لماذا يجب عليك وضع بند الاستحقاق في شراكاتك مع الآخرين؟
عندما تبدأ في شراكة مع الآخرين، فإنّ واحدة من أهم المخاوف التي تدور في ذهنك، هي حول إمكانية استمرار الأشخاص في العمل معك طوال الوقت، فأنت لا يمكنك السيطرة عليهم ولا توقع المستقبل، وفي الوقت ذاته لا تريد تدمير المجهود الذي بذلته في تأسيس عملك، ثم فجأة تجد نفسك مضطرًا لاستكماله بمفردك في الأوقات الصعبة.
لذلك عند بدء الشراكة مع الآخرين، فإنّك تبحث عن بنود معينة يمكن الاستفادة منها في بقاء الأشخاص معك داخل الشركة، وضمان بذلهم للمجهود المتوقع منهم طبقًا لاتفاق التأسيس الخاص بكم، لذا يمكنك الاعتماد على بند "الاستحقاق" عند تأسيس الشركة.
ما الذي يعنيه مصطلح الاستحقاق في الشركات الناشئة؟
يمكن تعريف الاستحقاق في طبيعة عمل الشركات الناشئة على أنّ الشريك لا يمكنه الحصول على حصص الملكية الخاصة به إلّا من خلال بقائه في الشركة لفترة معينة من الوقت يتم تحديدها قبل البدء، فإذا ترك الشركة قبل ذلك فإنّه يصبح غير مستحق لهذه الحصص.
تختار أغلب الشركات فترة الاستحقاق لتكون أربع أو خمس سنوات من تاريخ تأسيس الشركة، وتضيف على ذلك أنّ التوزيع الأول للحصص يحدث بنهاية السنة الأولى للشركة، فإذا غادر أي من الشركاء لأي سبب كان، فإنّه لا يحصل على أي حصص.
يُضاف هذا البند عند التأسيس، ويوافق عليه الجميع، فمثلًا قد تكون الفترة المحددة أربع سنوات، فيتم توزيع 25% من إجمالي الحصص لكل فرد بنهاية السنة الأولى من عمر الشركة، وبعد ذلك توزّع الحصص المتبقية شهريًا أو بنهاية كل عام، وهذا طبقًا للاتفاق عند تأسيس الشركة.
كيف يمكن للشركة الاستفادة من مبدأ الاستحقاق؟
يوفر مبدأ الاستحقاق عنصر الأمان في الشركة، فلا أحد يرغب في القلق بشأن العمل وحيدًا إذا تركه البقية، فكل مساهمة تؤثر على نجاح الشركة، فإذا غادر أحد الأشخاص المؤسسين، فإنّ هذا قد يؤثر سلبًا على الشركة ويمنعها من تحقيق النجاح المطلوب بسبب فقدها لأحد العناصر الرئيسة في عملها. ليس هذا فقط الجانب الوحيد للفائدة من الاستحقاق، بل يشمل الأمر الفوائد التالية:
1- توفّر السيولة المطلوبة داخل الشركة: يعتبر توفر السيولة داخل الشركة من أهم العوامل المؤثرة على نجاحها، فبعيدًا عن القيمة السوقية، فإنّ وجود الأموال التي يمكن استخدامها في المعاملات الحالية للشركة هو أمر ضروري جدًا، وبند الاستحقاق يسهّل وجود هذه السيولة بدلًا من توزيع الفلوس على المستحقين.
2- ضمان الاستمرارية للمؤسسين: عندما يبدأ أحد الأشخاص في تأسيس شركته، فإنّه قد يمنحها كل ما لديه من وقت ومجهود، لكن في بعض الأحيان عندما تتاح له فرصة أخرى فيقرر ترك ما يفعله حاليًا ويتجه لهذه الفرصة.
بوجود بند الاستحقاق فإنّه يضمن بقاء المؤسسين في الشركة، لأنّه ببساطة لن يرغب في ضياع المجهود الذي بذله سابقًا ويصبح بلا حصص ملكية في الشركة، فلن يكون قراره بترك الشركة سهلًا أبدًا، وسيفكر فيه جيدًا.
3- عدم مطالبة المغادرين بنصيبهم في الحصص: من ناحية أخرى، فإنّ وجود بند الاستحقاق يضمن أنّه في حالة ترك أحد المؤسسين للشركة، فإنّه لن يأتي في المستقبل للمطالبة بحقه في حصص الملكية طبقًا للاتفاق، حيث أنّه في حالة عدم وجود بند للاستحقاق عند تأسيس الشركة، قد يؤدي إلى حدوث هذا الخطأ، وبالتالي تجد نفسك مضطرًا لمنح شخص نصيبه من الحصص حتى في حالة عدم استمراريته في الشركة.
من خلال هذه الفوائد يمكنك أن تضمن لشركتك الناشئة قدرًا كبيرًا من الاستقرار خلال عملها، سواءً استقرار على المستوى المادي من حيث وجود السيولة التي يمكن استخدامها في إدارة تفاصيل العمل، أو استقرار على مستوى الأداء من خلال وجود المؤسسين طوال الوقت.
الاتفاق على بند الاستحقاق في عقد تأسيس الشركة
من المهم ألّا يكون الاتفاق على بند الاستحقاق شفهيًا، بل يجب تسجيله في عقد تأسيس الشركة والاتفاق عليه مع بقية الشركاء، بحيث لا يتفاجأ أحدهم مستقبلًا بوجود هذا البند، كما أنّ الاتفاق على جميع التفاصيل قبل البدء يضمن وضوح الصورة للجميع، وبالتالي قدرا كبيرا من الاطمئنان.
لذا، أول شيء هو توضيح أهمية هذا البند وضرورة تطبيقه على الجميع، ثم بعد ذلك الاتفاق على عدد السنوات والجدول الزمني الخاص بالاستحقاق، بحيث يعرف كل شخص ما له وما عليه عند التأسيس، وفي حالة وجود أي اعتراضات تُناقش حتى يمكن الوصول إلى الشكل النهائي من الاتفاق.
وجود بند الاستحقاق لا غنى عنه لضمان استمرارية الشركة، فخسارة أحد المؤسسين قد يؤثر على عمل الشركة وربما يؤدي إلى توقفها كليًا، فالشركة الناشئة لا تحتوي على عدد كبير من الأفراد، ولكل شخص فيها أهمية كبرى. وبالتالي فإنّ وجود بند للاستحقاق يجنبك القلق بشأن الاستمرارية، وفي أسوأ الأحوال إذا غادرك أحدهم، فسيكون بإمكانك الاستفادة من حصص ملكيته وإعادة توزيعها من جديد، أو البحث عن شريك يمكنه متابعة العمل معك، فهذا المبدأ يضمن حقوقك في الشراكة.
المصادر: