المستشار في الديوان الملكي محمد التويجري لـ "مجلة الرجل":منظمة التجارة تحتاج إلى إصلاح شامل.. ومتفائل بالتغيير
عبر المستشار السعودي محمد التويجري، عن تشرّفه بالمنافسة على منصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، مؤكداً أنه سيعمل ما بوسعه للفوز. مضيفا "إن فزت فذلك بدعم كبير جداً من الجميع، وسيكون ذلك الفوز للمملكة أولاً".
وأكد التويجري في حوار خاص مع مجلة "الرجل" أن "منصب مدير منظمة التجارة العالمية، في هذا التوقيت الذي يشهد العالم فيه تحدياتٍ كبيرة، خصوصاً مع فايروس "كورونا" وتبعاته، يُعدّ من أهم المناصب الدولية التي تدعم التجارة العالمية المتعددة الأطراف، وتسهّل الحركة بين الدول".
وعن الرؤية والافكار الجديدة التي سيحملها معه في حال فوزه، قال "إن المنظمة بحاجة الى إصلاح كبير هيكلي وإداري، بالتعاون مع جميع أعضائها؛ هناك خطة شاملة سأقدمها للأعضاء هدفها أن تكون المنظمة قوية وديناميكية لحل جميع مشكلات التجارة العالمية، وفي الوقت نفسه، جاهزة للقرن 21 وما سيجلب من تحديات".
أما كيف سيتعامل مع تداعيات جائحة "كورونا" على الاقتصاد والتجارة العالمية، فيؤكد أنه أمام "تحدّ يتمثل بشكل كبير في عدم اليقين. وسيكون لكل دولة آثار جانبية مختلفة عن الدول الأخرى، ويعتمد ذلك بشكل كبير على الوضع الاقتصادي والبنية التحتية والتجارة العالمية، وستكون بكل تأكيد من سيتأثر بشكل مباشر، ورأينا ما حدث للمعدات الطبية والأمن الغذائي على سبيل المثال عبر الجائحة".
ويرى أن التعامل مع ذلك يجب أن يكون بحلول عملية وواقعية مبنية على حقائق ودراسة شاملة الآثار، وتناقش مع الأعضاء، للوصول الى حلول شاملة". مشدداً على أن "المنظمة لا بدّ أن تكون هي المرجع الرئيسي، ولذلك نتكلم عن الإصلاح المستدام الذي يجب أن يضمن أن لا تكون هناك ثغرات عميقة في المستقبل فيما يخص التجارة العالمية".
وعلى المستوى الاقتصاد الوطني السعودي، التويجري الذي ينظر اليه بوصفه أحد المساهمين المميزين في صنع السياسات الاقتصادية يصف رؤية 2030 بأنها "رحلة كبيرة ومكثفة وفي غاية الطموح، والعمل الدؤوب بقيادة سمو سيدي ولي العهد واضح جليّ للجميع، وأنا متفائل بأن الكثير سيتحقق في المستقبل".
ويضيف بأن تلك الرحلة "بدأت تؤتي ثمارها، والتنوع الاقتصادي بدأ بفتح مجالات وقطاعات جديدة واعدة، والبنية التحتية للتنويع الاقتصادي أصبحت ناضجة من قوانين ذات علاقة أو منظومة القرار؛ أنا متفائل بأن رحلة التنوع الاقتصادي ستكون ناجحة".
وعن رؤيته لدور القطاع الخاص في مشروع الإصلاح السعودي، يؤكد أنه يرى فيه "دينمو النمو المستدام". ويعتقد أن "بحثه عن الربحية والعمل التنافسي الذي هو من صميمه يجعله الحلقة الأهم في رؤية ٢٠٣٠"
وفي رؤيته لجدل العلاقة بين الخاص والعام يقول "لا يمكن أن يستمر القطاع العام بالاستثمار والتمويل بدون قطاع خاص قوي ومتنوع. هذه المعادلة أنجحت الدول العظمى، ويأتي معها توظيف نوعي وانتعاش للأسواق عموماً وتطوير مستمر".
ويضيف "لا بدّ أن تكون معادلة النجاح بين القطاع العام والخاص مبنية على الثقة والفرص المنتجة، والطلب القوي داخلياً وخارجياً".
ويخلص التويجري للتعبير عن ثقته بقدرة الاقتصاد السعودي والخليجي عموماً على الالتحاق بركب الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة والرقميات يقول "نعم أنا متفائل. و بدا ذلك بالفعل. المملكة لديها بنية تحتية رقمية قوية جداً، أثبتت جدارتها في "كوفيد ١٩" وفي القطاع المصرفي والخدمات الحكومية".
وفي الجانب العائلي كشف التويجري بأنه يعدّ زوجته "صديقة، وشريكة، وحبيبة؛ ففي كل موقف نمر فيه معاً تظهر إحدى تلك السمات في العلاقة، وهي من الأسرة نفسها، والتعارف كان عبر الأسرة".
يهوى التويجري البحر ويجب ممارسة الغوص والسباحة و كل الرياضات المائية، ويحب أكلة السمك ويفضل تناولها في المنزل مع العائلة، أما لمن يستمع من المطربين والمطربات العرب يقول " "تطربني أم كلثوم وأستمع إلى عبد الحليم حافظ وراشد الماجد".
يدعم التويجري عمل المرأة ويقول " المرأة عنصر فعال في كل مجال، ومؤخراً بدأنا نلمس دورها في المشاركة الاقتصادية والإنتاجية وشغل وظائف في كل المجالات وعلى كل المستويات. أتمنى أن أرى المرأة السعودية قائدة، ومبدعة، ومنتجة، ومنافسة في كل مجال".
وينصح الشباب بالقول "حياتك العملية هي لك ولا يملكها غيرك، لا تكلّ من الاستثمار في نفسك، اسأل، تعلم، لا تخجل من أي عمل. ابدأ صغيراً ثم اكبر، لا تخف من التجارب، وحاسب نفسك أولاً بأول".
يحلم التويجري بالتدريس والكتابة يوماً ما، ويوصي أبناءه بأن يكونوا "ما يحبون، ويحبوا ما يعملون، ويصبروا على ما يحبون، ويبتسموا دائماً حتى في المصائب".
يشار إلى أن التويجري بدأ حياته العملية طياراً حربياً في القوات الجوية السعودية، وشارك في حرب الخليج الثانية. ثم انتقل للعمل في القطاع الخاص وتبوّأ عدداً من المناصب المرموقة في كبرى المؤسسات، قبل أن ينتقل إلى القطاع العام، مروراً بقيادة عدد من المؤسسات التنموية المهمة إلى أن وصل إلى منصب وزير الاقتصاد والتخطيط. وهو أحد الأعضاء المميزين المساهمين في تنفيذ سير رؤية 2030.
ويشغل حاليا منصب المستشار في الديوان الملكي السعودي، بمرتبة وزير، منذ مارس الفائت، وهو حاصل على البكالوريوس في علوم الطيران، من كلية الملك فيصل الجوية، والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود، مع مرتبة الشرف.
وقع اختيار القيادة السعودية عليه ليكون مرشح المملكة لمنصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، ووصفته الصحافة بأنه المرشّح الأوفر حظاً بين عدد من المرشحين الدوليين.