للمديرين: بهذه الطرق تساعدون الموظفين على مواجهة الاكتئاب والخروج من الأزمات
مهما حاولنا وبذلنا مجهودا لكننا لا نستطيع أن نكون سعداء طوال الوقت، لدينا جميعًا لحظات جيدة وأخرى سيئة، وأيام جيدة وأيام سيئة، ولكن في بعض الأحيان نمر بظروف شديدة الصعوبة تترك أثرًا نفسيًا كبيرًا، وقد تصيبنا بالاكتئاب.
غالبًا ما يبذل المحترفون قصارى جهدهم لإخفاء مشاعرهم الحقيقية أثناء وجودهم في العمل، ولا يسمحون لهذه المشاعر بالتأثير على وظائفهم، ولكن لن يتمكنوا من الحفاظ على هذا الهدوء الظاهري طوال الوقت، وهنا يأتي أهمية الدور الذي يلعبه المدير أو المسؤول والذي يصبح مُضطرًا إلى التدخل وإجراء محادثات صعبة مع الموظفين.
باعتبارك قائدا أو مسؤولا سيكون عليك إيجاد حلول لمنع حدوث ذلك من خلال تقديم الدعم للزملاء والموظفين ومساعدتهم على الوقوف على أقدامهم مرة أخرى، وفيما يلي نستعرض مجموعة من الأمور التي يُنصح بأن يقوم بها المسؤولون:
أظهر دعمك بجدية
هناك شيء مُريح في التفكير بأن أحد الأشخاص على استعداد للاستماع إليك والتواجد معك عندما تعاني من مشكلة ما، لذلك أفضل شيء يمكنك القيام به خلال هذه الفترات هو إظهار أنك مُتاح وأنك ستهب دائمًا لمساعدة زميلك عندما يحتاج إليك، وشدد على ذلك خلال المحادثات الصعبة.
كُن جادًا وصادقًا عندما تُخبر زملاءك أنك ستكون موجودًا إلى جانبهم، وإذا كنت مسؤولا فتذكر أننا لا نشعر بالراحة عندما نتحدث إلى رئيسنا بشأن أمورنا الشخصية، ولكن تركك الباب مفتوحًا أمامهم يخفف من حدة شعورهم بالوحدة.
هناك عبارة لطيفة يُستحسن قولها للأشخاص الذين يمرون بأزمة وهي (تحدث إلي إذا كنت في حاجة إلى شيء ما)، ولكن سيكون من الأفضل أن تكون أكثر عمقًا وحاول أن تكون أكثر انخراطًا في الأزمة واسأل زميلك عما إذا كان هناك أي شيء تستطيع فعله كي يصبح أفضل، وأن تسعى حقًا إلى مساعدته من أجل إخراجه من هذه الأزمة.
لا تتبرع بتقديم النصيحة
إذا لم يسمح لك أحدهم بالتدخل في شؤون حياته ولم يشاركك مشاعره وأفكاره أو يطلب منك المساعدة، فإن أفضل شيء تقوم به هو احترام حدوده، ما لم يتم طلب مشورتك أو نصيحتك فمن الحكمة أن تحتفظ بآرائك لنفسك.
ابدأ مجموعات دعم
أكثر شيء يبحث عنه الأشخاص الذين يشعرون بالحزن هو أن يتأكدوا من أنهم ليسوا وحدهم، وأنهم ليسوا الأشخاص الوحيدين الذين يمرون بهذه المحنة، وهو الأمر الذي يمكن الحصول عليه من خلال مجموعة الدعم، بالتأكيد المكتب أو محل العمل بصورة عامة ليس مكانًا للعلاج، ولذلك لست مُضطرًا إلى اتباع الوصفة الكلاسيكية العادية لمجموعات الدعم والتي تعتمد بصورة رئيسية على جلوس عدد قليل من الأشخاص على كراسي في دائرة ويتناوبون على المشاركة.
تستطيع توفير نفس الدعم عبر وسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الجميع، والتي يمكن من خلالها مشاركة أفكارنا ومشاعرنا مع بعضنا البعض، وإظهار الدعم لكل شخص يجد نفسه في محنة.
تجنب الكليشيهات
سواء كان الطرف الآخر يعاني بسبب حالة طلاق، أو فقد أحد أحبائه أو تحطم قلبة في علاقة عاطفية فاشلة، فإن آخر شيء يريد الشخص سماعه في هذه المرحلة هي العبارات المُبتذلة والكليشيهات مثل (ستكون أفضل)، أو (الحياة لا تسير أبدًا على وتيرة واحدة)، وغيرها من العبارات المُشابهة. ستنقل لهم بهذه العبارات شعورًا بأنك ليس لديك أدنى فكرة عما يمرون به. تأكد أن استخدام هذه العبارات في المحادثات الصعبة سيكون لها تأثير معاكس تمامًا، لذلك امتنع عن استخدامها.
كُن صبورًا
كل شخص يتعامل مع الألم بطريقة مختلفة، وكل منّا يتعامل مع الحزن بوتيرة مختلفة، لذلك توقع دائمًا التناقض والتضارب، الشخص الحزين سيكون عالق في صراع بين الرغبة في المُضي قدمًا والاستسلام للألم، ربما يشعرون بأنهم قادرين على القيام بأكثر المهام تحديًا ولكنهم في الوقت نفسه لا يكونون قادرين على الرد على البريد الإلكتروني في اليوم التالي، هؤلاء الأشخاص قد يصبحون واعين لذاتهم أو ينقلبون على أنفسهم لأنهم غير قادرين على التعامل مع الأمور بالطريقة المُعتادة.
بصفتك مُديرًا، فإن أفضل شيء تستطيع القيام به لإظهار احترامك وتقديرك لزملائك وفريق العمل الذي تتولى مسئوليته هو أن تكون مرنًا وجاهزًا لتقديم بعض الاستثناءات، مع الوضع في عين الاعتبار أن الأمور لن تبقى كذلك إلى الأبد، ربما يستغرق الأمر أسابيع أو حتى أشهر، ولكنه سينتهي عاجلاً أم آجلا، خاصة وأن أغلب البشر يمرون بما يُطلق عليه اسم عملية النمو بعد الصدمة، وبحلول ذلك الوقت يكونوا قد وجدوا هدفًا جديدًا للحياة ويستمدون طاقتهم من جديد.