الجبيل.. مدينة الأسماك واللؤلؤ التى تحولت لمركز صناعي عالمي
صيد الأسماك وتجارة اللؤلؤ هذا ما اشتهر به سكان مدينة الجبيل منذ القدم، إضافة إلى اشتهار المدينة بمهنة الغوص، فمزجت تلك المدينة الساحرة بين أصالة الماضي وتكنولوجيا وتقدم الحاضر، فامتلأت أسواق الجبيل قديمًا بالأسماك واللؤلؤ الذي كان يتم عرضه للبيع، ليس هذا فقط، بل اشتهرت المدينة ايضًا بصناعة السفن الخاصة بالصيد.
الجبيل.. تاريخ الـ1200 سنة
مدينة الجبيل حصلت على شهرتها في القدم عن طريق تلك التجارة وأسواق اللؤلؤ والصناعة المتميزة لسفن الصيد، وحصلت المدينة على اسمها عن طريق نسبتها للجبل البحري الواقع بشمال شرقي المدينة، وهو أحد معالمها التى تقع على البحر مباشرة، فكان متنفسًا للمواطنين فكان يزوره أهالي المنطقة الشرقية، وظل الجبل حتى تم إنشاء ميناء الجبيل التجاري فقد أزيل الجبل ولم يتبق منه سوي آثار بسيطة.
مهنة القلافة.. سواعد هندست وبنت وأطلقت مراكبها لتخوض غمار البحر
تكللت جهود فرق البحث طوال 4 أشهر كاملة، بالعثور على مدينة تاريخية كاملة في شمال مدينة الجبيل، بمنطقة إسكان كلية الجبيل الصناعية، وعثر الباحثون في موقع الدفي الأثري، على مدينة يعود عمرها إلى أكثر من 1200 عام، معتبرين أن هذا أكبر كشف اثري بالمنطقة الشرقية بأكملها، وقالوا إنها ربما تكون قرية متكاملة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام.
يقول فريق البحث إنهم اكتشفوا غرفة كاملة كانت مدفونة على عمق عدة أمتار، والاكتشافات التى عثروا عليها لم تقتصر فقط على أسوار وغرف وأحجار متناثرة، لكنها احتوت ايضًا على مجموعة ليست بالقليلة من الأواني الفخارية وغيرها من القطع الفخارية التى تُعد بالآلاف، والتى تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، وهي عبارة عن منطقة سكنية متكاملة وهي منطقة قديمة كانت في الجبيل.
الجبيل.. نقطة تحول
شهدت الجبيل عهدًا جديدًا اتسم بالسلم والأمن والأمان، بعد وصول الملك عبدالعزيز إلى منطقة القطيف، وتوجه إليه الجميع للسلام عليه وتهنئته، إضافة إلى توجيه الدعوة له لزيارة منطقة الجبيل، وهو ما تجاوب معه جلالته في عام 1331 هـ، حيث استقبل وقتها استقبالًا حافلًا من الجميع، وعُين ابن محيا أول أميرًا لمنطقة الجبيل، وتطورت مهارات الغوص التى كان يتقنها أهل الجبيل في السابق وما زالوا ماهرين فيها.
أما عن صناعة السفن والتى كان يتسم بها أهل الجبيل قديمًا، ولكن كانوا ينجزون الصناعة بصورة غير متكاملة، ولكن سرعان ما تغير الأمر في الوقت الحالي، فتمتلئ الجبيل بمصانع السفن المتطورة التى يمكنها إنتاج أنواع سفن على مستوى الخليج العربي، بمنتج يُعد هو الأفضل والأعلى جودة، لذا طور السكان الذين كانوا يعتمدون على صناعة السفن صناعتهم حتى وصلت لما هي عليه الآن.
الجبيل.. واجهة مميزة
تمتلك محافظة الجبيل موقعًا مميزًا بالمنطقة الشرقية، مما جعلها تُسجل حضورًا سياحيًا قياسيًا بالنسبة للمنطقة، فباتت الجبيل محل اهتمام الكثير من السياح وزوار المنطقة من المواطنين أو السياح، ويعتبرها الجميع مركزًا صناعيًا عالميًا، والجبيل تمتلك العديد من مقومات الجذب السياحي بداية من إطلالتها الساحرة على الخليج العربي عن طريق سبعة شواطئ، خمسة منها بمنطقة الجبيل الصناعية واثنان في مدينة الجبيل.
تحتضن الجبيل ثمانية متنزهات في الجبيل الصناعية و20 حديقة آخرى في الجبيل نفسها لاستقبال السياح، وتوفر تلك الحدائق والمتنزهات العديد من الخدمات لزوارها وتحتضن المدينة ايضًا العديد من الجزر أبرزها: «جزيرة جنة، جريد وكران»، هذا بخلاف المزيد من المواقع الآثرية والتاريخية التى تعطى تصورًا عن المدينة قديمًا، وأبرزها برج طوية الذى يعد اشهر المعالم الأثرية وأحد شواهد نشأة المدينة.
الجبيل.. مواقع تراثية
العديد من المواقع الأثرية الأخرى التى تحتضنها الجبيل وهي: «موقع الجبل البحري، وموقع جمرك الجبيل التراثي، وموقع مردومة الأثري الواقع في مدينة الجبيل الصناعية، وهو من أهم المناطق الأثرية الذي اكتشف عام 2011، وموقع كنيسة الجبيل التي تقع شمال محافظة الجبيل واكتشفت عام 1986، وموقع الدوسرية الأثري في الجنوب الشرقي من المحافظة، إضافة إلى موقع الدفي الأثري في مدينة الجبيل الصناعية، حيث اكتشف بين عامي 1404- 1408 هـ».
هناك أسواق شعبية في محافظة الجبيل مثل سوق شارع القطيف الشعبي الذي يعود تأسيسه إلى 50 عامًا من الماضي، وتخصص هذا السوق في بيع المنتجات النسائية باعتبار أول سوق نسائية في المحافظة، هذا بالإضافة إلى العديد من المجمعات التجارية الآخرى التى تُحفز المتسوقين.
رؤية 2030 للتنمية التى أطلقتها المملكة، كان لمحافظة الجبيل منها نصيبًا، حيث تشهد المحافظة خطوات متسارعة نحو التنمية والازدهار السياحي، من أجل تعزيز الخيارات السياحية والترفيهية للأهالي، وتحسين نمط جودة الحياة بالمحافظة، وهو ما يحظى بدعم منقطع النظير من قِبل جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.