبراء أن النمو الاقتصادي العالمي قد يتعافى في عام 2021، مما يعكس انتعاش الطلب على السلع، بما في ذلك على السلع الأساسية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل طفيف، وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر.
وتعد السياحة واحدة من أكبر القطاعات في العالم والتي تضررت بقوة من كورونا وتأثرت بذلك صناعة الفنادق والنقل ومجالات كثيرة وتعرضت الدول السياحية لانكماش كبير.
تعتقد بعض التقديرات، بما في ذلك واحدة من شركة الاستشارات McKinsey، أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى خمس سنوات حتى تتعافى الصناعة بالكامل.
هذا يعني أنه لن نصل إلى الأرقام السابقة في عدد المسافرين والمتنقلين دوليا إلا خلال 2025، وهذا يعني أن التعافي سيبدأ قريبا لكن الرحلة لن تكون قصيرة.
ستحتاج دول العالم السياحية بأوروبا وأفريقيا وآسيا وبقية القارات إلى 5 سنوات حتى تصل إلى عدد السياح السابق، وهذا أمر سلبي لقطاع السياحة والطيران والفنادق.
ويتفق معظم الخبراء أن تعافي الاقتصاد العالمي سيبدأ في النصف الثاني من العام القادم، خصوصا إذا استمر الوباء بهذه القوة حتى مارس وإبريل، لكن حينها ستكون اللقاحات قد وصلت إلى بضعة ملايين من الناس.