إنفوجراف | أساليب القيادة (1): متى يصبح أسلوب ضبط الوتيرة مناسبًا لشركتك؟
يميل البعض إلى الاعتقاد أنّه لا بد من استخدام أسلوب واحد فقط للقيادة داخل العمل، وذلك للقيمة التي يحتويها الأسلوب في وجهة نظرهم، ومع عدم وجود خلاف على أنّ بعض الأساليب لها قيمة حقيقية فعلًا، لكن يظل من المهم التذكّر بأنّ القائد المتميز يتصرف طبقًا للمواقف والأفراد الذين يعملون معه، لا طبقًا لتصورات مسبقة لديه، وبالتالي فهو يستخدم أكثر من أسلوب داخل العمل.
وبالطبع توجد العديد من أساليب القيادة التي يمكن استخدامها، ومن أشهرها هي ستة أساليب أشار إليهم العالم دانيال غولمان، والمعروف بإسهاماته في الذكاء العاطفي، وفي هذه السلسلة سنتحدث عن هذه الأساليب، لا نقول إنّ هناك أسلوبا هو الأفضل، لكننا نركز على متى يصبح استخدام كل أسلوب فعالًا ومتى لا يكون كذلك، بحيث يمكنك الاستفادة من هذا الأمر في تنويع الأساليب داخل العمل.
أسلوب ضبط الوتيرة: افعلها بطريقتي
يقسّم دانيال غولمان الأساليب الستة إلى نوعين، النوع الأول هو الأساليب التي يعتبرها منفرة للبعض داخل العمل، ومن ضمنها يأتي أسلوب ضبط الوتيرة، والنوع الثاني هو الأساليب الرنانة التي تلقى القبول لدى الجميع. يركّز أسلوب ضبط الوتيرة على هدف رئيسي وهو تنفيذ المهام بدرجة عالية من الإتقان والتميز.
القائد الذي يستخدم هذا الأسلوب فإنّه دائمًا يتّبع الصفات التالية:
1- يحدد معايير معينة للأداء على أعلى درجة من التميز ويرغب في تنفيذها بشكل سريع.
2- لا يتسامح مع الأداء الضعيف للموظفين داخل العمل، ولذلك فهو يحدد لهم الشكل الأمثل للتنفيذ ويقدم التعليمات المطلوبة لذلك.
3- يتعامل مع مبدأ تطوير الموظفين في إطلاعهم على كيفية تنفيذ المهام.
متى يكون هذا الأسلوب فعّالًا؟
قد يكون هذا الأسلوب فعّالا في بعض المواقف داخل العمل، مثلًا عندما يكون المطلوب هو تحقيق نتائج سريعة في العمل، ولا يكون هناك المجال للانتظار حتى يتعلّم الأشخاص الطريقة المثلى لتحقيق أعلى أداء، فيبدأ القائد في تلقينهم بالمطلوب منهم تنفيذه.
كذلك يكون هذا الأسلوب فعّال عندما يكون الموظفين لديهم نفس طريقة عمل مديرهم، والشركة ترى أنّ هذا مفيد لها وتبحث عن المزيد منه. فنتيجة لهذا التشابه في طريقة العمل، فلن يجد الموظفون أي مشكلة في التنفيذ، وستضمن الشركة تحقيق المستوى الذي تريده من الأداء.
متى لا يكون فعّالًا؟
بالطبع لا يكون هذا الأسلوب فعّال لفترة طويلة في العمل، لا سيّما عندما يكون القائد غير قادرٍ على القيام بالمهام بنفسه أو متابعة التنفيذ بنفس المقدار، وبالتالي سيحدث خلل. كما أنّه في حالة احتياج الأفراد للتطور الشخصي والمساهمة في تنفيذ رؤية الشركة، فإنّ استخدام هذا الأسلوب معهم لا يكون مناسبًا بالمرة، فهو يأتي بعكس ما يريدون.
وقد يترتب عليه مشكلة في ثقة الأفراد بمديرهم، الذين يتوقعون منه العمل على تطويرهم وتمكينهم داخل الشركة، فيؤدي التركيز على التنفيذ إلى شعورهم بأنّ القائد لا يهتم بأشخاصهم، بل يركّز فقط على إنجاز المهام، وبالتالي يتحول العمل بالنسبة لهم لشيء روتيني بحت يشعرون بالملل عند إنجازه.
كيف يمكن التحكم في هذا الأسلوب داخل العمل؟
لا يمكن إغفال أنّ بعض المواقف تحتاج إلى التدخل السريع، وبالطبع السعي لتحقيق أعلى أداء داخل الشركة يمثّل أهمية كبرى للجميع، لذا يمكن استخدام هذا الأسلوب في بعض الأحيان للتأكيد على هذه المبادئ، لكن على المدى البعيد لا يناسب الشركة الاستمرار في استخدامه، بسبب رغبة الموظفين في التطور، فحتى مع قبولهم به مرة، سيؤثر عليهم هذا في المستقبل ويجعلهم غير متقبلين استمراريته، لذا إن كنت تستخدمه بشكل دائم فستحتاج إلى تقليل وجوده، ويمكنك فعل ذلك بالخطوات التالية:
1- فكّر في الأسلوب الذي ترغب أن تُقاد به: اسأل نفسك كيف ترغب أن تُقاد إذا كنت تعمل تحت قيادة أحدهم؟ هل ترى أنّ أسلوب ضبط الوتيرة يناسبك؟ يمكنك أن تسأل الموظفين كذلك عن شعورهم، بحيث تفهم الأثر الذي ينتج عن الأسلوب، وبدلًا منه فكّر في كيفية التحول إلى أسلوب جديد.
2- تخلّص من فكرة أنّك الوحيد الذي يجيد فعل الأشياء: في الأغلب أنت تستخدم هذا الأسلوب بسبب شعورك بأنّك الوحيد الذي يمكنه فعل الأشياء جيدًا كما تتخيلها في عقلك، وهذا الأمر يحدث بالطبع مع العديد من الأفراد، الذين لا يثقون في قدرة غيرهم على تنفيذ الأشياء كما يتخيلونها في أذهانهم.
ستحتاج بدلًا من ذلك إلى التفكير في كيفية تفويض الآخرين وتمكينهم من تنفيذ المهام بالشكل الذي تفكر به، بحيث تضمن من خلال هذا أنّ الأمور ستسير وفقًا لما تريد، وفي الوقت ذاته ستتخلص من شعورك وتبدأ في الاعتماد على طريقة الموظفين الخاصة في التنفيذ، مع وجود متابعة مستمرة.
3- تعلّم الاستماع للموظفين: كيف لك أن تعرف ما الذي يمكن للموظفين تقديمه دون الاستماع لهم؟ لذا من المهم أن تتعلّم الاستماع للموظفين، أن تعقد معهم اجتماعات وتمنحهم الفرصة للمشاركة بآرائهم وتصوراتهم حول الأسلوب الأمثل لتنفيذ الأشياء، وبعد ذلك يمكنك تقديم ملاحظاتك لهم.
يبدو أسلوب ضبط الوتيرة واعدًا من حيث الامتياز في تنفيذ المهام، لكنّه في الوقت ذاته يؤثر على فاعلية الموظفين، وبالتالي بدلًا من أن تجد نفسك مضطرًا للعمل عن قرب طوال الوقت، فكّر في استبدال هذا بتمكين الموظفين وإتاحة الفرصة لهم، سيساعدك هذا على الراحة من مسئوليات إضافية، وستحقق نتائج أفضل على المدى البعيد.
المصادر: