إمبرير "فينوم 300": الأعلى إنتاجاً لثماني سنوات بين طائرات الأعمال
اكدت شركة إمبرير البرازيلية، أنها سلمت 51 طائرة أعمال من طرازي "فينوم 300" و"فينوم 300 إي" خلال عام 2019، ما يجعلها أكثر الطائرات الخاصة مبيعاً في العالم. وكان العام الماضي هو العام الثامن على التوالي، الذي تحقق فيه الشركة هذا الإنجاز. ومنذ دخول الطائرة إلى الأسواق في عام 2009، باعت منها حتى الآن 530 طائرة. وستشغّل هذه الطائرة في 30 دولة.
وهي، فضلاً عن مواصفاتها العالية تعدّ من أرخص الطائرات الخاصة في فئة المدخل بثمن أساسي لا يزيد على تسعة ملايين دولار. وقدرت شركة متخصصة أن تكون الكلف الفعلية لإدارة مثل هذه الطائرة سنوياً، في حدود 350 ألف دولار، بما في ذلك أجور الطاقم والتأمين والصيانة والخدمات الأخرى، ولكن لا يدخل في الكلفة حساب التقادم الذي يمكن أن يصل إلى أكثر من نصف مليون دولار سنوياً، تخصم من سعر الطائرة.
وتقع الطائرة في القطاع الصغير، وإن كانت الشركة تنتج نماذج أصغر حجماً، مثل "فينوم 100". وكانت "فينوم 300" الأعلى إنتاجاً خلال العقد الأخير، وهي تدخل عشرينات هذا القرن بنسبة مبيعات في العام الأخير، تفوق أقرب منافس لها بنحو 20 في المئة.
النجاح الذي حققته هذه الطائرة، شجع الشركة على الاستثمار في تحسين إنجازها وفخامتها، وأعلنت الشركة عن فئة "فينوم 300 إي" التي يبدأ تسليمها في مايو/ أيار المقبل. ويوفر الطراز المعدل سرعات أعلى، ومدى أطول لطائرة يقودها طيار واحد. وهي تصل إلى سرعة 0.8 ماك، أي 80 في المئة من سرعة الصوت. وتوفر فئة "إي" مدى ألفي ميل بخمسة ركاب، بمقصورة هادئة أثناء الطيران ومساحات أكبر للساقين في قمرة القيادة. كما تتيح اختيار أحدث تصميم داخلي للطائرة يسمى "بوسا نوفا".
وتلقى الطراز المعدل أيضاً نظام قيادة جديد يوفر تحذيراً من اقتراب نهاية ممرات الهبوط، وتوقعات لسرعة الرياح ووضعية الهبوط الاضطراري. وكانت الشركة هي الأولى في تطوير وتسجيل نظام التحذير من نهاية الممر. كما أنها طائرة الأعمال الوحيدة في فئتها التي توفر الاتصال بالإنترنت بطاقة "4 جي".
وتعتمد الطائرة على محركين من إنتاج شركة "برات اند ويتني" الأمريكية بطاقة دفع تصل إلى 3478 رطلاً لكل منهما. وتتسع الطائرة لأكبر مساحة شحن في القطاع يمكن الوصول إليها أثناء السفر. وتوفر الطائرة مقاعد مريحة يمكن التحكم في زواياها. وتتميز مقصورتها بضغط هواء هو الأعلى بين طائرات الأعمال الصغيرة.
وتوفر مقصورة "فينوم 300" مخزناً للمعاطف ومطبخاً للوجبات والمشروبات، ونظم تسلية سمعية ومرئية. وتوفر قمرة القيادة الحديثة إمكانية القيادة لطيار واحد بنظام ملاحة "غارمن 3000" الذي يعتمد على تقنيات مستعارة من طائرات أكبر حجماً. ويمكن تموين الطائرة بالوقود من نقطة واحدة. كما يمكن خدمة دورات المياة من خارج الطائرة. وتأتي "فينوم 300" مع سلم الصعود إليها.
وهي طائرة مفضلة للطيارين، لسهولة قيادتها وأجهزتها الملاحية المتقدمة. ولا تحتاج إلا إلى قائد واحد يعتمد في الكثير من المهام على الأدوات الأتوماتيكية المتاحة. وتدرّب الشركة الطيار في مقرها بالبرازيل. وبالمقارنة بالطائرات الخفيفة الأخرى تستهلك "فينوم 300" نسبة 19 في المئة أقل من الوقود، ومن ثمّ تفرز نسباً أقل من العادم. وتعدّ من أكثر الطائرات الخاصة رفقاً بالبيئة. وهي هادئة في التشغيل، ولا تفرز نسب ضوضاء عالية، بفضل موقع المحركين الخلفي، بعيداً من مقصورة الركاب.
وتطير "فينوم 300" على ارتفاع 45 ألف قدم، ويصل مداها إلى 1971 ميلاً جوياً. وهي توفر مقصورة فاخرة للركاب ومساحات كافية للشحن، يمكن وصلها بالمقصورة، ليستطيع الركاب الوصول إلى الأمتعة أثناء الطيران.
وهي صغيرة الحجم نسبياً، حيث لا يتعدى طولها 16 متراً مع 16.2 متر لعرض الجناحين. وتقلع الطائرة بحمولة قصوى قدرها 7951 كيلوغراماً. وهي تقدم المدى الأطول والأسرع بين طائرات القطاع الصغير، مع ميزة الاقتصاد في استهلاك الوقود. وهي الأكثر إقبالاً من شركات تأجير الطائرات الخاصة.
وتقول شركة "نت جيتس" التي تمتلك أكثر من خمسين طائرة من هذا النوع إن "فينوم 300" لا تحتاج إلى ممرات طويلة للإقلاع، فيكفيها 956 متراً فقط، كما أنها تطير على ارتفاعات أعلى من الطيران التجاري، حيث يقل ازدحام المرور الجوي وتقل المطبات الهوائية أيضاً.
ويختار المشتري التصميم الداخلي المناسب له، وفقا لعدد الركاب الذي يراوح بين ستة وتسعة، في الحد الأقصى. والتصميم الأفضل هو لستة ركاب في مقاعد جلدية عريضة ذات مساند يد. وتوفر المساحة الداخلية التي تصل إلى 31 متراً مكعباً، مكاناً لمطبخ صغير فيه ميكروويف وبراد للمشروبات، وركناً للمشروبات الساخنة. وتضم الطائرة دورة مياه فيها نافذة توفر قدراً من الضوء الطبيعي. وفضلاً عن مساحة التخزين الخلفية، توجد مساحة أمامية منفصلة لتخزين الأمتعة، وهي مساحة منعزلة عن المقصورة. وتتعاون شركة "إمبرير" مع شركة التصميم الداخلي التابعة لشركة "بي إم دبليو"، من أجل تصميم طائرات فينوم.
وعلى رغم حجم الطائرة الصغير، فإنها تستطيع الطيران من الرياض إلى أثينا وبروكسل، وإلى نيروبي أو جنوب إفريقيا، ونيودلهي. ولكنها لا تستطيع الطيران المباشر من السعودية إلى لندن أو طوكيو. وتظهر محدودية هذا المدى من دبي، حيث لا تصل منها إلا إلى القاهرة وبيروت والخرطوم وأديس أبابا، وشرقاً إلى نيودلهي وبنغالور. ولذلك يمكن عدّها طائرة إقليمية في المقام الأول. وتوجد للشركة مراكز خدمة في أبوظبي ودبي، ضمن شبكتها العالمية.
ويُصعَد إلى الطائرة، عبر سلم متكامل مع جسم الطائرة أمام الجناح الأيمن. ولا يفصل قمرة القيادة عن مقصورة الركاب إلا ستار مرن. ويعتمد نظام القيادة على ثلاث شاشات فائقة الوضوح، يستخدمها الطيار في كل مهام الطيران. وتشغّل المحركات عبر البطاريات التي تحملها الطائرة، ومن دون شاحن خارجي.
وهناك بعض الطائرات المنافسة في السوق، مثل سيسنا موستانغ وطائرات مماثلة من شركات مثل هوكر وغالف ستريم. ويزيد سعر سيسنا موستانغ على "فينوم 300" بنحو 10 في المئة من الثمن. وينتظر مشتري "فينوم 300" فترة 18 شهراً، على الأقل قبل تسلم طائرته، حيث لا تزيد طاقة الإنتاج في الشركة على 150 طائرة سنوياً.
وتأتي أهمية هذه الطائرة، من أنها تفتح باب الطيران الخاص لعشرات جدد من رجال الأعمال إما بالتأجير أو الشراء. وهي بذلك تلغي عناء السفر عبر الطيران التجاري، وتلغي مخاطر الاختلاط في الرحلات الدولية في عصر فيروس كورونا.