مع اقتراب عيد الأضحى.. أيهما أفضل الذبح أم التصدق بثمن الأضحية؟
ترتبط العبادات التي يؤديها المسلمين ببعضها البعض، ولكن بالتأكيد تختلف الواحدة عن الآخرى، فإنك إذا ما كنت توزع الصدقة مالًا أو توزع الطعام، فالأمر مختلف، حتى في ماهية ما توزعه على إخوانك الفقراء، ولكن هناك سؤال يتبادر إلى الأذهان مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ألا وهو أيهما أفضل الذبح أم التصدق بثمن الأضحية؟ في المقال التالي نُجيب عليه.
الذبح أم التصدق بثمن الأضحية
في هذا الصدد يتحدث فضيلة الشيخ الدكتور محمد الفريح،عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، خلال استضافته في إحدى حلقات برنامج «الركن الخامس» المذاع على قناة السعودية، إن قيام الشخص بذبح الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى أفضل من التصدق بثمنها، وذلك لما لذلك من فضل، فتوزيع اللحوم على الفقراء يجعلك تحصل على ثواب الأضحية كاملة، وهو يختلف تمامًا عن التصدق بالأموال وهو متاح للمسلم طوال العام ويأخذ أيضًا ثوابه الذي يختلف عن ثواب الأضحية.
تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء
وأكد أن الله يريد من العبد أن يتقرب إليه بمباشرة الذبح بنفسه، مستشهدا بقول الله تعالى «لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم».
وأشار إلى أن الأضحية يتم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، جزء يتصدق به وجزء يهديه وجزء للمضحي وأهل بيته.
#الركن_الخامس | فضيلة الشيخ الدكتور محمد الفريح: البعض يتصدق بـ ثمن الأضحية ولكن الذبح أفضل من هذا.#حج1441 #الحج pic.twitter.com/IEdE0VVyZO
— قناة السعودية (@saudiatv) July 24, 2020
أهمية أضحية العيد
تُعد الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ضحى عن نفسه بكبشين أملحين أقرنين، أحدهما عن نفسه وأهل بيته، قائلًا: اللهم هذا عن محمد وآله، فيما ضحى عمن لم يضح من أمته بالكبش الآخر.
ومصداقًا لذلك ما يقوله الإمام أبو حنيفه: الأضحية واجبه، وذلك فيما يخص رأي الإمام أبو حنيفه، وعنده الواجب فوق السنة ودون الفرض، أي إنها واجبة على متيسر الحال، ومن لديه من الأموال ما يكفي لذلك وأكثر، وذلك يُصدق ما جاء في الحديث: "من كان عنده سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا".
اقرأ أيضًا: فيديو| ما هي شروط ذبح الأضحية؟
وقت الأضحية
يبدأ وقت ذبح أضحية عيد الأضحى بعد صلاة العيد مباشرة، وقبل أن تُصلى صلاة العيد فإنها لا تكون أضحية، وبذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي يذبح أضحيته قبل صلاة العيد أن يعتبرها شاة لحم وليست شاة نسك، أو شاة عبادة وقربة إلى المولى عز وجل، حتى وإن تصدق بكامل لحمها وشحمها للفقراء، فإنها تعتبر صدقة وليست أضحية ويكتب له ثواب صدقة وليس ثواب أضحية.
وذلك كون الأضحية عبادة والعبادات إذا حد الشارع لها حدًا وكذا وضح لها وقتًا محددًا لا ينبغي للمسلم أن يتجاوز ذلك أو يغض الطرف عنه، وذلك مثل الصلاة، لا يمكن للمسلم أن يصلي صلاة لم يأت بعد وقتها، وهي الأضحية نفس الشيء يجب ان يحين وقتها وتستقيم شروطها حتى تُحتسب أضحية وتحصل على ثوابها كأضحية كاملًا.
وبحسب ذلك يجوز للمسلم أن يذبح أضحية عيد الأضحى في يوم العيد الأول، وكذا يمكن الذبح في ثاني أو ثالث أيام العيد فقط، ولكن لا يجوز أن يتم الذبح للأضحية في رابع أيام العيد وهو آخر أيام التشريق، فالأولى أن يتم الذبح إلى الزوال، فإذا ما جاء وقت الظهر ولم يذبح، يؤخر لليوم الثاني، ويقول في ذلك بعض الأئمة أنه يجوز أيضًا الذبح ليلًا ونهارًا، لذا فلا يوجد ضرورة في أن يذبح الجميع في أول أيام العيد، فيمكن أن يؤخر البعض الذبح إلى ثاني وثالث أيام العيد حتى يوزعون على باقي المحتاجين.
اقرأ ايضًا: حكم الأضحية في عيد الأضحى.. تعرف على أبرز الضوابط الفقهية
شروط الأضحية
ما يُجزئ في الأضحية: الإبل، البقر والأغنام، فهذه هي الأنعام التي يجب أن تكون أضحية في عيد الأضحى، فيصح للمسلم أن يذبح أي من هذه الأصناف كأضحية، فالشاة هي أضحية عن فرد واحد فقط، أي الرجل وأهل بيته، وذلك مصداقًا لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بما قاله أبو أيوب: "كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يذبح الرجل عن نفسه وأهله شاة واحدة، حتى تباهي القوم فصاروا إلى ما ترى".
اقرأ ايضًا: أعظم مقاصد وآداب عيد الأضحى في الإسلام
أما عن البقر والإبل، فيمكن أن يشترك فيها سبعة أفراد، فهي تُجزئ عن سبع رجال، أي يمكنك أن تدخل مع غيرك في سُبع البقرة أو سُبع الناقة عن الرجل الواحد، ولكن يُشترط ألا يقل عمر البقرة عن سنتين، أما عن الناقة فلابد ألا يقل عمرها عن خمس سنوات، وعن شروط ذبح الماعز فيجب ألا يقل عمرها عن سنة، أما الضأن فلا يقل عن ستة أشهر.
فيما يجب أن تكون الأضحية سليمة تمامًا لا شية فيها، ليست مصابة بأي أمراض ظاهرة أو تلك التي تُصيب صوفها وجلودها، وأيضًا خالية من العرج أو الجروح أو مقطوعة الأذن أو بها عيوب في القرون، وكذا تكون خالية من الأمراض الإسهال أو أمراض المعدة، وأيضًا أن تكون حسنة المظهر ويُفضل أن تكون سمينة وكثيرة اللحكم.