مهارات المستقبل (5): لماذا التنسيق مع الآخرين يجعلك شخصًا ناجحًا في عملك؟
لا يخلو إعلان أي وظيفة من طلب مهارة العمل الجماعي كضرورة في المتقدمين للوظيفة، وعلى الرغم من أنّ الأمر يبدو مستهلكًا في كلماته بالنسبة للعديد من الأفراد، لكن لا يختلف أحد على قيمة التعاون مع الآخرين داخل العمل وأثر ذلك على النجاح.
لذا، جاءت مهارة التنسيق مع الآخرين في المرتبة الخامسة ضمن مهارات المستقبل التي وصّى بها المؤتمر الاقتصادي العالمي، والسبب في ذلك هو التغيّر المستمر في بيئة العمل والتي تتطلب سعي كل فرد لمحاولة التأقلم مع الآخرين والعمل معهم، لا سيّما وأنّ الأمر لم يعد يقتصر على العمل في موقعك، بل يمكنك العمل مع أشخاص من مختلف الثقافات حول العالم.
الجوانب الثلاثة لعملية التنسيق مع الآخرين
يعود السبب الرئيس وراء أهمية مهارة التنسيق مع الآخرين في أنّها تساعدك على البقاء في المسار الصحيح للعمل، فلا تتأثر بالعقبات والمشاكل الحادثة، بل يكون لديك القدرة على توقعها والتعامل معها مبكرًا قبل حدوثها. تشمل عملية التنسيق مع الآخرين ثلاثة جوانب رئيسة:
1- التواصل الواضح: لن يكون بإمكانك التنسيق مع الآخرين أو التعاون معهم دون أن يكون لديهم القدرة على فهمك وفهم ما تريد قوله وفعله. لذا يتطلب التنسيق استخدام مهارات التواصل بشكل فعّال، سواءً من خلال اختيار اللغة المناسبة المفهومة للجميع، أو من خلال الاستماع لما يُقال باهتمام، والتصرّف طبقًا لذلك.
2- فهم الشخصيات التي تعمل معك: لم تعد بيئة العمل مقتصرة على فئة عمرية معينة، أو حتى أشخاص من موقع جغرافي متشابه، بل أصبحت تشمل العديد من الشخصيات من أجيال مختلفة. لذا من المتوقع أن تجد نفسك مع زملاء من دولة أخرى، وبفارق عمري كبير عنك سواءً أكبر أو أصغر.
من خلال العمل على فهم الشخصيات المختلفة وطبيعة كل فرد من الموجودين معك في بيئة العمل، سيكون بإمكانك فهم الأسلوب المستخدم بواسطة كلٌ منهم داخل العمل، وكيف يفضلون إنجاز المهام التي تسند إليهم، وسيكون من السهل عليكم التعاون معًا.
3- التنظيم: بدون قدرتك على تنظيم ذاتك وتفاصيل المهام التي تؤديها، ستجد نفسك مشتتًا وغير قادرٍ على تنسيق أي عمل مع الآخرين من حولك، وبالتالي يمكنك أن تبدأ بتنظيم أعمالك جيدًا/ حتى يكون بإمكانك التعاون مع البقية.
كيف يمكنك تطوير مهارات التنسيق مع الآخرين؟
على الرغم من الأهمية الكبرى لمهارة التنسيق مع الآخرين فإنّها تتميز بالبساطة، وبالتالي فهي لا تحتاج إلى تفاصيل معقدة لتطويرها. وفي الوقت ذاته فإنّ التعامل مع الأفراد في بيئة العمل هو عمل يومي، مما يعني وجود العديد من الفرص لتحسينها المستمر.
1- تعلّم كيف تطور أسلوب تواصلك: التواصل عملية مستمرة يوميًا بينك وبين زملاء العمل، وبالتالي يمكنك تطوير مهارة التنسيق مع الآخرين من خلال التركيز على طريقتك في التواصل، ومحاولة تطوير أسلوبك، وكذلك قدرتك على الاستماع لهم.
2- ركّز على تقييم تعاملاتك مع الآخرين: حتى يكون بإمكانك التأكد من الفهم المتبادل بينك وبين زملائك، فإنّ الأمر يتطلب العمل على تقييم معاملاتك معهم، وهذا يمكن من خلال تعلّم القدرة على طرح واستقبال الفيدباك. وهذا يمكن تنفيذه ببساطة عند العمل على أي مهمة مشتركة، حيث بعد الانتهاء تقدّم رأيك للزملاء عمّا حدث، وتسألهم عن رؤيتهم فيما فعلت.
3- حسّن من التزامك بالمواعيد النهائية للمهام: هذه معاناة يعرفها الجميع في العمل، وهي صعوبة الالتزام بالمواعيد النهائية للمهام، لكن بالطبع هذا الالتزام ضروري للنجاح. يمكنك تحسين هذا الالتزام من خلال تقسيم المهام الكبرى إلى مهام صغرى فرعية للعمل عليها، ستجد مع الوقت أنّك تتعلّم القدرة على الالتزام بمواعيدك.
4- راقب طريقة عمل زملائك: كلما أمكنك فهم الأسلوب الذي يستخدمه كل فرد في العمل، سيكون بإمكانك تنسيق المهام معهم بصورة أفضل. لذا من المهم مراقبة طريقة عمل زملائك لتعرف الأسلوب الذي يفضلونه، ويمكنك كذلك تطوير أسلوبك بالتعلّم من الطرق التي يستخدمونها في تنفيذ المهام.
تبدو مهارة التنسيق مع الآخرين سهلة ومباشرة، لكنّها رغم ذلك تمثل تحدي كبير في ظل بيئة العمل وظروفها المختلفة الموجودة حاليًا، فيمكن لضعف التنسيق التأثير على الإنتاجية والنتائج المحققة في العمل، في حين يؤدي التنسيق السليم إلى تحقيق الأهداف المطلوبة بكفاءة عالية، وهذا ما يجعلها ضمن المهارات الأساسية المطلوبة في المستقبل.
لمتابعة بقية السلسلة:
مهارات المستقبل (1): لماذا حل المشكلات المعقدة هي المهارة الأكثر طلبًا في سوق العمل؟
مهارات المستقبل (2): التفكير النقدي طريقك لبناء الحقائق
مهارات المستقبل (3): التفكير الإبداعي والبحث داخل الصندوق قبل خارجه!
مهارات المستقبل (4): لماذا تحتاج إلى إدارة الأفراد للنجاح في بيئة العمل؟
المصادر: