وزير خارجية عُمان بدر بن حمد البوسعيدي لـ"الرجل": تشرّفت بنيل الثقة السلطانية.. والمساواة والشفافية أساس تعاملنا مع القضايا الإقليمية
تتخطى المهام التي تنتظره جغرافياً بلاده، صناعة السلم وجسر الهوة وحل الخلافات بالطرق السلمية في منطقة ملتهبة، وتشهد نزاعات مستعصية، هي عناوين عريضة في حقيبة عمل وزير الخارجية الجديد، الذي طالما وصفته الصحافة بـ"الدبلوماسي المحترف".
إنه وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر بن حمد البوسعيدي، الذي يرى بأن المساواة والشفافية هي ما سيحكم تعامله مع مختلف ملفات المنطقة.
ولد بدر بن حمد البوسعيدي، في كنف أسرة تحب العلم وتسعى اليه، تخرج أبناؤها في أرقى الجامعات، وأصبحوا قادة في أعمالهم. والده كان مستشاراً للسلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - وجده كان والياً على ولاية صور في عهد السلطان سعيد بن تيمور.
النشأة
ولد بدر البوسعيدي، في مايو عام 1960، في العاصمة العُمانية مسقط، لدى أسرة تنتمي لأحد فروع الأسرة الحاكمة، وقد عُرف عن والده المرحوم حمد بن حمود البوسعيدي، ولاؤه للسلطان الراحل قابوس، حيث تقلد في عهده منصب وزير البلاط السلطاني، قبل أن يصبح مستشاراً ومرافقاً رسمياً له حتى وافته المنية عام 2002.
رحيل الوالد بعد عمر ناهز 83 عاماً، ترك للوزير الابن بدر حمد بن حمود البوسعيدي، السمعة الطيبة، حيث كان يوصف بـ"المخلص والمتفاني في خدمة وطنه"، فقد قلده السلطان قابوس وسام النهضة الأعظم عام 1985، لجهوده، وكان أديباً وحافظاً للشعر يساجل أقرانه الشعراء في محفوظاته الأدبية.
أما جدّ الوزير الراحل حمود البوسعيدي، فقد كان والياً على ولاية صور في زمن السلطان سعيد بن تيمور، والد السلطان قابوس، ويمتد نسبه إلى حمد بن هلال بن محمد بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، مؤسس الدولة البوسعيدية في عام 1744.
دراسته
تلقى الوزير بدر البوسعيدي، تعليمه المبكر في مدارس السلطنة، درس في المدارس السعيدية، التي تضمّ عادة أبناء الأسرة الحاكمة في عُمان، وانتقل مع أسرته من مدينة صلالة، إلى العاصمة مسقط في عام 1970، بحكم ارتباط والده بالعمل مع السلطان قابوس.
غادر الشاب بدر، بلاده عام 1977، قاصداً بريطانيا، بهدف متابعة دراسته، كان عمره 17 عاماً. درس نحو سنة في إمارة ويلز، ثم تابع دراسته الثانوية في لندن بمدارس مخصصة للطبقات الثرية والحاكمة، وحصل على ترتيب متقدم، أهّله لدخول أرقى الجامعات، حيث درس في جامعة أكسفورد العريقة، وتخرج فيها، بدرجة ماجستير في الفلسفة والسياسة والاقتصاد عام 1986.
إخوته
لم يكن الوزير بدر البوسعيدي الوحيد في أسرته الذي حصل على تعليم عالٍ، فهو ينتمي إلى أسرة مكونة من ثمانية أبناء، أربع أخوات وأربعة أشقاء، ترتبيه الثاني بين إخوته الذكور وهم: سامي وخالد وأيمن، احتلوا مواقع مهمة في مجتمعهم، فقد حرص والدهم على تعليمهم في أرقى الجامعات.
اختار شقيقه الأكبر المرحوم سامي، مجال الرياضة، فترأس نادي فنجاء العُماني، وارتبط اسمه بالإنجازات الذهبية للنادي الملكي، ويعدّ شخصية رياضية كسبت التقدير على المستوى العربي والخليجي، تُوفي في حادث سير في عام 1988.
أما شقيقه خالد، فقد تخرج في جامعة أكسفورد، ويحمل الماجستير في إدارة الأعمال، تابع مسيرة شقيقه سامي، فشغل منصب رئيس نادي فنجاء، ثم انتُخب رئيساً للاتحاد العُماني لكرة القدم، وكان عضواً بمجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية، واللجنة الفنية في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، قبل أن يتفرغ لأعماله الخاصة، حيث شغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات سابكو.
يشار إلى أن خالد وبدر، درسا معاً في بريطانيا، ولديهما اهتمامات مشتركة، فلدى خالد شغف خاص بالموسيقا والشعر الغنائي، وله أكثر من مئة عمل موسيقي، ولحّن لعدد من المطربين العُمانيين والعرب.
أما شقيقه الأصغر أيمن، فهو حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة "هيوستن" في الولايات المتحدة، ويشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة فولتامب للطاقة، منذ 7 سبتمبر/ أيلول 2020، وهو نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة سابكو، والشركة الوطنية للمياه المعدنية.
دبلوماسي محترف
بعد عودته من بريطانيا، لم يتأخر الوقت حتى التحق الشاب بدر حمد البوسعيدي، بوزارة الخارجية، في عام 1988 كان في الثامنة والعشرين من عمره، تدرج بالمناصب من سكرتير أول، إلى مستشار، ثم سفير بالديوان العام لوزارة الخارجية عام 1995، ثم وكيل وزارة الخارجية عام 2000، قبل أن يصبح أميناً عاماً لوزارة الخارجية عام 2007.
شيئاً فشيئاً، اكتسب بدر البوسعيدي، معظم خبرات الحقل الدبلوماسي الرسمي، وشغل مواقع مفصلية في الخارجية العُمانية، ومرّ بمحطات مهمة، وعايش ملفات حساسة، أبرزها مشاركته في المفاوضات السرية التي رعتها عُمان بين إيران والولايات المتحدة، عام 2013، وأدت إلى التوصل للاتفاق النووي الإيراني عام 2015.
كما أسهم في كثير من الوساطات العُمانية الأخرى في ملفات مختلفة، أبرزها الملف اليمني؛ وأطلقت الصحافة عليه "الدبلوماسي المحترف".
أول "وزير خارجية"
استمر بدر بن حمد البوسعيدي، في منصبه أميناً عاماً للخارجية العُمانية مدة 13 عاماً، منذ 2007 إلى أن أصدر سلطان عُمان هيثم بن طارق، مرسوماً سلطانياً، بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، متضمناً تعيين بدر بن حمد البوسعيدي وزيراً للخارجية، خلفاً ليوسف بن علوي، وذلك في 18-8 2020 الفائت.
ويُعدّ البوسعيدي، أول وزير في السلطنة يحمل مسمّى "وزير الخارجية"، بعد أن كان هذا المسمى "وزير الشؤون الخارجية"، ثم "الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية".
وفي رصيد بدر البوسعيدي، عدد من الأوسمه، فقد تقلد وسام “جوقة الشرف الوطني” الفرنسي من الرئيس إيمانويل ماكرون في 2019، لجهوده وإسهاماته في تعزيز العلاقات العُمانية الفرنسية. كما تقلد وسام نجمة إيطاليا في 2015.
أشعر بطاقة إيجابية
وفي أول تعليق له على تعيينه وزيراً للخارجية، غرّد عبر حسابه في "تويتر" قائلاً "اليوم تشرّفت بأداء قسم اليمين أمام المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، أدعو الله سبحانه وتعالى أن أكون دائماً عند حسن ظن جلالته، وفي مستوى هذه المسؤولية الوطنية، وجديراً بحمل الأمانة من أجل عُمان ورقيّها وازدهارها وحضورها الدولي المُشرّف".
وفي اول لقاء له مع موظفيه في الخارجية غرّد قائلاً "سرني لقاء موظفي الوزارة اليوم، والشعور بالطاقة الإيجابية النابعة منهم، فلنعمل بعون الله، جميعاً كالجسد الواحد، متفانين في أداء الواجب ومواصلة نشر رسالة عُمان للعالم، مستلهمين في ذلك من الفكر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه، أرجو التوفيق للجميع".
وشكر كل من هنّأه في تغريدة أخرى، قائلاً " الشكر والتقدير لكل من تفضّل وأعرب عن التهاني الطيبة الكريمة، على تشرّفي بنيل الثقة السلطانية السامية، بتعيني وزيراً للخارجية، سائلاً الله الكريم المنّان العون والسداد في خدمة عُمان وجلالة السلطان المعظم أبقاه الله".
حلول مفيدة
ينطلق الوزير بدر البوسعيدي، في رؤيته لدوره ومهامه، من تمسكه بالثوابت والخطوط العامة التي رسمت سياسة سلطنة عُمان الخارجية طيلة قرون، على يد قادتها الراحلين منهم والأحياء؛ سياسة تجنح للسلام وتقوم على حسن الجوار، وعدم التدخل بشؤون الغير، وتقريب وجهات النظر والحوار واعتماد الأبواب المفتوحة.
ومن أبرز تصريحاته في هذا الصدد قوله "إن الدبلوماسية العُمانية تهتدي بعدد من المبادئ الأساسية المستمدة من هذه التجربة التاريخية، فالسلطنة تسعى دائماً إلى حل النزاعات بالسبل السلمية، وإلى المحافظة على سياسة حسن الجوار والقنوات المفتوحة، لتحقيق التفاهم والحلول المفيدة للجميع، ففضلت على الدوام انتهاج أسلوب الحوار، وتحقيق التفاهم وبناء العلاقات المتبادلة، انطلاقاً من القناعة بأن هذا الأسلوب هو أقوى أساس للسلام والأمن والاستقرار".
كما يؤمن بالدور الذي تقوم به السلطنة على مختلف الصُّعُد الإقليمية والدولية، لأن التعاطي مع مختلف القضايا، يجسد المنهجية العُمانية الراسخة التي تقوم على أسس من المساواة والشفافية في التعامل مع كل الدول والقضايا الإقليمية.
ويرى أن العلاقات الدولية والمصالح المشتركة، تحتّم على السلطنة الوقوف موقفاً إيجابياً يساعد دول العالم والمنظمات الدولية، على حفظ السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، وهذا لا بدّ أن يقترن بتنمية تعود على الشعوب بالمزيد من الرفاه، وتحميها من مخاطر التطرف والإرهاب.
واجب إنساني
يرى وزير الخارجية البوسعيدي بأن جائحة كورونا أثرت في حياتنا اليومية، وفرضت تحديات علينا مواجهتها مهما كانت صعبة. داعياً المجتمع الدولي إلى التفاؤل والتعاون. لافتاً إلى ضرورة "ضمان التوزيع العادل للموارد اللازمة لمكافحة الجائحة"، كونه واجباً إنسانياً " لا سيما تأمين اللقاحات في المناطق الأقل نمواً التي تعاني محدودية المرافق والقدرات الطبية".
ولمواجهة التحديات الاقتصادية التي فرضتها الجائحة يدعو "الدول والمؤسسات المانحة إلى بذل ما في وسعها، لتيسير عملية إعادة هيكلة الديون، وإيلاء عناية خاصة لمساعدة الدول الأكثر تضرراً، بما يشجع على تسريع وانسياب عجلة الاقتصاد ويحفز النمو".
تمكين الشباب
يولي الوزير البوسعيدي اهتماماً خاص بالشباب، فهو يرى فيهم "أمل الحاضر وعماد المستقبل الذي تستند إليه الدول في تنميتها"، داعياً حكومات العالم، إلى وضعهم في أولويات اهتمامها، وتوفير كل ما من شأنه النهوض بقدراتهم، وتنمية مواهبهم، ضماناً لتنمية مستدامة تتحقق بسواعدهم الفتية.
مؤكداً أن سلطنة عُمان تسير في هذا النهج، وتواكب ما يستجد في العالم من حولها، بما يمكّن الشباب من اكتساب مزيد من القدرات والمعرفة، والمشاركة الفاعلة في مسيرة البناء والتنمية.
ويرى البوسعيدي أننا "نعيش في خضمّ عالم من التحولات المستمرة والمتعاقبة نحو التقدم العلمي والتكنولوجي، وإذا كان للإنسانية أن تسود في هذا العالم الجديد، فإننا بحاجة مستمرة إلى إيجاد الأساليب والوسائل التي تمكننا من العمل معاً بشكل أفضل وأفضل، ومن مرحلة إلى أخرى".
تحديث الدولة
وفي الشأن الداخلي يكشف الوزير البوسعيدي، من على منبر الأمم المتحدة، أن سلطنة عُمان "اتخذت هذا العام خطوات مهمة نحو إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتحديثه، دعماً لمتطلبات المرحلة، على طريق مسيرة التنمية الاقتصادية، وفي إطار رؤية عُمان 2040 ومبادئ النظام الأساسي للدولة".
ويشير على وجه الخصوص إلى "اقتصاد السوق الذي يهتدي به النظام الاقتصادي للسلطنة الأمر الذي يرى أنه "يعزز بلا شك قيمة موقعها الجغرافي وأهميته في التجارة الدولية في القرن الحادي والعشرين. إلى جانب الاستقرار السياسي الذي تنعم به بلادي والمقومات السياحية والفرص الاستثمارية المتنوعة في كثير من الميادين والقطاعات التنموية المجزية".
لقد شاركت سلطنة عُمان بفعالية في كل المحافل الدولية والإقليمية التي تمخّض عنها الإعلان عن أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث سعت السلطنة إلى ترجمة التزاماتها إلى مكونات رئيسية في الخطة الخمسية التاسعة، وفي رؤية عُمان 2020 – 2040، وهي عازمة على الاستمرار في العمل من أجل تحقيق الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لأهداف التنمية المستدامة في المدى الزمني المحدد.
حلّ الدولتين
اهتمام وزير الخارجية العُماني بدر حمد البوسعيدي، بالشؤون العربية، لا يقتصر على منطقة الخليج، فهو يواكب ويتابع أحداث العالم العربي والعالم، ويتبنّى التي تتوافق مع نهج ورؤية السلطنة الدبلوماسية التي تسعى لأداء دور الوساطة وتقريب وجات النظر، والبحث عن "حلول مفيدة للجميع"، بحسب تعبيره، ومخارج للأزمات التي تعصف بأكثر من عاصمة عربية.
وقد تناول في آخر اجتماع لمجلس وزراء خارجية الدول العربية، الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، وكيفية إيجاد الحلول السلمية للقضايا والتحديات التي تهدد الشعوب العربية.
فأعرب فيما يتعلق بالصرا العربي الإسرائيلي، عن أن السلطنة تؤمن إيمانًا راسخًا بدعم جهود ومبادرات السلام في المنطقة، وتؤكد دعمها الثابت للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه الإنساني في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف: "في الوقت الذي نحترم فيه حق الدول السيادي في اتخاذ ما تراه مناسبًا لتحقيق مصالحها، فإننا نسترشد بمبادرة السلام العربية، ونتمسك بها إطارًا مرجعيًا لتحقيق السلام المنشود، القائم على أساس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
كما أعرب عن تضامن السلطنة مع جمهورية السودان، لتجاوز محنته أثر السيول والفيضانات، ورحب بالاتفاق الذي تم بين جمهورية السودان وجنوب السودان.
وفي الشأن اللبناني، أكد ضرورة دعم الجمهورية اللبنانية، ودعا المجتمع الدولي إلى إعادة إعمارها، مجدداً ثقته بالشعب اللبناني على تجاوز الأزمات.
شغف بالكتاب
تكتمل صورة الدبلوماسي المنشغل في رسم سياسة بلاده الخارجية، والباحث عن فرص للسلام في المنطقة، مع شخصية القارئ المحبّ للكتاب والباحث عن المعرفة.
يرى الوزير بدر بن حمد البوسعيدي - خلال ندوة حوارية عقدت في باريس- بأنه "من دون القراءة سنصل إلى فهمٍ ضيّقٍ مـحدودٍ للعالم والحياة التي نعيشها. ومن دونِ الحصول على فهمٍ واسعٍ للعالم وثقافاته، لن يكونَ بوسعنا أفرادًا وجماعاتٍ أن نعملَ بفعاليةٍ أكبــرَ نحوَ خدمةِ الإنسانيةِ وتحسينِ حياةِ من نخدمُهُم ونعملُ من أجلـِهم".
لا نعرف بالضبط كم يقضي الوزير بدر البوسعيدي مع الكتاب، وأي مجال من القراءات يستهويه، لكن الأمر الأكيد أن له علاقة مميزة بالكتاب والقراءة، فقد أخذ عن والده شغفه بإبداعات الشعراء والأدباء والـمؤرّخين، فهو وجد أنهم، فضلاً عن دورهم في نشر المعرفة "يشكـّلون عنصرًا رئيسًا من تقليدٍ عريقٍ من التواصل الشفهي، أيضاً، ويشاركون في عمليةٍ اجتماعيةٍ بدأت منذ قرونٍ عديدةٍ، تنتقلُ خلالـَها قَصصُ الـماضي وصُــوَرُهُ من جيلٍ إلى آخر".
ويشيد الوزير بدور بلاده في إنشاء مثل بنيةِ أساسية، من الـمكتباتِ الـحديثةِ والـمحفوظاتِ. مضيفًا "نبقى ثقافةً لديها اقتناعٌ قويٌّ بأنه لا يمكن لأحدٍ أن يزعمَ أنه يعرفُ العالـمَ دونَ الاعتمادِ على المعرفةِ والفهم الذي نستمدُّه من الكتاب. فلا يمكن لأيٍّ مِنَّا أن يزعمَ أنه بلغ من الإلـمام الوافي للأمور، ما لم ينهل من المعرفة اللازمة لذلك، ويتسلّحْ بالقراءة والفهم والاستيعاب ليصل إلى مبتغاه".
ويدافع الوزير بدر البوسعيدي عن دور الكتاب، وسط عالم التكنولوجيا بالقول "إن الكتابَ نجح في تجاوز الكثير من التحديات عبرَ أزمنةٍ متعاقبةٍ من التكنولوجيا البديلة، حيث يُمكن اليومَ متابعةُ علومِ وتجاربِ وثقافاتِ العالم وتاريخِه عبر مـختلف الوسائط الصوتية والـمرئية، مثل الإذاعة والتلفاز، وكذلك الكتب بالصيغة الرقمية". مؤكدًا أن "الكتابَ الورقيَّ الـملموسَ يبدو وكأنه يتحدى كل ما يقال عن أنّه بات قديماً أو أنه في طريقه إلى الزوال". مردفاً بأنَّ "لكلِّ ثقافةٍ، ولكلِ لغةٍ، ولكل مـجتمعٍ علاقَــتــَه الفريدةَ والـخاصةَ مع الكتاب".
ناشط على السوشيال
مجال آخر يحظى باهتمام الوزير بدر البوسعيدي، هو السوشيال ميديا، حيث يعود تاريخ إنشائه لحسابه على "تويتر"، إلى عام 2012 ولديه قرابة 400 ألف متابع، ونشر نحو 1858 تغريدة، تضمنت أهم نشاطاته ولقاءاته الرسمية اليومية، مع صور لضيوفه وملخص أو تعليق على الحدث.
ولا يكتفي الوزير بنقل المعلومة للجمهور العام، بل يتفاعل مع المعلقين، ويجعل من نافذته هذه قناة للتواصل باتجاهين؛ لقد غرّد مؤخراً قائلاً "اليوم تشرفت بتمثيل السلطنة عبر الاتصال المرئي في المؤتمر الوزاري الدولي "سد الفجوات الرقمية - الاستجابة الرقمية لـكوفيد19". مؤكداً "أهميه التعاون والتأكيد الدولي في الحد من الأضرار الناجمة، ودعم مبادرات الشباب في هذا الشأن، ووضع مستقبل التعليم في سلم الأولويات".
وعلق أحدهم متمنياً التوفيق للوزير، وسأله "السيد بدر، معاليك كيف ترى مستقبل التعليم في السلطنة؟ وهل التعليم عن بُعد يسير بشكل مرضٍ مع ضعف شبكة عُمانتل؟
فيجيبه الوزير قائلاً "سؤال مهم أشكرك عليه. التعليم جواز سفرنا الرقمي للمستقبل، وعلينا مواكبة العصر والاستثمار في بلوغ الأفضل لمستقبل الأجيال والتنمية. التعليم عن بُعد سيكون من أبرز السمات لا محالة، وبشكل تكون فيه الكلفة أقل والتحصيل أفضل. التقنيات تتيح ذلك الآن وسوف تستمر وتتطور. والله الموفق".
تنمية واستقرار
موقع السلطنة الجغرافي المطل على ممرّ مائي دولي (مضيق هرمز)، وعلى بحار مفتوحة كبحر العرب والمحيط الهندي، وبحر عُمان والخليج العربي، يجعل من رسم سياساتها الخارجية مسألة تحتاج إلى حسابات دقيقة، واستراتيجيات واضحة تواكب المعطيات الجيوسياسية، وربما هذا ما دفع الوزير بدر البوسعيدي، لربط والاستقرار والسلام بالتنمية في دول الخليج، واعتبار ذلك أولوية وأساساً لبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.