سيطر على عواطفك ومشاعرك: كيف تتحكم في موجات الغضب العارمة؟
كلنا نمر بلحظات ضعف في حياتنا إذ يسيطر علينا فيها الغضب. في بعض الأحيان نتفاعل مع الغضب بطريقة نندم عليها أو نشعر بالاحراج بعدها، وقد يحدث ذلك عندما يُسيء إلينا أحد الأشخاص، أو يسير الموقف بطريقة مختلفة عن تلك التي توقعناها.
الغضب مشاعر طبيعية ويمكن أن تكون صحية إذا جرى التعامل معها والتحكم فيها بصورة صحيحة. ولكن في بعض الأحيان يبدو أنه من الصعب السيطرة عليه، لذلك تعلم كيفية التحكم في غضبك بصورة صحيحة قد تساعدك على تحسين حالتك المزاجية، وتكوين علاقات صحية مع الآخرين وتحسين حالتك النفسية.
أحيانًا تمنعنا المشاعر السلبية من التصرف بعقلانية، بغض النظر عن سبب الغضب فإذا شعرنا بالنار تشتعل في بطوننا، وتتسارع دقات قلوبنا، ولم نعد نفكر في أي شيء سوى مقدار شعورنا بالغضب فإننا سنكون في حاجة إلى معرفة كيفية السيطرة على موجات الغضب التي تعترينا وتسلبنا قدرتنا على التفكير السليم.
إنفوجراف| أنت سريع الغضب.. 7 نصائح تدير انفعالك بطرق إيجابية
الغضب مشاعر طبيعية
وفقًا لمايو كلينك، فإن الغضب رد فعل طبيعي ناتج عن الشعور بأي تهديد يشعر به الإنسان، وهو إحدى الغرائز الطبيعية للبقاء والتي تنشط رد فعل الجسم، وتتسبب في شد عضلات اليدين والوجه ويتحول لونهما إلى الأحمر. وقد ينتج عن الغضب مشاعر وأفعال قوية وأحيانًا عدوانية للدفاع عن أنفسنا عندما نشعر بالتهديد.
ربما تتولد مشاعر الغضب بسبب عوامل داخلية أو خارجية، المحفزات الخارجية هي نتيجة لتأثيرات نابعة من البيئة الخارجية مثل قيام زميل في العمل بنشر شائعات عنك، أو يتجاوزك أحد الأشخاص في الطابور، أما المحفزات الداخلية فتتمثل في التفكير السلبي، أو الهوس بالتجارب السلبية التي مررنا بها في الماضي. وكذلك تلعب السلوكيات المكتسبة والميول الموروثة وكيمياء الدماغ دورًا في شدة الغضب.
وأحيانًا ما يكون شعورك السريع بالغضب نابعا عن كونك لا تتسامح مع الإحباط بسهولة، وقد تشعر أنك لا يجب أن تتعرض للإحباط أو الانزعاج أو أي إزعاج، ولكن الخبر السار هنا هو أنه يمكنك تعلم كيفية التحكم في غضبك والسيطرة على الموجات الشديدة التي تمر بها، إذ أظهرت الأبحاث أن العلاج قادر على مساعدة 75 % من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل إدارة الغضب.
لماذا ينتاب بعض الأشخاص موجات غضب أقوى من الآخرين؟
قد يرجع ذلك إلى عدة أسباب، قد تلعب العوامل الوراثية والفسيولوجية دورًا كبيرًا حتى في سن مبكرة. يتضح في بعض الأحيان أن بعض الأطفال يصبحون سريعي الانفعال والغضب مقارنة بغيرهم. وقد تؤثر السلوكيات الاجتماعية والثقافية المكتسبة أيضًا على قدرة الأشخاص على التعامل مع الغضب، إذا علمك أحد الأشخاص أن التعبير عن الغضب أمرًا سيئًا أو وقحًا، فقد تضطر إلى قمع غضبك.
وأخيرًا، يمكن للخلفية العائلية التأثير على مدى شعورك بالغضب، غالبًا ما يكون الأشخاص الذين نشأوا في أسر فوضوية أو مليئة بالمشاكل أو العاجزين عن التعبير عن المشاعر أقل قدرة على إدارة غضبهم والتحكم فيه.
طرق التعبير عن الغضب
التعبير عن الغضب: وهذه هي الطريقة التي تنقل بها شعورك، ويمكن أن يتراوح التعبير عن الغضب من مناقشة منطقية وعقلانية إلى شن هجوم عنيف. ولكن الطريقة الأكثر صحة للتعبير عن الغضب هي الحزم وليس العدوانية.
الكبت: يعني ذلك كتمان المشاعر السلبية على أمل تحويلها إلى سلوك أكثر إيجابية، إلا أن قمع الغضب قد يؤذيك ويؤثر على صحتك وعافيتك وقدرتك على التفكير بصورة سليمة.
التهدئة: من خلال التحكم في سلوكك الخارجي وإدارة استجابتك الداخلية، فإنك ستتمكن من السيطرة على المشاعر السلبية وبالتالي تُهدئ نفسك، وتعرف ذاتك ومعرفة كيفية تأثير الغضب عليك، وتكتشف استراتيجيات التأقلم والتعامل مع الغضب التي تناسبك.
كيف تسيطر على غضبك؟
لا يوجد أدنى شك من أن الغضب يمثل مشكلة كبيرة على حالتك الصحية، والنفسية، وعلى علاقاتك بالآخرين، ربما تتساءل ما الذي تستطيع فعله للتعامل معه؟ هناك مجموعة من الطرق التي بإمكان الأشخاص استخدامها من أجل التخلص من هذه المشاعر السلبية والتي نستعرض بعضها فيما يلي، ولكن تذكر أن كل شخص يتحكم مع غضبه بصورة مختلفة تمامًا عن الآخر.
مارس الأنشطة الرياضية
ممارسة الأنشطة الرياضية إحدى أفضل الطرق للتخلص من المشاعر السلبية وتحسين الحالة المزاجية. المواد الكيميائية التي يصدرها الدماغ بينما تمارس هذه الأنشطة الرياضية تُعيد حالتك المزاجية إلى طبيعتها، خاصة وأنك توجه الطاقة التي بداخلك نحو نشاط صحي. ومن بين هذه الأنشطة الرياضية الجري، القفز، ركوب الدراجات، الرقص، ممارسة اليوجا، التسلق، أو ممارسة أي من الألعاب الرياضية التي تستهويك.
التنفس العميق
عندما تشعر بالغضب الشديد فإن أنفاسك تزداد، ربما تجد نفسك تلتقط أنفاس قصيرة وسريعة للغاية، وقد يتسبب ذلك في إصابتك ببعض المشاكل الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم. ممارسة تمارين التنفس وتعد من أفضل الطرق لتهدئة أعصابك واحتواء المشاعر السلبية التي تسيطر عليك.
اكتب مشاعرك السلبية
في بعض الأحيان تساعدنا كتابة الأفكار والمشاعر على الأوراق على معرفة الأسباب الحقيقية التي تسببت في شعورنا بالغضب إلى هذه الدرجة. تساعدك الكتابة على تنظيم أفكارك وربما تمكنك من رؤية المواقف بصورة مختلفة. عندما تكتب وأنت في حالة غضب فلا تركز فقط على الجوانب السلبية، حاول أن تقوم بما يمكن اعتباره عصف ذهني للموقف، وكيف يمكن التعامل معه بصورة مختلفة في المستقبل. ولا يوجد أي مشكلة في الاستمرار بالكتابة حتى تشعر بأن مشاعرك السلبية قد تلاشت تماما.
كيف يساعدكم المحترفون؟
لسوء الحظ لا يحظى الجميع برفاهية الحصول على الدعم من الأصدقاء أو الأشخاص المُقربين منه. في أحيان كثيرة يعاني بعض من الأشخاص من موجات غضب شديد ويضطرون إلى الذهاب إلى المستشارين النفسيين أو المعالجين.
يتلقى المعالجون النفسيون والمحترفون التدريبات اللازمة لتزويد الأشخاص بطرق للإدارة طريقة تفكيرهم، وكيفية التعبير عن الغضب، والتغييرات التي يمكنهم القيام بها للتعامل مع الغضب بشكل حازم وبنّاء. وقد يساعدك المُعالج النفسي على تحديد مصدر مشاعر الغضب، ومعرفة كيفية التغلب على الأعراض العقلية والجسدية التي تعاني منها نتيجة نوبات الغضب تلك، وبالتالي ستتمكن من التغلب على مشاعر الغضب تلك والتخلص منها والمضي قدمًا بطريقة صحية ومناسبة.