تعملون عن بعد.. كيف تواجهون الضغوطات والتوترات بأفضل طريقة؟
التواصل المُستمر يساعد الموظفين على تجنب الخلافات في محل العمل خاصة إذا كانوا يعملون عن بعد، لكن ماذا تفعل عندما تزيد الضغوطات عن قوة احتمالك، أو تمر بموقف صعب يُثير التوتر؟
هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعدك على التعامل بصورة جيدة وملائمة مع ضغوطات وتوترات العمل، والتي نستعرضها فيما يلي:
اختر الكلمات المناسبة
أولاً: يجب أن تدرك أن الشجار والتوترات التي تحدث بين زملاء العمل تختلف جدًا عن المواقف الشخصية، جدالك مع زملائك في العمل مُختلف مع أي شجار يحدث مع شريك حياتك أو أصدقائك المُقربين الذين يعرفون أنك ربما لا تعني ما تقوله عندما تكون غاضبًا.
زملاؤك في العمل قد يكونون يحترمونك ولكن ليس بالضروري أن يحبوك، لذلك ربما لا يلتمسون لك أعذارا أو يراعون أنك تمر بحالة مزاجية سيئة، ما يعرفونه عنك هو ما تخبرهم به، لذلك عليك اختيار الكلمات المناسبة والملائمة للمواقف التي تمر بها، ومن أهم الأمور التي عليك القيام بها هي ألا تصرخ أو تسب بغض النظر عن مدى غضبك، وكذلك لا تستهين بمشاعر الآخرين ولا تقلل مما يفعلونه، واطرح الأسئلة وحاول أن تفهم ماذا يحدث.
سيطر على مشاعرك
تتعامل أذهاننا مع الخلافات باعتبارها تهديدات، وكأن الشخص الآخر يحاول سلب شيء ما منّا، أو يهددنا بسرقة قوتنا، ونتيجة لذلك نصبح أكثر عنفًا فيحدث شجار وتزيد الرغبة في القتال، يؤثر ذلك على الفص الجبهي في الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن التفكير العقلاني، وتجنبًا لحدوث ذلك في العمل عليك وضع بعض الاستراتيجيات في عين الاعتبار كي تستطيع تطبيقها للتحكم في عواطفك.
تنفس
عندما تشعر بأنك تفقد أعصابك وأنك تمر بموقف يضغط على أعصابك فعليك التنفس بصورة سليمة، وأن تسمح للهواء بالتسلل إلى داخلك وأن يملأ صدرك ورئتيك.
اعترف بمشاعرك
خلال الخلافات المثيرة للتوتر والمواقف الصعبة تختلط المشاعر والأفكار ويصبح من الصعب التمييز بينهم، ما يقود إلى اتخاذ قرارات سيئة وغير حكيمة تمامًا، لذلك من المهم أن تعترف بمشاعرك وتحددها وتعرف السبب الرئيسي وراء شعورك بها، على سبيل المثال إذا كنت غاضبًا فسيكون عليك تحديد أي جزء من الموقف هو ما أثار أعصابك وأوصلك إلى هذه الحالة.
لا تنس فترات الاستراحة
قد يبدو هذا بسيطًا ومنطقيًا للغاية، ولكنه في الوقت نفسه يصعب تطبيقه. من الضروري أن تحصل على قسط من الراحة تذهب إلى دورة المياه، تشرب كوبا من الماء، أو تجلس في الشرفة تستنشق الهواء أو تحتسي كوبًا من القهوة اللذيذة، وعندما تعود إلى العمل ستكون أكثر هدوءًا وستتمكن من مناقشة أي مسألة بطريقة أفضل.
العمل عن بعد أكثر إرهاقًا.. هذا ما يفعله الناجحون لمواجهة هذه المشكلة
سيطر على إدمانك بأن تكون مُحقًا
أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع ذهنك إلى تفعيل وضعية القتال عوضًا عن أي خيار سلمي آخر فهو إدمانك لأن تكون مُحقًا، في هذه الحالة يفرز دماغك هرمونات الأدرينالين والدوبامين ما يجعلك تشعر بالقوة والهيمنة والإنجاز، لذا يتحول الأمر إلى عملية كيميائية عصبية وتصبح إدمانًا مع مرور الوقت.
ضع قواعد مُسبقة
قد يساعدك ذلك قبل عقد اجتماعات، تأكد من أنك تمنح الجميع الوقت الكافي للتحدث دون مقاطعة، اجعل الكل يتناوبوا على الحديث، واطلب من الجميع تقديم ملاحظات واقتراحات، وإذا لم تسر الأمور على النحو المُخطط له، فحاول القيام بعمل أفضل في المرة القادمة.
أنصت إلى الآخرين
عوضًا عن الاستماع إلى الآخرين وتكرار ما يقولونه، فمن الأفضل أن تستمع إليهم باهتمام وتحاول فهم ما يقولون، كن عطوفًا وتعلم كيفية التعامل مع الأمور من منظورهم، عوضًا عن الاستهانة بما يمرون به ومحاولة إجبارهم على الاقتناع بوجهة نظرك.
فكر في المستقبل
عندما تشعر بأنك عالق داخل هذه اللحظة الصعبة التي تعيشها، فمن الطبيعي أن تعجز على رؤية الأمور بصورة واضحة، لأنك تتوقف عن التفكير في أي شيء آخر سوى ما يحدث حالاً.
المشاعر الإنسانية ديناميكية ونادرًا ما تبقى كما هي مع مرور الوقت، حاول أن تتذكر معركة أخرى خضتها العام الماضي وقارن بين ما شعرت به حينها وما تشعر به الآن، ربما تظن أن هذا الخلاف السابق كان سخيفًا، أما خلاف الوقت الحالي فيفقدك صوابك ويثير حنقك.
وجد باحثو هارفارد أن حث الناس على التفكير في المستقبل والتوقف عن التمسك باللحظة الراهنة يساعدهم على التحكم في أعصابهم، وتخطي المواقف الصعبة، ونصحوا بأن تستخدمه الإدارات لإنهاء الخلافات بين الموظفين.