تريد تشكيل فريق مثالي: اجمع بين هذه الصفات الأربع
بصفتك قائدا مسؤولا عن إدارة فريق بأكمله وتحقيق أفضل نتائج، فإنك قد تواجه العديد من المشاكل المترتبة على أن الأمور تخرج عن نطاق سيطرتك في الكثير من الأحيان، من بينها نقص الميزانية، وضيق الوقت والجداول الزمنية المحدودة، علاوة على الكثير من الأمور الأخرى غير المتوقعة، ولكن هناك شيئًا يمكنك التحكم فيه وهو التناغم بين أعضاء الفريق وهو أمر ضروري لتحقيق النجاح والتغلب على المصاعب والتحديات.
يقدم كل عضو من أعضاء الفريق شيئا ما إلى البقية، بما في ذلك السمات والمهارات ونقاط القوة والضعف، وبالتالي فإن مفتاح تأسيس فريق قوي ومتناغم وناجح يتمثل في تحديد طبيعة الشخصيات التي تحتاج إليها، وكيف تستخدم كل شخصية لتحقيق التوافق فيما بينهم، وتستخدم كل فرد لإكمال النواقص الموجودة في الآخرين.
ووجدت العديد من الأبحاث والدراسات أنه من أجل تأسيس فريق الأحلام الذي لا يُقهر فإنه من الضروري أن يضم أربعة أنواع من الشخصيات والتي نستعرضها فيما يلي..
العقل المُدبر
تمامًا كما يقود دماغنا أجسامنا من أجل التصرف والتحرك، فإن أصحاب العقل المُدبر في الفريق هم من يقودونه من أجل إتمام المهام وتحقيق النجاح والوصول إلى الهدف المنشود. أصحاب العقل المُدبر شخصيات طموحة، ولديها إصرار على النجاح، كما أنها تنافسية بطبيعتها، وتتوق دائمًا إلى تحقيق أفضل النتائج.
غالبًا ما يرتبط أصحاب هذه الشخصية بالمهام القيادية التقليدية، وتتمثل وظيفتهم في معظم الأحيان على تحفيز الجميع على العمل وإبقاء أعينهم على الجائزة النهائية، وإقناعهم باستمرار العمل ومواجهة الصعوبات بغض النظر عن ماهيتها من أجل تحقيق الهدف المشترك.
أصحاب الرؤية
أما أصحاب هذه الشخصية فهم قادرون على رؤية الصورة الكبيرة، وإدراك كيفية تحقيق أكبر قدر ممكن من خلال الاستعانة بكافة التفاصيل، كما أنه يعمل على تحفيز باقي أعضاء الفريق من أجل تحقيق الهدف المشترك. غالبًا ما يوصف هذا الشخص بأنه صاحب الرؤية أو بأنه العقل المُدبر. أصحاب هذه الشخصية غالبًا ما يكون لديهم أحلام كبيرة ويصبحون القوة الدافعة نحو النجاح، يساعدون باقي الفريق على التفكير بطريقة أكثر إيجابية. وغالبًا ما يحقق أصحاب هذه الشخصية النجاح الكبيرة ويصلون إلى مراتب عُليا ومن بينهم على سبيل المثال الملياردير ورائد الأعمال إيلون ماسك، والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري.
مع ذلك، فإن أصحاب هذه الشخصية قد يفتنون بفكرتهم ويشعرون بأنها مثالية إلى درجة إغفالهم بعض التفاصيل المهمة والصغيرة، كما أنهم في أحيان أخرى يقررون الانتقال للعمل على المشروع التالي قبل الانتهاء من العمل على المشروع الأول، لذلك يكونون في حاجة دائمة إلى الشخصيات قوية الملاحظة الذين يتمكنون من إعادتهم إلى أرض الواقع، ويساعدونهم على كبح جماح طموحاتهم وأفكارهم.
الشخصية قوية الملاحظة
بينما تصب كل من شخصية العقل المدبر وأصحاب الرؤية كل اهتمامهما على الأهداف الكبرى وتشجيع الموظفين وإلهاب حماسهم، إلا أن الشخصيات قوية الملاحظة تركز على التفاصيل الصغيرة من أجل إتمام المهام. أصحاب هذه الشخصية يميلون إلى تحليل الأمور ويتعاملون مع كل شيء بعقلية ومنطق. ربما لا يكونوا الأشخاص الذين تريدهم أن يجلسوا في المقاعد الأمامية لتحفيز الحشود ولكنهم بدون أدنى شك قادرون على مساعدة الجميع على الانطلاق من النقطة الصحيحة.
يفكر أصحاب هذه الشخصية في كل خطوة للتأكد من أنها فعالة وبأنها ستؤتي ثمارها، وبالتالي يملؤون المناطق الفارغة التي يتركها أصحاب الشخصيتين السالف ذكرهما.
بهذه الطرق يشجع القادة الموظفين على الاندماج بمستقبل العمل عن البعد
الشخصية العطوفة
هو الخيط الذي يربط أعضاء الفريق معًا. تساعد هذه الشخصية الجميع على الوقوف على أرض مُشتركة، شخصية عطوفة ورقيقة ومتسامحة ويميل الجميع إلى العمل معها ويقتنع برأيها. غالبًا ما تكون هذه الشخصية متحمسة للعمل الجماعي، وقادرة على اقناع الجميع على العمل معًا، يستمع إلى الآخرين، ويسعى دائمًا إلى توصيل أصوات الجميع إلى الشخص المسؤول. كما أن أصحاب هذه الشخصية يكونون صبورين ومتعاونين وعطوفين وثابتين وهادئين، وبالتالي يساعد أصحاب هذه الشخصيات على الانسجام والتصدي للخلافات ومساعدة الآخرين على مواجهة الاحتراق الوظيفي.
خلاصة القول، فإن تأسيس فريق متناغم يتطلب فهم كيفية عمل الشخصيات المختلفة معًا لتحقيق أفضل النتائج، وباعتبارك قائد سيكون عليك أولاً تعزيز قدرتك على فهم الآخرين وتحديد الشخصيات التي يحتاج إليها فريقك لتعزيز نقاط القوة والتخلص من نقاط الضعف، والتأكد من أن كل عضو من أعضاء الفريق يعرف دوره جيدًا، ويفهم حدود قدراته وكيف يمكن تطويعها للحصول على أفضل نتائج.
تأسيس فريق يتضمن الشخصيات الأربعة السالف ذكرها سيضمن لك العمل مع فريق متوازن ومتكامل يكمل كل منهم الآخر، وتذكر أنك لا تستطيع تغيير شخصيات الموظفين ولكنه يمكنك التحكم في مدى قدرتهم على التفاعل مع بعضهم البعض.