كيف تُعزز الشعور بالانتماء بين الموظفين الذين يعملون عن بعد؟
اضطر نصف القوى العاملة العالمية للعمل عن بعد بسبب تفشي وباء كورونا، فيما يعمل حوالي 40 % عن بعد بدوام جزئي وفقًا لتحليل أجري مؤخرًا، ورغم أن الأمر له فوائد عديدة إلا أن الدراسات والأبحاث أظهرت أن ما يقرب من 20 بالمئة من هؤلاء الموظفين يشعرون بالوحدة ويزداد لديهم هذا الشعور مع مرور الوقت، ما يُحتم أهمية تعزيز الشعور بالانتماء لدى الموظفين المتواجدين في منازلهم الآن.
تعزيز الشعور بالانتماء لدى الموظفين الذين يعملون عن بعد لا يساعد فقط في تقليل شعورهم بالوحدة، ولكنه يساعد أيضًا على جعلهم أكثر إنتاجية بما يفوق المُعدّل الطبيعي بنسبة تصل إلى 3.5 %، وكذلك تجعلهم أكثر حماسًا وتفاعلاً.
ربما يكون تعزيز شعور الانتماء لدى الموظفين العاملين عن بعد صعبًا وتحديًا كبيرًا خاصة وأنكم لا تعملون في نفس المكان، مع ذلك علينا الاعتراف أن العالم بأسره بدأ يتجه نحو ذلك الأمر ولا يمكن تجاهله أبدًا، يحتاج المديرون الآن إلى العثور على طرق لخلق الشعور بالانتماء بين الفريق بأكمله بغض النظر عن مكان تواجدهم.
لحسن الحظ، فإن نفس التكنولوجيا التي تجعل العمل عن بعد أكثر سهولة من أي وقت مضى يمكن استغلالها لربط الفريق بأكمله، فقط ألقِ نظرة على هذه النصائح وضعها في عين الاعتبار وحاول تطبيقها قدر الإمكان:
القوة المُدهشة لعبارة «كيف الحال».. كيف يعزز الشعور بالانتماء الإنتاجية؟
التواصل بانتظام
وجدت دراسة أجريت مؤخرًا أن تفقد أحوال الموظفين والاطمئنان عليهم يعزز لديهم الشعور بالانتماء ويمنعهم عن مغادرة المكان الذي يعملون فيه، رغم أنك لا تستطيع الذهاب إلى مكتب الموظف لإجراء مناقشة قصيرة معه وتفقد أحواله، ولكنك تستطيع التواصل معه بانتظام في الوقت نفسه.
إجراء دردشة مع الموظفين سواء كانت مع كل شخص على حدة أو مع الفريق بأكمله والتواصل معهم بانتظام يجعلهم يشعرون بأن أرباب العمل يهتمون لأمرهم حقًا، وأفضل طريقة لفعل ذلك هي المكالمات الجماعية ورسائل البريد الإلكتروني التي تُنهيها بالتأكيد على أنك تنتظر ردهم، وكذلك مكالمات الفيديو الجماعية التي أصبحت أكثر رواجًا الآن بعد تفشي فيروس كورونا وتزايد الإقبال على تطبيقات الفيديو مثل سكايب وزوم ومايكروسوفت تيم وغيرهم.
شاركهم الأخبار الجيدة
رغم أنهم يعملون عن بعد ولكن من الضروري أن تشاركهم الأخبار الجيدة وأن تحثهم على المشاركة في احتفالات الشركة وأي انتصارات تقوم بها.
تذكر أن الموظفين وفرق العمل المختلفة سيظلون جزءًا من الفريق الكبير الذي جعل هذا النجاح مُمكنًا. تستطيع مشاركتهم هذه الأخبار السارة عبر المكالمات الهاتفية ومكالمات الفيديو وغيرها من الأمور التي تعزز بداخلهم الشعور بالانتماء وتسد الفجوة التي تسببت فيها المسافة.
كُن مُمتنًا لهم
عندما يعمل أحد الموظفين في المكتب فمن السهل أن تُعرب عن امتنانك وتقديرك لما يقوم به على الملأ، ولكنه يكون أكثر صعوبة خلال العمل من المنزل، لذلك عليك العثور على طريقة مُلائمة لفعل ذلك بينما يتواجد الموظفون في منازلهم، ستحتاج إلى التفكير في الطرق التي يمكنك من خلالها إظهار احترامك لفريق العمل بطريقة يمكن أن يراها أقرانهم، من بين هذه الطرق هي إرسال رسائل بريد إلكتروني جماعية، أو الكتابة على المجموعات التي تضم الموظفين على تطبيقات التواصل مثل سلاك (Slack)، أو بدء محادثات الفيديو والمكالمات الجماعية بالشكر والثناء على الموظف المُجتهد أمام باقي الزملاء.
اعقد اجتماعات عصف ذهني
ربما تضعف قدرة الموظفين الذين يعملون عن بعد على الإنتاج نظرًا لعدم عقد اجتماعات أو جلسات عصف ذهني والتي تنشط أذهانهم وتشجعهم على التفكير والابتكار، ومشاركة الأفكار الجيدة، والخبر السار هنا هو أنه لا يزال بإمكانك إجراء هذه الجلسات من خلال المكالمات عبر الفيديو أو عبر الهاتف، لكن ضع في اعتبارك الأمور التالية:
- اجتمع مع الأشخاص الضروريين فقط.
- ضع الأهداف مُسبقًا.
- اعقد اجتماعات قصيرة كي لا يفقد الموظفون طاقتهم وحماسهم خلال الجلسة.
- حث الجميع على المشاركة.
- شجع الأفكار السيئة.
خلاصة القول، فإنه من السهل الشعور بالعزلة والاستبعاد خلال العمل عن بعد، خاصة إذا كنت شخصًا اجتماعيًا ومعتاد على الاختلاط بزملائك طوال الوقت، وتضاؤل الشعور بالانتماء سيؤثر عليك سلبًا، وربما يُلقي بظلاله على الانتاجية وعلى الفعالية، لهذا السبب من الضروري أن يستغل الجميع التكنولوجيا ووسائل التواصل التقنية لصالحهم، ما يعني استخدامها للتواصل المستمر وخلق بيئة عمل مواتية بغض النظر عن المكان الذي يتواجدون فيه.