رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود: نمط جديد من الرؤساء يكره المظاهر ويهوى مباغتة الموظفين
في صيف عام 1941، رفض اللواء جميل لحود، طلب الفرنسيين قيادة فرقته لمهاجمة يوسف العظمة بميسلون في سورية، فسرح من الجيش لتتالي مواقفه المشرّفة، أورث الأب مواقفه الوطنية لابنه إميل لحود من بعده، الذي سار على خطاه، لا في دخول الحياة العسكرية فقط، بل وي كونه شخصية قيادية تتعالى على الصغائر والحساسيات الضيقة.
نمط جديد من رؤساء الجمهورية في لبنان، هو الرئيس العماد إميل لحود، لا مظاهر ترف، ولا دراجات نارية وسيارات مواكبة وصفارات ترافقه في تنقلاته، لا حضور للمهرجانات والحفلات، ولو كانت تحت رعايته. وقد أعلن عن هذا التوجه منذ اللحظة الأولى التي تسلّم فيها مقاليد الحكم في الرابع والعشرين من نوفمبر / تشرين الثاني عام 1998، حين جعل حضوره مقتصراً على الاحتفالات الوطنية الكبرى، كعيد الاستقلال وعيد الجيش.
يهوى المفاجأة إن لم نقل "المباغتة"، وربما كان مردّ ذلك إلى نشأته العسكرية، وتسلمه قيادة الجيش اللبناني على مدى تسع سنوات (من 29- 11- 1989 ). ولنا في ذلك أمثلة عدّة، منها حضوره المفاجئ صباح يوم باكر إلى منطقة الكحالة القريبة من القصر الجمهوري في بعبدا، لمتابعة أعمال الإنقاذ، إثر انهيار مبنى سكني في المنطقة المذكورة، وزيارته لبلدة قانا في جنوب لبنان، التي شهدت مجزرة إسرائيلية إبّان عملية "عناقيد الغضب"، عام 1996 وأودت بحياة 102 من أبناء البلدة، جلّهم من النساء والأطفال والعجائز.
ويسجل للرئيس لحود عند استعراض زياراته المفاجئة، حرصه على تفقد بلدة جزّين في جنوب لبنان أيضاً، بعد يومين من انسحاب العناصر التابعة لميليشيا ما يسمى بجيش لبنان الجنوبية المتعاملة مع إسرائيل. ولفت ظهور الرئيس في هذه الزيارة باللباس السبور (تي شیرت)، وقد استقبل بالزغاريد ونثر الأرز.
ولم تقتصر مفاجآت، الرئيس على الزيارات ذات الطابع السياسي، إذ إن الرياضة نالت حصتها هي الأخرى، ويشار في ذلك إلى حضور الرئيس لحود المباراة النهائية في كرة السلة التي خاضها فريق الحكمة اللبناني لانتزاع البطولة الآسيوية في هذه اللعبة، وقد كان لهذا الحضور وقع مدوّ وتأثير فعّال في نفوس اللاعبين اللبنانيين، وجمهورهم الذين بلغ الحماس بهم أشدّه، وهم يرون رئيس بلادهم (الذي كان وصل لتوّه من زيارة سريعة إلى الأردن للتعزية بوفاة الملك حسين)، يصفق ويصرخ حماسة للفريق اللبناني الذي ظفر بالكأس.
وإذا كان ما تقدم يكشف جانباً بارزة من شخصية الرئيس العسكري إميل لحود، فإن ما أسرّ به لـ"الرجل" يوضّح النظام الذي يعتمده في حياته اليومية. لقد قال الرئيس لحود: إن ثلاثة إنذارات تنظم يومه: الإنذار أو الجرس الأول يقرع عند الخامسة والنصف صباحاً، حيث ينهض من فراشه ويبدأ بممارسة رياضته الصباحية التي تعتمد على الجري وأداء بعض الحركات السويدية.
بعدها، في تمام السادسة والنصف، يمضي إلى عمله الذي تتخلله مراجعة أوراق وملفات واستقبالات، حتى تحين الساعة الواحدة والنصف، موعد الإنذار الثاني، ومعه يهرع الرئيس الرياضي إلى ممارسة هوايته المفضلة (السباحة)، التي يواظب عليها في الصيف والشتاء. ثم يتناول وجبة غداء خفيفة، قبل أن يعود إلى متابعة عمله الرسمي في الثالثة والنصف، وحتى السابعة والنصف مساء، باستثناء أيام الأربعاء التي يترأس فيها الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، وتنتهي عند التاسعة ليلًا.
ويحرص الرئيس لحود على تناول طعام العشاء مع زوجته السيدة أندريه، ويشير المقربون منه إلى أن طعامه عاديّ إلى حد القلة. وينهي الرئيس يومه بإنجاز الأوراق التي بين يديه، ومطالعة الصحف، قبل أن يخلد إلى النوم، بعد قرع جرس الإنذار الثالث، عند الحادية عشرة ليلاً.
والذين يعرفون الرئيس لحود جيداً، يشهدون بتواضعه، ویروون أنه غالباً ما يلجأ في يوم العطلة (الأحد) إلى كوخ خشبي ناءٍ حين يقصد مسبحاً لممارسة رياضة الغطس وصيد الأسماك تحت الماء، أو يشتري تذكرة الدخول إلى دار سینما بنفسه، إذا ما رغب في مشاهدة فيلم معين. ويذكرون في هذا الصدد باقتصار موكبه على سيارة واحدة، وعلى عدم استعماله سيارة الرئاسة الكبيرة المصفحة، والاستعاضة عنها بسيارة مرسيدس عادية أو رانج روفر. وعلى الرغم من الإرث الذي خلفه له والده اللواء جميل لحود، فإن منزله الكائن في منطقة الروشة في بيروت متواضع للغاية، كما أنه لم يقتن منزلاً خارج لبنان، على غرار ما فعله عدد كبير من الشخصيات اللبنانية.
ولا يفوّت المتابعون لنشاط الرئيس لحود الحديث عن "الكبسات"، التي يقوم بها لبعض الدوائر الرسمية، حيث يفاجئ الموظفين بوجوده بينهم، فيحيي المنضبط ويؤنّب المهمل وأكلة السندويتشات والفول، وغالباً ما يناشد الجميع العمل بتفان وإخلاص، والحرص على تسهيل معاملات المواطنين.
ويبدي الرئيس لحود اهتماماً خاصاً بالشباب، ويحرص على اللقاء بمجموعة منهم كل أسبوع، وقد تكون مدة اللقاء محددة بنصف ساعة، إلّا أن الحديث معهم قد يمتد إلى أكثر من ساعة ونصف الساعة.
ويشار هنا إلى كيفية استقبال رئيس الجمهورية للشباب الذين ساهموا في تحرير بلدة أرنون الجنوبية، ونزع الأسلاك الشائكة التي وضعتها القوات الإسرائيلية حولها، بأيديهم وأرجلهم. وقد بادر لدى الترحيب بهم في قصر بعبدا، إلى تقبيل وجنات بعضهم، والتربيت على أكتاف بعضهم الآخر، كما أوعز الى المشرفين على القصر بنزع الثياب الفولكلورية التي تزين الواجهة الزجاجية في قاعة الاستقبال، واستبدالها بها صورة كبيرة للشباب الذين حرروا أرنون، وبقطع من الأسلاك الشائكة وحبات من تراب أرنون حملها الشباب إليه، فضلاً عن لافتة كتب عليها الجيش الإسرائيلي بالعبرية والعربية والإنجليزية عبارة "احذروا الألغام".
ولادته ونشأته
ولد الرئيس اللبناني العماد إميل لحود في 12 يناير / كانون الثاني، عام 1936، في بلدة بعبدات التابعة لدائرة المتن الشمالي. أبواه: اللواء جميل لحود والسيدة أندريه باجاقیان. وله شقيق وحيد هو القاضي نصري لحود، مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية.
تلقى الرئيس لحود علومه الابتدائية في مدرسة الحكمة (Sagesse) ، وعلومه الثانوية في "برمانا هاي سکول"(BHS). فأتقن الإنجليزية والفرنسية بطلاقة فضلاً عن لغته الأم العربية.
ويروي أحد المقربين في وزارة الدفاع اللبنانية، عن الرئيس لحود قصة حصلت معه في مدرسة (BHS) مطلع الخمسينات فيقول: إن التلاميذ اتفقوا فيما بينهم على سرقة أسئلة مسابقة "مادة الرياضيات"، وحلها للحصول على علامات متفوقة، وحده إمیل الحود، التلميذ، رفض الفكرة ولم ينفذها. وعند توزيع العلامات بعد إجراء المسابقة، نال تلاميذ الصف بأكمله مجموع 95\100 في حين حصل لحود على 80 / 100.
أستاذ الرياضيات البريطاني الأصل، تنبّه للحادثة ولم يفاتح التلاميذ إلّا في نهاية العام الدراسي، فخاطبهم قائلًا قبل أن يغادر إلى وطنه "سأعود إلى لبنان مجدداً، وأنا على ثقة تامة بأن واحداً منكم فقط كان صادقاً ونزيهاً في إجراء المسابقة، وهو يعرف نفسه جيداً" . وكان بذلك يعني الرئيس، مباشرة.
عام 1967، تزوج إميل لحود من أندريه أمادوني، ورزقا بثلاثة أولاد. ابنته کارین، البكر، وهي زوجة إلياس المرّ، نجل نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية المهندس ميشال المرّ، منذ عام 1992، وإمیل، بطل السباحة الحائز إجازة من الجامعية الأمريكية، وقد أسس شركة للإعلانات. ورالف، الذي حصل على إجازة في الهندسة من الجامعة الأمريكية في بيروت.
على خطى الأب
وموقف الرئيس لحود هذا نابع من نشأته العسكرية، ومن السير على خطى والده اللواء جميل لحود، فقد حمل منذ صغره فوق كتفيه تاريخًا طويلًا من الوطنية، عایش مخاض الاستقلال، وكانت مسيرة والده النضالية في سبيل الاستقلال أول ما تلقاه من الدروس والعبر. وقد ارتبط اسم والده بنشوء الجيش، فكان المعلم الأول في المناقبية العسكرية التي لا ترضى بديلا عن الإرادة الوطنية.
وفي السادس والعشرين من شهر يوليو (تموز) عام 1941، دعا والده جميل لحود، الضباط اللبنانيين في «فرقة الشرق» التي أنشأها الفرنسيون، عقب الحرب العالمية الأولى، إلى اجتماع في بلدة ذوق مكايل في كسروان شمال العاصمة بيروت. ووقعوا الوثيقة التاريخية التي تنصّ على القسم بتنفيذ أوامر الحكومة الوطنية اللبنانية فقط، بعدما رفض لحود طلب الفرنسيين قيادة فرقته، لمهاجمة يوسف العظمة، في ميسلون في سوريا، فيما كان يخدم في منطقة الجزيرة في الحسكة. رفض الأمر، فسرّح من الجيش. وواصل المقدم جميل لحود تحديه لسلطات الانتداب، فرفع العلم اللبناني وحده على مقرّ فرقته في بلدة «عين الصحة» في منطقة «فالوغا» عام 1941، رقي إلى رتبة لواء عام 1959، وأحيل على التقاعد وهو رفيق درب رئيس الجمهورية اللبناني الراحل اللواء فؤاد شهاب.
ترشح جميل لحود للانتخابات النيابية عن دائرة المتن الشمالي، وفاز في دورتين متلاحقتين عام 1960 و 1964،وعيّن بعدها وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية عام 1966 في وزارة المغفور له عبد الله اليافي، وفي عهد الرئيس شارل حلو.
عرف عنه تعاطفه مع العمال والمستخدمين الفقراء. وفي عهده أدخلهم في النقابات ولقب من شدة اهتمامه بالطبقات الفقيرة بـ"اللواء الأحمر".
هذه النشأة الوطنية، والممارسة العسكرية والسياسية، كان لها أثر جليّ على ولده إميل لحود، فاستنشق عبق الممارسة السياسية والعسكرية الصادقة والمخلصة، فاكتسب بالتالي خبرتين، خبرة الضابط الذي يتفانى في سبيل لبنان، وخبرة السياسي الذي يعمل بصدق وشفافية من أجله. وأضحى يفهم جيداً السياسة ومسائلها، ويحرص دائماً على عدم التدخل في شؤونها.
من الجيش إلى السياسة
ومن الأب جميل إلى الابن إميل، فقد حصل إميل لحود على رتبة عماد بعد رتبة عميد ركن مهندس بحري، في الثامن والعشرين من نوفمبر / تشرين الثاني عام 1989، وهو تاريخ تعيينه قائداً للجيش. ومعروف عن العماد لحود حزمه عند اتخاذ قرار معين، وحرصه على التعاطف مع الجنود الذين يعامل الواحد منهم كفرد من أفراد عائلته.
وعلى مدى تسع سنوات عرف بالتجرد ونظافة الكف والاستقامة، وبنظرة سياسية وطنية واضحة وعقلية مؤسساتية تجلّت في أدائه البارز في المؤسسة العسكرية.
وحين وضعت وثيقة الوفاق الوطني في الطائف عام 1989، نهاية للغة المدفع في لبنان، نودي على العماد لحود لتسلّم قيادة الجيش، على قاعدة أن الظروف التي كانت سائدة تتطلب قائداً وطنياً مترفّعاً عن الصغائر وعن الحساسيات الضيقة. ولم يكن في جعية لحود سوى ذلك الإرث الكبير الذي اكتسبه خلال خدمته الطويلة في سبيل الجيش. أرسل بطلبه الرئيس اللبناني المنتخب رينيه معوض، الذي اغتيل نهاية نوفمبر 1989 قبل أن يتسلم مهامه، فانتخب بعده الرئيس إلياس الهراوي، الذي عيّن إميل لحود قائدًا للجيش اللبناني.
ولا يخفى على أحد أن أتون الحرب الأهلية اللبنانية العبثية التي استمرت نحو سبعة عشر عامًا، والتشرذم الطائفي، عوامل فتّتت الجيش اللبناني فاختلطت الأهداف ووجهات السير على العسكريين، مما أدى إلى تغييب دورهم الحقيقي، فكانت وحدة الجيش إنجازًا لا يقلّ عن إنجاز إعادة بنائه.
لكن من خلال ممارسة واقعية تمثلت في وحدة الهدف، والتوجه ووحدة البناء على أسس العدالة والوفر ، ووحدة العلاقة مع السلطة السياسية أو وحدة العسكريين في محاربة العدو الإسرائيلي، والتنسيق التام مع سوريا.
ومن خلال العمل المؤسساتي والتعاطي مع الاستحقاقات الداخلية والخارجية، استطاع العماد لحود أن ينهض بالجيش كمؤسسة حققت إنجازات مهمة وشاقة. وباتت تلك الإنجازات شعاراً رفعه اللبنانيون مطالبين بتعميمه على كل مؤسساتهم.
واليوم بعد أن انتقل إميل لحود من قيادة الجيش إلى قيادة الوطن، أقسم على أن يكون الجميع تحت القانون، بدءًا برئيس الجمهورية، مشددًا على دور المؤسسات، وداعيًا اللبنانيين إلى العمل معًا من أجل نهضة بلدهم وتطوره وتحرير الأرض التي يحتلها الإسرائيليون في جنوبه.
ومن يعرف الرئيس لحود جيدًا، سمعه يردد أكثر من مرة أنه يمدّ يده للتعاون مع الجميع دون استثناء. وشرطه الوحيد في ذلك أن يتخلى الفرد عن أهوائه ومصالحه، ويتطلع إلى مصلحة البلد وحدها. وينوه رئيس الجمهورية في هذا الصدد برئيس الحكومة الدكتور سليم الحص، فيقول «هذا الرجل مثلي لا يبغی جاهًا ولا مكتسبات. كفه نظيف وهمّه خدمة بلده وأبنائه. ومثل هؤلاء الرجال أفخر بأن أضع يدي بأيديهم».
التهاني والأوسمة التي حصل علیها
تهنئة من قیادة الجیش عام.
وسام31 \12\ 1961 التذكاري.
تهنئة قائد الجیش عام 1963.
تهنئة قائد الجیش عام 1968.
وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة الفضي عام 1971.
وسام الاستحقاق والشرف من رتبة ضابط أكبر من جمهوریة Haiti عام 1974.
وسام المیدالیة الرومانیة من الدرجة الرابعة من جمهوریة رومانیا عام 1974.
الوسام البحري من الدرجة الممتازة عام 1974.
تهنئة وزیر الدفاع الوطني عام 1983.
وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثانیة عام 1983 .
وسام الأرز الوطني من رتبة فارس عام 1983.
تهنئة العماد قائد الجیش عام 1984.
وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الأولى عام 1988.
وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط عام 1989.
وسام الحرب عام 1991 لقیادته عملیة انتشار الجیش اللبناني في منطقة الجنوب.
وسام الحرب عام 1992 لقیامه بأعمال باهرة خلال تكلیف الجیش بمهام عملیة.
وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر عام 1993.
وسام "فجر الجنوب" عام 1993 .
وسام الوحدة الوطنیة عام 1993 .
میدالیة "أمن الدولة" عام 1994.
وسام التقدیر العسكري من الدرجة الفضیة عام 1994 .
وسام جوقة الشرف الفرنسیة من رتبة كومندور عام 1996.
وسام الاستحقاق الإیطالي من رتبة ضابط كبیر عام 1997.
وسام الصلیب الأكبر، من دولة الأرجنتین عام 1998.
حياة الرئيس العسكرية
ولعه الشديد بالرياضة، وخصوصاً السباحة والغطس،دفعاه إلى حياة عسكرية بحرية بدأها مع عام 1956. وتواصلت حتى عام 1989، أي جيل كامل، قبل أن يُعيّن قائدًا للجيش اللبناني، وهي إن صحّ التعبير مستمرة الى اليوم.
وقد شوهد الرئيس إميل لحود، خلال فبراير / شباط الماضي، وهو يضع ضمادة على يده اليسرى.
وقد حاول الصحافيون معرفة سبب ذلك، فأجيبوا بأن الرئيس أصيب بحادث في البحر. إلا أنه تبين بعد ذلك أن الحادث كان من الخطورة بمكان، بحيث عرض حياة الرئيس للخطر، إذ هاجمه سمك القرش أثناء ممارسته رياضة الغطس.
وقد تمكن من النجاة بعد إصابة لحقت بیده اليسرى، من فكّي سمكة قرش ضخمة أجهز عليها الرئيس فيما بعد.