رائد الأعمال حاتم البلوي.. ابن القريات بدأ حارساً في مستشفى وانتهى مديراً في اليونسكو
• عملت حارساً في مستشفى براتب 915 ريالاً، وفي الليل كنت أراجع دروسي وأذاكر.
• سافرت مع عائلتي إلى كندا لأكمل دراستي ولم يكن معي سوى أجرة الطريق.
• اسست بكندا جريدة إلكترونية "سفراء" وغيرنا الصورة النمطية عن السعودية.
• اثناء دراستي الجامعية في كندا واصلت أعمالي حتى جمعتُ مليوناً ومئتي ألف ريال.
• سرّ نجاح أي شركة في بناء علاقة استراتيجية مع العميل عبر شراكة فعلية.
• نعمل بمنهجية عالية للوصول إلى النجاح.. وأهم التزاماتنا مع الشركاء.. الوقت والجودة.
• افتتحت ٤ شركات بكوادر وطنية مدربة تلتزم بجودة العمل والتنفيذ بالوقت المطلوب.
استطاع رائد الأعمال السعودي حاتم بن موسى البلوي، أن يخطو خطوة الألف ميل، ويحول حياته بالكامل، ويصنع أبرز قصص النجاح، ليتحول من طالب راسب في 13 مادة في الصف الأول الثانوي، إلى مدير العلاقات العامة، والسكرتير التنفيذي لمركز "يونيسكو" الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، كما أنه مؤسس شركة خط كون للتجارة.
تستضيف مجلة "الرجل" حاتم البلوي، ليروي قصته مع عالم الأعمال، ويضيء عبر تجربته، طريق النجاح أمام الشباب القادمين إلى عالم الأعمال.
إخفاق يولد طموح
ولد حاتم بن موسى البلوي، عام 1985 بالقريات، ودرس في المعهد العلمي فيها، ويكشف لمجلة "الرجل"، بأنه في الصف الأول الثانوي، أخفق في 13 مادة، وهو الأمر الذي أغضب والده، فوظفه حارس أمن بمستشفى القريات العام، وكان راتبه 915 ريالاً. ويضيف "لأن رضا الوالدين يجلب التوفيق، فقد وفقني الله للعمل في قسم المواعيد بالمستشفى ذاته، وبراتب أعلى".
يروي البلوي ما حصل معه قائلاً "وُلدت في محافظة القريات، وسط أسرة ميسورة الحال (كريمة الفال)، وبدأت حياتي الدراسية في مستويات متذبذبة، حتى قرعت 13 مادة في الصف الأول الثانوي جرس الإنذار وهي تخبر والدَيّ بالخطر القادم؛ وقررت حينها أن أنهض من كبوتي، ثم نجحت إلى الصف الثاني الثانوي".
ويوضح بأنه إلى جانب عمله حارساً، كان يذاكر في الليل حتى تمكن من اجتياز المرحلة الثانوية، وفي الوقت نفسه، التحق بدورة للحاسب الآلي ومعالجة النصوص لمدة ستة أشهر. ثم عمل بالجمارك براتب 1300 ريال. ثم عمل مدخل بيانات لأحد الفنادق براتب 1500 ريال. كما عمل في توزيع المصاحف للحجاج المغادرين، مع مركز الدعوة والإرشاد براتب 1700 ريال. ثم تزوج وعمره لم يتجاوز 17 عاماً.
وفي هذه الحطة المهمة من حياته - كما يروي - قرر البحث عن الاستقرار، بعمل ثابت بعيد عن التنقلات، ويقول "التحقت بقطاع حرس الحدود براتب 7500 ريال، وعملت جندياً في حرس الحدود مركز العيسوية لخدمة الوطن".
السفر إلى كندا
لم يتوقف طموح البلوي عند هذا الحدّ، بل بدأ البحث عن طرق لكيفية تطوير قدراته، واستطاع الحصول على الفيزا الكندية، بهدف اكمال دراسته في إدارة الأعمال بجامعة كيت بريتون، لقد كان قراراً مفاجئاً لأسرته فهو متزوج ولديه أطفال ولا يملك المال ليسافر، لكن طموحه تغلب على تردده، وسافر مع أسرته الصغيرة، رغم انه لم يكن في محفظته سوى 473 دولاراً، ولم يتبق منها في اليوم التالي إلا 60 دولاراً.
ويصف تلك الفترة "بدأت قطار الدراسة من جهة، وتوسيع علاقاتي من جهة أخرى بالعمل في المساء، ثم بدأت أدخر مكافأتي الشهرية، وانضممتُ إلى شركات مختصة في تنظيم حفلات تخرُّج المبتعثين في العالم. وأسست مع مجموعة من المبتعثين صحيفة إلكترونية، تهتم بأخبار المبتعثين، اسمها "سفراء"، والاسم مشتق من مقولة الراحل الملك عبد الله – رحمه الله – "أنتم سفراء الوطن".
ويضيف "استطعنا بها إبراز وتوثيق دور السعودية في الخارج، وتغيير الصورة النمطية التي يختزنها الرأي العام عن السعودية".
وهكذا عبر عمله مع زوجته واستضافة أُسَر المبتعثين وتسهيل أمورهم، حاز البلوي مراكز متقدمة في الأندية الطلابية. ويوضح " ترأست أندية طلابية، وتم اختياري للقمة العشرين في كندا عام 2010، إثر ترشيح إدارة الجامعة لي".
المليون الأول
وتمكن البلوي بعد ثلاث سنوات من التحاقه ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث في كندا، من تعلم اللغة الإنجليزية والتخرج بدرجة البكالوريوس، ومن ثم الحصول على الدبلوم في إدارة الأعمال من كلية دورسيت،
يقول "واصلت دراستي وأعمالي الأخرى حتى جمعتُ مليونًا ومئتي ألف ريال. ثم عدنا إلى السعودية عام 2013، وأنا أحمل الشهادات والمال، وما اكتسبته من خبرات وسمعة طيبة".
وعن عمله بعد عودته يوضح "عملتُ مستشاراً في "الطيار" للسفر والسياحة، واستطعتُ شراء منزل لوالدي، وساعدتُ أشقائي على أمور الزواج، ثم جاءني عرض وظيفي للعمل في مركز "يونسكو" للدول العربية بمكتبها في الرياض، مديراً للعلاقات العامة، وما زلت أخدم هذا الكيان الذي وُلد بأمر من الملك عبد الله بن عبد العزيز، والشيخ خليفة بن زايد – رحمهما الله - إثر اعتراف هيئة الأمم المتحدة بكرسي فلسطين الدولي".
شركة متخصصة
ينتقل البلوي إلى ما يقول إنها مرحلة جديدة من حياته، مع تأسيس شركة "خط كون" للتجارة، وهي شركة قائمة على كفاءات وطنية بدأت نشاطها في سبتمبر2018، في العاصمة الرياض، حيث تم تهيئتها وإعدادها إعداداً جيداً للدخول في مجالات متخصصة في تأسيس وتقديم الاستشارات المهنية، باختيار أفضل الشركات العالمية المتخصصة في أعمال المقاهي والمطاعم، وتأمين المواد الخام لتشغيلها.
وعن الخدمات التي تقدمها شركته يقول البلوي "نقدم خدمات الدعم الفني والمهني، بتأهيل فريق مبيعات وفريق فني يغطي جميع مناطق المملكة العربية السعودية والخليج العربي، للإشراف على التدريب والصيانة، وإعادة التأهيل الكامل للعملاء، لتحقيق شراكة حقيقية دائمة مع العملاء".
مجالات متنوعة
وبحسب شرح البلوي تستثمر شركته "خط كون"، في مجالات متخصصة بقطاع بيع وتوزيع المياه الصحية والمناديل الورقية، والمؤتمرات والمعارض والتسويق الإلكتروني.
ويطمح البلوي منذ تأسيس شركته إلى أن "تكون أهمّ الشركات لبناء علاقات استراتيجية مع العملاء، من أجل تحقيق الأهداف الطموحة. كما التزمنا مع شركائنا بعامل الوقت والجودة، وتوجيه كل طاقاتنا لاتخاذ منهجية عالية في التحكم و التخطيط و الإدارة لضمان نجاح أعمال الشركة".
طموح وخطط مستقبلية
ويوضح البلوي أن شركته "خط كون" لديها طموح وثقة بكوادرها. متوقعاً أنها "ستكون بمشيئة الله إحدى كبرى الشركات المتميزة المملكة العربية السعودية، ومجلس التعاون الخليجي والدول العربية. وقد تبنى مجلس إدارة الشركة خططاً إستراتيجية متوسطة وطويلة المدى، لضمان تحقيق أهدافها، عبر وضع خطط تشغيلية لتحقيق نسب نمو جيدة للشركة ومعقولة، للوصول إلى رؤيتنا المستقبلية. كما أن لدى الشركة خططاً توسعية في نشاطات مختلفة، نحن في الشركة، نحرص على اختيار وبناء علاقات إستراتيجية مع العملاء المستهدفين، لتحقيق أهداف الشركة الطموحة" .
وفي الختام يؤكد رائد الأعمال حاتم البلوي، أن التزامه بجودة العمل والتنفيذ بالوقت المطلوب، باستقطاب فريق عمل ذي كفاءات متميزة في جميع التخصصات في سبيل رضا العميل، ويضيف "أعتقد أن سر نجاح أي شركة يكمن في علاقاتها الإستراتيجية مع العميل، بأن تكون شريكاً فعلياً معه في المشروع، بما يخدم مصلحة الطرفين، لتحقيق النجاح الذي يسعون إليه جميعاً".
الاسم : حاتم البلوي
مواليد: 1985 -القريات - المملكة العربية السعودية
التخصص: دبلوم في إدارة الأعمال
الجامعة: دورسيت - كندا
الشركة: خط كون
عمل الشركة: الاستشارات المهنية مطاعم ومقاه
المهمة: مؤسس شركة خط كون ومدير العلاقات العامة في مركز اليونسكو بالرياض.