"V" "U" "L" .. أشكال الانتعاش الاقتصادي بعد الإغلاق العالمي
أدت عمليات الإغلاق بسبب انتشار وباء كورونا حول العالم إلى انهيار الاقتصاد أو تراجعه إلى مستويات قياسية، وعلى الرغم من أن عملية إعادة فتح الاقتصاد في العديد من البلدان ستكون طويلة ومعقدة إلا أنه يوجد العديد من التكهنات حول شكل الانتعاش الاقتصادي القادم، فهل سيكون الانتعاش على شكل حرف V أو U أو L؟
تعتبر أشكال الانتعاش الاقتصادي الطريقة المعتمدة لدى مراقبي الاقتصاد لوضع التوقعات حول النمو الاقتصادي من دون تحديد أرقام فعلية، وهي الرسم البياني لهذه الأرقام المتوقعة.
- الانتعاش على شكل حرف "V"، الارتداد السريع
يعلق خبراء الاقتصاد على أن يكون الانتعاش الاقتصادي على شكل "V" وهي فترة انتعاش حادة تأتي بعد فترة تراجع حادة أيضًا، بحيث يعود الاقتصاد إلى الوضع الطبيعي الجديد عندما يتم رفع قيود الإغلاق ويعود العملاء إلى الأسواق ويكون الموظفون مستعدين وقادرين على توفير المنتجات والخدمات، وبذلك تعود الشركات إلى المسار الطبيعي الذي كانت عليه قبل الإغلاق في يناير 2020.
العودة إلى أوضاع ما قبل كورونا.. كيف يدير القادة تحديات المرحلة؟
وتعد شركة "Amazon" في وضع الانتعاش من المنحنى "V" حيث استعادت أسعار الأسهم قيمتها بعد انخفاضها في شهر مارس الماضي، حيث استفاد الجميع من وسائل الترفيه الافتراضية الخاصة بهم خلال فترة الحجر، ولكونها خدمة افتراضية يتم تقديمها عن بعد سوف تواصل تحسنها خلال الفترة المقبلة.
- الانتعاش على شكل حرف "U"، الانتعاش البطيء
بالنسبة للشركات التي تم افتتاحها وتأسيسها خلال فترة الحجر ستحظى بقوة أكبر لأنها كانت تعمل بالفعل خلال تلك الفترة، على عكس بعض الشركات الأخرى التي ستحتاج وقتا أطول في إعادة الموظفين إلى العمل وإعادة تشغيل مرافق التصنيع التي تم إغلاقها، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن أولويات العملاء قد تغيرت لذلك ستكون عودتهم إلى طبيعة الحياة السابقة بطيئة إلى حد ما.
يعد الانتعاش الاقتصادي على شكل حرف "U" أكثر واقعية بالنسبة لمعظم الشركات، ومنها شركة "Target corperation" التي تبدو أنها تتقدم على مسار التعافي البطيء وذلك لكونها حافظت على وتيرة العمل وإن كانت بالحدود الدنيا خلال فترة الحجر، وقد تحقق تعافيًا جزئيا خلال وقت قصير بعد رفع قيود الحظر.
- الانتعاش على شكل حرف "L"، لا عودة إلى الوضع الطبيعي
من المتوقع أن يكون الوضع أكثر صعوبة بالنسبة لبعض القطاعات التي توقفت أعمالها ووصلت إلى الشكل "L"، ومن غير الواضح إذا كانت قادرة على تحقيق أي نوع من الانتعاش وخاصة بعد حدوث انخفاض حاد في الأداء الاقتصادي، ويستغرق تعافي هذه الشركات إلى وقت طويل وسيضطرون في مرحلة ما إلى تسريح الموظفين وإغلاق بعض أنشطتها التجارية.
وفي حال تمكنت من العودة، سوف تحتاج شركة "Carnival" للرحلات البحرية على سبيل المثال إلى وقت طويل للتعافي من الانهيار الاقتصادي وخاصةً بعد التغيير الذي طرأ على عادات العملاء والذي سوف يستمر إلى وقت طويل، و لكن وبنفس الوقت لانخفاض أسعار أسهم هذا القطاع الحاد والذي تجاوز 90% ، فإنه أصبح مغرياً للاستثمار طويل الأمد.
- أشكال الانتعاش الاقتصادي الأخرى "Z"، "W"،
يوجد بعض الأشكال الأخرى للانتعاش الاقتصادي ومنها "Z" وهو السيناريو الأكثر تفاؤلًا حيث ينتعش الاقتصاد بسرعة كبيرة بعد الإغلاق، وتتمكن الشركات من تعويض خسارتها خلال وقت قصير جدًا قبل الاستقرار في الوضع الطبيعي مرة أخرى.
ويعتبر الانتعاش على شكل حرف "W" من أخطر المؤشرات الاقتصادية حيث ينخفض النمو ويرتفع ويعود للانخفاض مرة أخرى قبل التعافي، وهي تعتبر البداية الخاطئة للتعافي الاقتصادي والتي يتوقع بعض الاقتصاديين حدوثها في حال حدوث موجة ثانية من وباء كورونا.
الوضع الاقتصادي الحالي
كانت التوقعات في منتصف مايو الماضي تشير إلى حدوث انتعاش اقتصادي على شكل حرف "V" بعد الوباء ورفع قيود الإغلاق، حيث ستتم إعادة فتح الأنشطة التجارية وتستأنف الرحلات الجوية وسيعود الاقتصاد إلى ما كان عليه، إلا أن استمرار عمليات الإغلاق في العديد من البلدان حول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، جعلت هذه التوقعات تتراجع وأصبح من المرجح أن الاقتصاد العالمي سيشهد انتعاشًا على شكل حرف "U" أو سيكون أقرب إلى الشكل "W" بسبب الحاجة إلى تعديل إجراءات إعادة الفتح في حالة زيادة معدلات الإصابة.
وفي هذا الإطار، يقول معهد بروكينغز إن الانتعاش الاقتصادي سيعتمد على مدى سرعة إصلاح الضرر في أربع فئات رئيسية:
- قدرة الأسرة واستعدادها للإنفاق: هل ستكون العائلات مستعدة لإنفاق أموالها بعد رفع الحظر، هل سيحتفظ جميع أفراد العائلة بوظائفهم؟
- القدرة المالية للدولة والحكومة المحلية: سوف يتعين على بعض الدول إدخال تعديلات على ميزانياتها المالية بعد رفع إجراءات الإغلاق في حال لم تحقق أرقامها المعتادة لضرائب الدخل والمبيعات.
- إفلاس الشركات وانخفاض الاستثمار: قد تضطر الكثير إلى الشركات إلى الإغلاق النهائي بعد الوباء ولن يعاد فتحها، وقد تتوقف العديد من الاستثمارات في العديد من البلدان.
- فقدان رأس المال البشري: يمكن أن تؤدي عملية إعادة توظيف العمال إلى إبطاء عملية التعافي، فقد لا يقوم بعض الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بالعودة إليها مرة أخرى.
قد توفر هذه الأزمة فرصًا للعديد من الشركات حيث نجد شركات التسوق والألعاب عبر الإنترنت قد شهدت انتعاشًا وحققت أرباحًا كبيرة أفضل من أي وقت مضى، وستحتاج شركات أخرى إلى تحديد نوع انتعاشها المتوقع والتخطيط وفقًا لذلك في المرحلة المقبلة، في حين أن التكهنات حول شكل الانتعاش الاقتصادي المتوقع مازالت غير واضحة سنجد أن فترة التعافي بعد أزمة كورونا ستكون مختلفة عن أي فترة اقتصادية أخرى شهدها التاريخ.