أنظمة التوظيف (2): كيف تستخدم الدوام الجزئي في عملك؟
يعتبر الدوام الجزئي هو أحد الأنظمة التي ظهرت بعد الدوام الكلّي. يعود الأمر إلى رغبة الموظفين في تحسين دخلهم الشهري، إذ لا يكفيهم العمل في وظيفة واحدة، حتى لو كانت بنظام الدوام الكلّي. دفع هذا الموظفين إلى البحث عن وظائف إضافية يمكنهم العمل بها والحصول على راتب إضافي. وأحد الأنظمة التي تساهم في تحقيق ذلك هو نظام الدوام الجزئي.
ما هو الدوام الجزئي؟
يخلط الناس أحيانًا بين الدوام الجزئي وبين العمل المستقل. على الرغم من تشابه الهدف بالنسبة للعديد من الأفراد، من حيث إمكانية تحقيق دخل إضافي من الاثنين، إلّا أنّ طبيعة كل نظام تختلف. فالمستقل يعمل لحسابه الخاص ولا يلتزم بالضرورة بالعمل في وظيفة لفترة طويلة.
أمّا الدوام الجزئي فهو يعد جزءًا من أنظمة الشركات الداخلية، حيث يحصل الموظفون على جزء من الفوائد والامتيازات التي تقدمها الشركة للعاملين في الدوام الكلّي. يتمثل الفارق في عدد ساعات العمل، فبدلًا من 8 ساعات يوميًا، قد يصبح عدد الساعات 4 أو 5 يوميًا.
لا تقتصر الاستفادة من الدوام الجزئي على العاملين في وظائف أخرى، لكن يسعى بعض الطلّاب للاستفادة منه والعمل إلى جانب دراستهم لتحقيق دخل خاص بهم.
مميزات الدوام الجزئي
1- يوفّر الدوام الجزئي جداول عمل مرنة لبعض الموظفين، إذ غالبًا لا تكون هناك مواعيد محددة للدوام الجزئي، لكن يعتمد الأمر على نوع الوظيفة وظروف الشركة. وبالتالي يمكن للموظفين العمل في أكثر من وظيفة، والاستفادة من المرونة في جدول العمل، ويساعد الشركة على زيادة فريق عملها دون الاضطرار لدفع رواتب شهرية لجميع الوظائف.
2- يساعد الدوام الجزئي الموظفين في الحصول على استقرار مالي. إذ غالبًا يعمل الأفراد في الدوام الجزئي إلى جانب عملهم في وظيفة أخرى، وهذا يساعدهم على تحقيق دخل أعلى شهريًا. يجعلهم هذا الأمر يحاولون تقديم أقصى ما لديهم من أجل تحقيق هذا الدخل، فتحصل الشركة على إنتاجية عالية من الأفراد.
3- يوفّر الدوام الجزئي للشركة كفاءات ممتازة في بعض المهام داخل الشركة، دون الاضطرار إلى تحمل تكلفة كبيرة لوظائف بسيطة. بالتالي يمكن استثماره في المهام المتكررة التي لا تتطلب عملًا مكثفًا بشكل يومي، أو تحدث على فترات متباعدة.
4- في حالة الطلّاب فإنّ الدوام الجزئي يساعدهم في تكوين شبكة علاقات جيدة خاصة بهم، يمكنهم الاستفادة منها مستقبلًا عند الانتهاء من الدراسة وبدء رحلة البحث عن وظيفة ثابتة. بالتالي قد يقبل الطلّاب براتب قليل يتفق مع إمكانياتهم ومستواهم الحالي.
عيوب الدوام الجزئي
1- في حالة الشخص لا يعمل في وظيفة أخرى، فإنّ الدوام الجزئي سيوفر له راتبا قليلا شهريًا، وبالتالي قد لا يرغب في الاستمرار في هذا العمل مع الوقت، مما يترتب عليه معدل سريع لترك الوظيفة، الأمر الذي يسبب ضررًا للشركة.
2- في حالة العمل في وظيفة أخرى، فإنّ حجم المسئوليات يكون مرهقًا في محاولة الموازنة بين الاثنين، مما يؤثر على أداء الموظف في بعض الأحيان، الذي قد يكون اهتمامه الأكبر بالوظيفة الأخرى التي يعمل بها، نظرًا لأنّها تحقق له راتبًا ثابتًا شهريًا.
3- عدم التفاهم الكامل بين العاملين في الشركة، نظرًا لوجود بعض الأشخاص الذين يعملون بدوام كلّي وآخرين يعملون بدوام جزئي. بالتالي يؤثر هذا على إمكانية تعاونهم معًا في تنفيذ المهام المختلفة.
4- الموظّف في الدوام الجزئي قد لا يلتزم بالعمل مع الشركة بصورة دائمة. إذ غالبًا يبحث عن وظيفة أفضل تريحه من عناء العمل في وظيفتين في الوقت ذاته. بالتالي هذا يؤثر على استمرارية العمل داخل الشركة، لأنّها تضطر إلى البحث عن موظفين جدد كل فترة.
كيف تستخدم نظام الدوام الجزئي في الشركة؟
يمكن لك محاولة الاستفادة من نظام الدوام الجزئي في الشركة، من خلال تخصيص بعض المهام لإدارتها طبقًا لهذا النظام. مما يساعدك في التحكم في التكلفة، والحصول على كفاءات متنوعة. من الخطوات الضرورية لتنفيذ النظام:
1- تحديد درجة تكرار المهام: من أجل تطبيق النظام على مهام معينة، فأنت بحاجة إلى معرفة درجة تكرار كل مهمة في العمل. من خلال تحديد المهام التي لا تحتاج إلى عمل كبير يوميًا، ولا تتكرر خلال الشهر كثيرًا، فيمكنك تضمينها ضمن نظام الدوام الجزئي.
2- تحديد الميزانية المخصصة للتوظيف: بدلًا من تخصيص راتب قليل لشخص للعمل في الدوام الكلّي لوظيفة معينة، مما يترتب عليه كفاءة أقل. يمكنك تحويل هذه الوظيفة إلى الدوام الجزئي، وتحديد ميزانية جيدة لها طبقًا للمواصفات المطلوبة. سيمكنك هذا من الوصول إلى كفاءات جيدة، وبميزانية قليلة.
يساعدك نظام الدوام الجزئي على إدارة الشركة بفاعلية، من خلال تنويع الكفاءات، وكذلك التحكم في درجات الإنفاق. لذا، يمكنك دراسة طريقة عمل شركتك جيدًا، واختيار أنسب الوظائف التي يمكن تحويلها إلى الدوام الجزئي، مع استمرار الوظائف الأخرى ضمن الدوام الكلّي.
لقراءة بقية السلسلة: