تشعر بالإرهاق وتعجز عن الإنتاج؟ جرّب قائمة "تاه داه"
ربما قمت بإعداد قائمة لأهدافك في بداية عام 2020، ولكنك لم تستطع تنفيذها، فبعد ثلاثة أشهر على مرور العام قضى فيروس كورونا المُستجد على كافة الأحلام والطموحات، ومنع الجميع من تنفيذ ما يحلم به، وهنا تأتي أهمية القائمة المعروفة باسم "تاه داه"، والتي سُميت بهذا الاسم الذي يصدر منّا عند الانتصار أو الاحتفال بإنجازاتنا.
الشعور بالإحباط والتوتر الناتجين عن تفشي فيروس كورونا والبقاء في المنازل تمتص طاقة الأفراد، وتحرمه من القدرة على الإنجاز، وفي هذه الحالة سنكون في حاجة إلى شيء ما يحفزنا ويحثنا على الاستمرار والمضي قدمًا رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها.
يصاحبك القلق والتوتر طوال الوقت.. ما هي متلازمة التعب من الأزمات وكيف تتغلب عليها؟
ما هي قائمة "تاه داه"؟
إعداد قائمة تاه داه أمر سهل للغاية، في نهاية اليوم أو الأسبوع اكتب كل شيء قمت بإنجازه بعض النظر عن مدى بساطته، وأعرب عن شعورك بالفخر إزاء نفسك وتعاطفك مع ذاتك. يمكن أن تكون القائمة مزيجًا من الإنجازات الشخصية والمهنية، وتأكد من أن أي شيء تقوم بإنجازه ليس عاديًا على الإطلاق، حتى تلك النجاحات والإنجازات التي تعتبرها صغيرة للغاية تستحق الاهتمام.
من بين الإنجازات التي تستطيع إضافتها إلى قائمة التاه داه تنظيف أرضية المطبخ، أو تناول وجبة عشاء لذيذة مع عائلتك، أو العثور على مكان مناسب لركن السيارة.
ستلاحظ الفرق الكبير الذي يحدث في حياتك بعد إعدادك لقائمة تاه داه، وكيف أنها تشحنك بالطاقة وتساعدك على تحقيق إنجازات كبيرة وأهداف ومشاريع، في الوقت نفسه تجنب وضع الخطط والمشاريع والأشياء المهمة في القائمة لأنك قد تصاب بالإحباط.
"تاه داه" في وقت تفشي كورونا
تناسب قائمة تاه داه الأشخاص الذين يصابون بالتوتر والإحباط لأنهم لم يستطيعوا تحقيق أهدافهم، والأشخاص الذين يحتاجون طوال الوقت إلى أشياء تحثهم على الاستمرار من أجل مواصلة العمل.
يوجد نوعان من الأشخاص هؤلاء الذين يشعرون بسهولة بالإرهاق والإحباط، وغالبًا ما يشعرون بالذنب تجاه الأشياء التي لم يقوموا بتنفيذها، وهؤلاء هم بحاجة إلى وضع قائمة تاه داه، التي تساعدهم على تذكير أنفسهم بأنهم قادرون على الإنجاز، وبأنهم يستطيعون تنظيم وقتهم.
قد تساعد هذه القائمة على شعور هؤلاء الأشخاص بمواجهة مشاعر الإحباط التي تصيبهم خلال تفشي فيروس كورونا، لاسيما بعدما عانوا من التوتر والعزلة والاكتئاب والقلق، ولم يكونوا مُنتجين بما يكفي.
تعتبر قائمة تاه داه أفضل وسيلة لمواجهة جلد الذات ولوم النفس، والاعتراف بأنه حتى أصغر الجهود المبذولة تستحق الاحتفال، تذكيرك لنفسك بأنك استطعت إنجاز شيء مهما كان صغيرًا يجعلك تشعر بالإثارة بما يكفي للقيام بمهمة أخرى.
وكذلك، تكون قوائم تاه داه مفيدة للأشخاص الذين يعيشون حياة رتيبة ومملة بسبب فيروس كورونا، خاصة أن الجو العام والمناخ الذي يعيش فيه الأفراد يخلق إحساسًا بالفوضى والتشتيت.
قائمة المهام مقابل قائمة تاه داه
ولا يعني ذلك أن قائمة تاه داه تناسب الجميع، إذ إن البعض يستطيع الاستغناء عنها من خلال إعداد قائمة مهام في دفتر اليوميات، كما يراها البعض إهدارا للوقت، لأنهم يتوقفون عن القيام بأعمالهم للتفكير بما أحرزوه من إنجازات خلال اليوم أو الأسبوع.
وفي أوقات أخرى، قد يشعر البعض بالذنب لأن قائمة تاه داه الخاصة بهم تكون خالية من الإنجازات، أو أنها مليئة بأمور ليست ذات قيمة وفي المقابل لا يستطيعون القيام بأشياء أخرى أكثر أهمية.
وفي بعض الأحيان، تساعد قائمة تاه داه الأشخاص على اكتشاف أنفسهم، ومعرفة أمور لا يعرفونها عن أنفسهم مثل قدرتهم على التخطيط، أو تنفيذ المهام في الوقت المُحدد، وبالتالي يراودهم شعور جيد حيال أنفسهم.