السعودية تقود قطار الاقتصاد العالمي.. التفاصيل الكاملة عن قمة العشرين 2020 في الرياض
تحظى قمة مجموعة الـ 20 أو قمة العشرين بأهمية خاصة لدى جميع دول العالم، وهي عبارة عن منتدى عالمي تم تأسيسه في عام 1999؛ من أجل مناقشة الأزمات المالية التى شهدتها فترة التسعينيات، وعن طريق هذا المنتدى يتم تمثيل ثلثي التجارة في العالم، وما يقارب 90% من الناتج العالمي، وتهدف تلك القمة في الأساس، إلى جمع الدول الاقتصادية الكبرى، وتحمل مسؤولية حل قضايا الاقتصاد العالمي، بما أن الدول المشاركة تمثل ثلثي التجارة العالمية، وإجمالي السكان في العالم، وهنا تكمن الأهمية القصوى التى يحظى بها هذا المنتدى عن غيره.
متى تتسلم السعودية قمة العشرين؟
تتسلم المملكة اليوم، الأحد، قيادة قمة مجموعة العشرين الاقتصادية 2020، ومن المقرر أن تستمر رئاسة السعودية حتى وقت انعقاد القمة في يومي 21 و 22 نوفمبر من 2020م المقبل، تكليلًا لجهود الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، عقب اقتراحه خلال مشاركته في قمة هانجتشو الصينية في 2016، باستضافة السعودية لـ قمة العشرين، وكان الرد سريعًا حيث تمت الموافقة على الاقتراح في القمة التالية التى استضافتها مدينة هامبورج الألمانية في 2017.
ما قمة العشرين التي ستستضيفها السعودية؟
المعروف أن قمة مجموعة العشرين الاقتصادية 2020 هي عبارة عن منتدى اقتصادي تعقده الدول الرائدة للاقتصاد العالمي، أو تلك الدول التى تعد رئيسية في تكوين اقتصاد العالم، ومن خلال تلك القمة تبذل تلك الدول جهودًا مضنية تحاول بها أن تطور من السياسات العالمية لمواجهة التحديات الهامة التى يجب حلها سريعًا، وتركز الدول الأقوي اقتصاديًا على مستوى العالم على بعض القضايا التى تشغل العالم وأبرزها أزمة الطاقة، الضرائب والزراعة ايضًا، ولكن قصة الاقتصاد بشكل عام على القصة تفرض نفسها دائمًا للمناقشة داخل هذا المحفل الدولي.
قوام تلك القمة من 20 دولة هي الأكبر والأكثر فاعلية اقتصاديًا في العالم، حيث تستضيف إحدى الدول 19 دولة أخرى، منها الاتحاد الأوروبي، حيث تمثل الدول المكونة لقمة العشرين 80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وأيضًا تمثل 75% من حجم التجارة في العالم و65% من إجمالي عدد سكان العالم، وهدفها الأهم هو التصدى لكافة الأزمات الاقتصادية وبوادرها من البداية التى قد تصيب العالم بكساد اقتصادي، وضمان اقتصاد عالمي قوي، وفي الوقت نفسه الحرص على توفير اقتصاد عالمي أكثر شمولية وتوازن.
وتحرص مجموعة الدول العشرين على إقامة القمم بشكل منتظم، من أجل تحديد النقاط العريضة، السياسات والمبادرات التى تحتاج إلى عمل جماعي، وتخلق من خلالها حوارًا جماعيًا وتعاونًا مشتركًا من شأنه تعزيز مبادئ النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في العالم، إضافةً إلى مناقشة بعض القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك عالميًا والتى تتعلق بـ الأمن الغذائي العالمي وقضايا تمكين المرأة والصحة والشباب، فضلاً عن باقى القضايا المحورية الملحة، من أجل دعم التقدم والتنمية لجميع شعوب الأرض.
ما أهمية قمة العشرين في السعودية؟
يتساءل البعض عن مدى أهمية استضافة المملكة لـ قمة العشرين 2020، حيث تتيح في المقام الأول استضافة السعودية - للمرة الأولى في المنطقة - لهذا المحفل العالمي قيادة أجندة عالمية غير مسبوقة، وتقديم مجموعة من السياسات الاقتصادية الاجتماعية المستدامة، من أجل مواجهة والتعامل مع التحديات العالمية سواء الاقتصادية أو غيرها من الأزمات التى تواجه العالم، وفي هذا الحدث العالمي تتيح المملكة لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا توصيل أصواتهم وإبداء وجهة نظرهم في الأوضاع العالمية اقتصادية كانت أو اجتماعية.
ليس هذا فقط، بل ستعمل المملكة خلال استضافتها لـ قمة مجموعة العشرين تحت شعار: «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع» على العمل في جماعة مع كافة الدول التى ستحضر القمة على تبادل الخبرات وتعزيز أواصر التعاون بينها وبين دول العالم، بالإضافة إلى البحث في الأزمات التى تشغل بال العالم بهدف إيجاد حلول جذرية للقضايا الشائكة، وستقدم مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص أفكارها وتوصياتها إلى قادة قمة العشرين.
ومن المنتظر أن تركز المملكة خلال القمة على تحقيق أهدافها المحددة سلفًا بقيادة قطار الاقتصاد العالمي، وتستغل الأمر للاستفادة في رؤيتها للتنمية 2030، وتعزيز التوافق العالمي، استكمالًا لما توصلت إليه قمة أوساكا، ومن المقرر أن تسلط المملكة الضوء بشكل كبير على ثلاثة محاور معينة وهي:
تشكيل أفاق جديدة: وذلك من خلال تعزيز عملية الاعتماد على استراتيجيات جديدة أكثر جرأة وطويلة الأمد من أجل تبادل عمليات الابتكار والتقدم التكنولوجي.
الحفاظ على كوكب الأرض: تركز المملكة في هذا المحور على كل ما يتعلق بتغير المناخ، الطاقة، البيئة وايضًا تأمين عملية الأمن الغذائي.
تمكين الإنسان: المحور الثالث الذي ستركز المملكة ضروريًا على تمكين الأفراد وبالأخص الشباب والنساء للحصول على حقوقهم من أجل العيش والازدهار.
ماذا قال الأمير محمد بن سلمان عن القمة؟
علق سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد على استضافة المملكة لقمة العشرين بنسختها الحالية، وعقب تسلم المملكة لرئاسة القمة، قائلًا: «تلتزم رئاسة المملكة العربية السعودية خلال رئاستها لمجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا وتعزيز التوافق العالمي العالمي، وسنسعى جاهدين بالتعاون مع الشركاء بالمجموعة لتحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل».
وتابع سموه خلال تعليقه: «تقع المملكة العربية السعودية على مفترق الطرق لثلاث قارات وهي : آسيا وأفريقيا وأوروبا. وباستضافة المملكة لمجموعة العشرين، سيكون لها دور مهم في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونحن نؤمن أنّ هذه فرصةً فريدةً لتشكيل توافقٍ عالميٍّ بشأن القضايا الدولية عند استضافتنا لدُول العالم في المملكة».
من سيحضر قمة العشرين
تحضر 20 دولة ومنظمة قمة العشرين التى من المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية ما بين السبت 21 نوفمبر و22 نوفمبر 2020 المقبلين، وتحضر تلك القمة هذه الدول: «السعودية، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي».
ومن جانبها، وجهت المملكة العربية السعودية بعد تسلمها لرئاسة قمة مجموعة العشرين الحالية، الدعوة إلى الأردن، جمهورية سنغافورة، إسبانيا، سويسرا.
فيما من المقرر أن توجه دعواتها إلى المؤسسات العالمية: «الإمارات، فيتنام، صندوق النقد العربي، البنك الإسلامي للتنمية، جنوب أفريقيا، السنغال».