مجموعة العشرين.. كيف تساهم في إحداث التغيير عالميا؟
نحن على بعد أيام قليلة تفصلنا عن قمة مجموعة العشرين لعام 2020، والتي تنعقد في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، وهي المرة الأولى التي تنظّم فيها القمة افتراضيًا من خلال شبكة الإنترنت، وذلك بسبب أزمة كوفيد-19 الحالية.
مجموعة العشرين تمثل 20 دولة من أكبر اقتصادات العالم، وتشكلت للمرة الأولى عام 1999، وساهمت بالمساعدة في حل العديد من المشكلات، مثل الأزمة المالية التي حدثت في عام 2008، حيث كان دورها فعّالًا للخروج من الأزمة.
كيف تشكلت مجموعة العشرين؟
ظهرت مجموعة العشرين في عام 1999 على هامش قمة مجموعة الثمانية، حيث اجتمع وزراء المالية لجميع الدول العشرين المشاركة ضمن المجموعة، وذلك بهدف تعزيز حالة الاستقرار المالي، وخلق فرص للحوار بين البلدان الصناعية الموجودة ضمن مجموعة الثمانية، وبين البلدان الناشئة.
بعد الأزمة المالية التي حدثت في عام 2008، تغيّرت النظرة لمجموعة العشرين ليزداد دورها أهمية، فأصبحت تضم قادة الدول المشاركة بدلًا من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية فقط، وتم عقد أول قمة لقادة المجموعة في واشنطن في شهر نوفمبر من العام ذاته.
لا يوجد مقر للمجموعة، بل تتناول الدول المشاركة لاستضافة القمة كل عام، وتتولى الدولة المنظمة رئاسة التجمع من خلال قادتها. وفي كل قمة تحدد مجموعة من القضايا الهامة لمناقشتها، وتدور قضايا هذا العام حول كيفية التعامل مع جائحة كورونا وتجاوز تداعياتها، وكذلك كيفية تعزيز الجهود الدولية لزيادة جهود الابتكار، تحت شعار "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع".
الدول المشاركة في مجموعة العشرين
تضم المجموعة 19 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي هو العضو العشرين، وتشمل مشاركة دول من مختلف القارات، مع الحرص على كون هذه الدولة من أنظمة إدارة مختلفة للدولة حيث توجد دولة من النظام الفيدرالي وست عشرة دولة من النظام الجمهوري وثلاث دول من النظام الملكي. تقسّم الدول المشاركة كالتالي:
- قارة آسيا تمثلها 6 دول: المملكة العربية السعودية، اليابان، الصين، إندونيسيا، كوريا الجنوبية، الهند.
- قارة أمريكا الجنوبية تمثلها دولتان: الأرجنتين، البرازيل.
- قارة أوروبا تمثلها 6 دول: إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، روسيا، تركيا. إلى جانب مشاركة الاتحاد الأوروبي ذاته في المجموعة.
- قارة أمريكا الشمالية تمثلها 3 دول: الولايات المتحدة الأمريكية، المكسيك، كندا.
- قارة أستراليا تمثلها دولة واحدة: أستراليا.
- قارة أفريقيا تمثلها دولة واحدة: جنوب أفريقيا.
تُوجه الدعوة لبعض الدول للمشاركة في القمة، فعلى سبيل المثال تحل إسبانيا كضيف دائم في اجتماعات المجموعة، بالرغم من كونها ليست عضوًا في المجموعة. وفي قمة هذا العام وجهت الدعوة لبعض الدول كالأردن وسنغافورة وسويسرا للمشاركة كضيف.
كذلك ستُدعى بعض المنظمات الدولية التي كان لها دورًا بارزًا في عمل المجموعة خلال السنوات الفائتة، مثل: منظمة الأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة العمل الدولية، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والأمم المتحدة، ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية. ولا تقتصر الدعوة فقط على المنظمات العالمية، لكنّها شملت أيضًا توجيه الدعوات لبعض المنظمات الإقليمية، مثل: صندوق النقد العربي، البنك الإسلامي للتنمية.
أين انعقدت القمم الماضية؟
- عام 2008: واشطن، الولايات المتحدة الأمريكية.
- عام 2009: لندن، المملكة المتحدة.
- عام 2019: بيتسبرغ، الولايات المتحدة الأمريكية.
- عام 2010: تورنتو، كندا.
- عام 2010: سيئول، كوريا الجنوبية.
- عام 2011: كان، فرنسا.
- عام 2012: لاس كابوس، المكسيك.
- عام 2013: سان بطرسبورغ، روسيا.
- عام 2014: برزبن، أستراليا.
- عام 2015: أنطاليا، تركيا.
- عام 2016: هانغتشو، الصين.
- عام 2017: هامبورج، ألمانيا.
- عام 2018: بيونس آيرس، الأرجنتين.
- عام 2019: أوساكا، اليابان.
ما هي الأهمية من مجموعة العشرين؟
تمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين معًا قرابة 85% من الناتج الإجمالي العالمي، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية. وبعد تحوّل القمة لتشمل قادة الدول، لم يعد الأمر يقتصر على القضايا المالية كما كان الأمر في البداية، بل أصبح يشمل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
تعمل مجموعة العشرين دائمًا على المساهمة في حل الأزمات العالمية، وهذا ما حدث في أزمة 2008 حيث وفّرت المجموعة دعم وعملت على توفير الموارد لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والكثير من المؤسسات الأخرى، وألغت بعض الحواجز التجارية لتتيح للدول المتضررة من الأزمة إنعاش اقتصاداتها، فكان للمجموعة دورًا بارزًا في تجاوز الأزمة.
كما شاركت المجموعة بصورة بارزة في جائحة كوفيد-19، حيث بلغت مساهماتها حوالي 11 تريليون دولار أمريكي لحماية الاقتصاد العالمي من التأثر بالجائحة، وخصّصت قرابة 21 مليار دولار أمريكي لدعم حماية الأرواح وتوفير الأدوات والعلاج لتجاوز الأزمة.
كما تبدو الأهمية الكبيرة لمجموعة العشرين في كونها لا تقصر عضوياتها على الدول الكبرى فقط، بل يشهد تكوينها المزج بين الدول الصناعية الكبيرة، والدول من الاقتصاديات الناشئة، وهو الأمر الذي يوفّر فرص لهذه الدول، ويعود بالنفع في النهاية على الاقتصاد العالمي.
المصادر: