شركات ناشئة في الذكاء الاصطناعي ستحقق نجاحات ساحقة في عالم ما بعد كورونا
باتت شركات عدة حول العالم، تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته في آلية عملها، وخلال أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، ارتفع الطلب على عدد محدد من الخدمات، بعد أن انتقل عالم الأعمال إلى المنازل وفرض العمل عن بُعد شروطه. لكن عالم ما بعد كورونا لن يكون كقبله، وبالتالي الحاجة إلى هذه الأدوات سيستمر، ما يعني أن الشركات التي تقدم تلك الخدمات ستشهد مرحلة من النمو والنجاح.
وخلال أزمة كورونا ساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على إتمام مشاريعها الصغيرة أو الكبيرة، فمن وضع توقعات نمو المبيعات على المدى البعيد إلى أتمتة الأعمال الروتينية، وصولاً إلى أتمتة المهام التي تستهلك وقتًا طويلاً.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
رغم غياب تعريف واضح ومحدد حول مفهوم الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يعني ببساطة واختصار «سلوك وخصائص معينة لبرامج حاسوبية، تمنحها القدرة على محاكاة العمليات الذهنية البشرية إلى حد ما».
يعني هذا أن الذكاء الاصطناعي يُكسب الآلة قدرة على التعلم والتحليل والاستنتاج وأحيانا رد الفعل، وذلك دون برمجة مسبقة، إذ تتولى الآلة بنفسها اتخاذ القرار المناسب، وفق تقديرها.
التوسع في تطبيق الذكاء الاصطناعي
في عام ٢٠١٩، أعلنت شركات كبرى نيتها مضاعفة اعتمادها على الأدوات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ولكن الجائحة أرغمت عموم الشركات على التأقلم مع متغيرات مفاجئة أصبحت تشكل أولوية، كالانتقال إلى العمل من المنزل وتقليص الميزانيات.
ولكن بعد مرحلة التأقلم بدأ البحث عن مقاربات تمكنهم من العمل عن بُعد بالكفاءة نفسها، والحل كان باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وبشكل عام، الاستثمار في الذكاء الصناعي قرار صائب لأي شركة لا تسعى للتقدم فقط، بل للتأقلم مع واقع جديد لا نعرف بأي مسار سيأخذنا. فما هي أبرز الشركات التي قررت التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، وما الخدمات التي تقدمها؟
شركة ربليكانت ـ Replicant
أنشئت شركة ربليكانت عام ٢٠١٧، في الوقت الذي كان الطلب على أدوات الذكاء الاصطناعي يشهد حركة تصاعدية. هذه الشركة متخصصة في تطوير روبوتات الدردشة الصوتية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لمساعدة الشركات على التعامل مع طلبات الزبائن واستفساراتهم وشكاواهم.
قبل فيروس كورونا كانت الشركة تنمو بشكل ثابت، ولكن الطلب عليها تضاعف خلال الإغلاق التام، لأن الأغلبية الساحقة من الزبائن لجأت إلى شركات تقوم بخدمات التوصيل إلى المنازل.
اقرأ أيضًا: جارتنر ترصد في تقريرها الجديد "هايب سايكل" 4 توجهات تقود الذكاء الاصطناعي
وبما أن مراكز الاتصال الخاصة بهذه الشركات مغلقة، فإن شركات خدمة التوصيل لجأت إلى شركة ربليكانت لمساعدتها على تنظيم طلبات الزبائن والرد على استفساراتهم، عبر الأدوات الصوتية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
فيروم هيلث - Ferrum Health
طورت نظام مراقبة صحيًا يعمل بالذكاء الاصطناعي، الغاية منه تقليل عدد الأخطاء الطبية. وتحلّل البيانات الطبية للمريض، وحتى صور الأشعة السينية وصور الرنين المغناطيسي، لحفظ أدق التفاصيل الطبية التي قد لا يلاحظها الطبيب أو أي شخص يعمل في المجال الصحي.
هذا النظام مهم للغاية، لكونه يساعد النظام الصحي على التخلص من مشكلة كبيرة تؤرقه، وهي سوء التشخيص والأخطاء الطبية. ومع جائحة كورونا، باتت أهميته مضاعفة، فالأغلبية الساحقة من الدول باتت تعتمد وبشكل أكبر على التكنولوجيا في المجال الصحي. وهذه الشركة، وفق الخبراء ستكون من أهم الشركات خلال المراحل القادمة.
شركة كلتيفايت ـ Cultivate
كلتيفايت تساعد الشركات على تدريب المديرين لتصبح أفضل، كما أنها تساعد على تطوير بيئة عمل مثالية للموظفين، ما يعني زيادة في الإنتاجية وتقليص حجم المشكلات.
ونظام الذكاء الاصطناعي الذي طورته الشركة يحلّل البيانات المختلفة، بما فيها رسائل البريد الإلكتروني والمحادثات النصية بين الموظفين، وتوفر تحليلاً ونصائح عن الآلية التي يمكن بها تحسين أنظمة العمل والتفاعل بين الموظفين.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يعيد لممثل عالمي صوته بعد فقده للأبد (فيديو)
نظام يمكن وصفه بمدرب، وإنما على نطاق واسع جدًا لم يمكن تخيله. المدرب الإداري التقليدي الذي تستعين به الشركات عادة، لا يمكنه أن يرصد كل التفاصيل، ولكن الذكاء الاصطناعي يمكنه رصد كل شيء. النظام الخاص بشركة كلتيفايت تضاعفت قيمته خلال الأزمة الحالية، لأن الذين يشغلون مناصب إدارية باتوا أمام مهام جديدة، منها توفير الدعم والتوجيهات للموظفين الذين يعملون في منازلهم. المديرون يجيدون القيام بمهامهم ضمن بيئتهم التي اعتادوا عليها، وبالتالي البيئة الجديدة خلقت إرباكا شديدا فنظام العمل أصبح معقدا جدا، وباتوا يبحثون عن أي مصدر يمكنه أن يوفر لهم المعلومات التي يحتاجون إليها، لضمان قيامهم بمهامهم بالشكل الصحيح.
ديب إنستينكت Deep Instinct
تستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد تهديدات الأمن السيبراني، وهي منافس قوي لشركات معروفة مثل مكافي و"كراود سترايك". النظام الخاص بالشركة يتمحور حول التعلم العميق، وهو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي، حيث تتمكن الشبكات العصبية الاصطناعية وهي الخوارزميات المستوحاة من تركيب الدماغ، من تعلم كميات كبيرة من البيانات وتأدية المهمة بشكل متكرر في كل مرة تعدّل لتحسين النتيجة. كما أنها تمكن أنظمة الحوسبة من تحليل الداتا والإشارات وترتيب المعلومات بالطريقة نفسها التي تعمل بها الذاكرة البشرية.
الشركة تمتلك قاعدة بيانات ضخمة جداَعن البرامج الضارة والتهديدات السيبرانية، وبالتالي تملك القدرة على اكتشاف تهديدات لم تعرف بعد.
ومع تبدل طريقة عمل الشركات، فإن حماية معلوماتها، والعمل عن بُعد ضمن بيئة آمنة أولوية، ومن ثم ستشهد الشركة نمواً كبيراً خلال الفترة المقبلة.
شركة سي ٣ أي اي - C3.ai
تبيع البرمجيات التي تُستخدم للتحليلات التنبؤية ولتحليل البيانات الضخمة، من ضمنها أجهزة إنترنت الأشياء. خلال الفترة الماضية كانت الشركة تركز على استهداف الشركات الضخمة، مثل شركات الكهرباء والنفط والشركات الصناعية، فشركات كهذه، تحتاج إلى هذه الأدوات لتحليل بياناتها الضخمة.
ولكن التوجه سيكون مختلفاً في المستقبل القريب، لأن العمل في بيئات مكتظة خارج حسابات الجميع، أي أنه هناك حاجة للاستثمار في أنظمة توفر الحلول بالذكاء الاصطناعي. رغم أن الشركات الضخمة ستكون الأكثر اعتماداً على هذه الأنظمة، ولكن جميع الشركات يمكنها الاستفادة منها.
شركة غورو ـ Guru
غورو تستخدم ملحقات المتصفح وإضافات سلاك وهي خدمة سحابية من البرمجيات التعاونية، تسمح بإنشاء المجموعات وإدارتها وهي من الخدمات المفضلة لدى الشركات والمؤسسات، لكونها تجمع فرق العمل وتسهل مشاركة الملفات والتواصل.
اقرأ أيضًا: فيديو| الذكاء الاصطناعي يؤلف كلمات الأغاني
شركة غورو وعبر أدواتها تضمن حصول الموظف على كل المعلومات التي يحتاج إليها للقيام بمهامه، وبالذكاء الاصطناعي يعثر الموظف على المعلومات بالبحث في خدمات سحابية مختلفة تستخدمها الشركة، والعثور عليها وتوفيرها للموظف بسهولة تامة.
الشركة حققت أرباحا كبرى عام 2018، ومن المتوقع أن تتضاعف أرباحها بشكل أكبر، لأن الشركات بحاجة ماسة لأدوات تساعدها على توزيع المهام على فرق العمل الموجودين في منازلهم، وتوفير الأدوات المناسبة لتسهيل وصولهم للمعلومات التي يحتاجون إليها.
شركة يونيفور ـ Uniphore
الشركة التي انطلقت من الهند نقلت مركزها الرئيسي إلى سيلكون فالي بأمريكا، تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات على تحسين المكالمات الهاتفية مع الزبائن، وتحسين العلاقة معهم.
من الأدوات التي توفرها برنامج يساعد المؤسسات على التعرف إلى مشكلات الزبائن بتحليل تفاعلهم خلال المكالمات الهاتفية، وبالاعتماد على المعلومات لا تتوافر معلومات عن الزبائن فقط، بل المقاربات التي على الشركة اعتمادها لحل مشكلات الزبائن.
ومن الأدوات المهمة أيضاً برنامج القياسات الصوتية الحيوية، للتعرف إلى الزبون، ومن ثم لا حاجة ليثبت هويته بالطرق التقليدية فالبرنامج يتعرف إليه مباشرة.