كيف تطلب من أحدهم ارتداء الكمامة دون أن تحرج نفسك أو تحرجه؟
ربما تنتابك رغبة مُلحة في الصراخ في وجه الشخص الذي لا يرتدي كمامة (قناع وجه) مع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لكن من الأفضل تجنب هذا الموقف العدواني والاكتفاء بالابتعاد عنه بمقدار ستة أقدام.
نعلم جميعًا أن أفضل طريقة لمواجهة انتشار كوفيد-19 هي البقاء داخل المنزل وممارسة التباعد الاجتماعي، ولكن عندما تضطر إلى مغادرة بيتك في أي وقت عليك ارتداء القناع، لحماية نفسك من الإصابة بالفيروس، وكذلك حماية الآخرين من الخطر. اعتقدنا جميعًا أن كل الأشخاص يعلمون ذلك، لكننا فوجئنا مع إعادة فتح البلاد وتخفيف القيود نسبيًا أن عددا كبير من الناس يتوجهون إلى مراكز التسوق، المتاجر، يسيرون في الشوارع، وأحيانًا يتواجدون في التجمعات العائلية دون الحفاظ على المسافات فيما بينهم والآخرين، أو ارتداء قناع واق.
عصر أقنعة الوجه.. كيف أصبحت رمزًا لعالمنا بعد اجتياح وباء كورونا؟
كُن مُحترمًا
إذا تنمرت على شخص ما، أو هددته أو حاولت دفعه إلى الشعور بالذنب، فتأكد من أن الأمور ستصبح أكثر عدوانية. لقد شاهدنا جميعًا مقاطع فيديو لغرباء يتعاملون بسوء وعنف مع أشخاص آخرين لإجبارهم على الامتثال إلى وجهات نظرههم، وكان من بينها مقاطع فيديو لأشخاص يضربون آخرين أو يدفعونهم وغيرها من الأفعال العنيفة لإجبارهم على ارتداء أقنعة الوجه.
احترم الجميع، وتصرف بأدب ولطف خاصة عندما يتعلق الأمر بشيء مجهول كما فيروس كورونا، والذي اختلفت استجابة الأشخاص في التعامل معه، البعض يعتبره مجرد خدعة وأن الأقنعة أدوات لا يستخدمها سوى الجبناء، ولدى آخرين أسباب وراء عزوفهم عن ارتداء الأقنعة، في كل الأحوال عليك احترام موقفهم والتعامل مع أسبابهم بغض النظر عن مدى اقتناعك بها بأدب.
ماذا تقول للشخص الذي لا يرتدي الكمامة؟
إذا أصر هؤلاء الأشخاص على موقفهم ورفضوا ارتداء القناع، فلا تتعامل معهم بنوع من الاستعلاء أو الاحتقار، حاول رفع مستوى المحادثة من خلال إجراء محاولة معهم تدور حول رد فعلك وليس أفعالهم.
يدعو الأطباء إلى استخدام عبارات تبدأ بكلمة أنا أو تعبر عن وجهة نظرك ومشاعرك الشخصية، وأجر المحادثة بنبرة حازمة مع التركيز على العثور على حل، قل مثلاً "لست مُستعدًا للعناق، لكنني سعيد جدًا برؤيتك"، أو "سيكون من الأفضل ارتداء قناع، بهذه الطريقة سنتمكن من إجراء محادثة على مسافة أقصر".
إذا لم يتمثل هؤلاء الأشخاص فلا يمكنك إجبارهم أبدًا على ارتداء القناع، ولكن أفضل شيء يمكنك القيام به هو إجراء محادثات جادة ومُريحة تساعد على نشر الأمان، فعندما يشعر الأشخاص بالأمان لقول ما يريدونه أو ما يفكرون فيه فإنك ستتمكن من تغيير وجهة نظرهم.
وإذا لم تنجح طريقتك في تهيئة بيئة أكثر انفتاحًا أو عبارات تبدأ بكلمة أنا وتعبر عن وجهة نظر، فإليك خيار آخر وهو الابتعاد عن هذا الشخص والتعامل مع هذا الموقف باعتباره لحظة تعليمية، لأننا جميعًا نصبح مُتشددين في لحظة أو اخرى، وأي شخص منّا قد يصبح عنيدًا للغاية ويرفض الاستماع إلى الطرف الآخر، لذلك يُنصح بالتوقف عن فعل كل شيء وتغيير المكان الذي تتواجد فيه حتى لا تغدو دفاعيًا أو عدوانيًا.
إذا وجدت نفسك تتصرف بانفعال شديد، أو لاحظت أن أسلوبك يصرف الآخرين ويبعدهم عنك، أو أن تشعر بالغضب الشديد أو أن الأحاديث تحولت إلى جدال ليس له قيمة، أو إذا أخبرك الأشخاص المُقربون منك بأنهم لا يستطيعون التحدث إليك في بعض المسائل، فمن الأفضل قضاء بعض الوقت بمفردك، والبحث عن ذاتك وفكر في سبب هذه الحالة المزاجية السيئة، ومن الأفضل أن تبدأ بطرح هذا السؤال على نفسك "ما الذي أخشاه؟".
لأنك كنت تسعى إلى جعل شخص آخر أقل تشددًا في تفكيره، ومساعدته على التحلي بالمرونة فمن الأفضل أن تكون مثالاً يُحتذى به، حاول في المرة المُقبلة التي تتحدث فيها مع شخص لا يرتدي قناع واقي التعامل مع بهذه الطريقة وستلاحظ الفرق الكبير، وربما تتمكن من إقناعهم بارتداء قناع.