3 كتب ستكون دليلاً للمبتدئين في عالم الأعمال
أنت في عالم الأعمال تبني خبرتك يوماً بعد يوم، وفي رحلتلك لبناء الخبرة، تحتاج إلى متكآت ومرتكزات، وإلى ناصح .. خبير، وكتاب يمدّك بما قد تحتاج لسنوات كي تحيط به بخبرتك العملية.
ثلاثة كتب كانت دليلاً استرشادياً لكُثُر قبل الانطلاق في عالم الأعمال.
الكتاب الأول
The Barefoot Investor: The Only Money Guide You'll Ever Needالمستثمر حافي القدمين: دليل المال الوحيد الذي ستحتاجه:
يُقدم الخبير المالي سكوت بابي في كتابه «The Barefoot Investor: The Only Money Guide You'll Ever Need» قدراً لا بأس به من المعلومات الإرشادية التي تساعدك على الاستثمار والادخار، ويركز على ثلاثة موضوعات رئيسة، هي:
أولاً: ضع ميزانية
إدارة المال بطريقة تضمن تحقيق أكبر استفادة ممكنة، تتطلب إعداد جداول بيانات، وميزانية، والقيام ببعض الاستثمارات.
يقدم سكوت، استراتيجية تساعدك على إدارة الأوضاع المالية بأفضل طريقة، وتعتمد على إعداد هيكل مكوّن من 3 مجموعات لإدارة المال:
الأولى: تضم جميع النفقات اليومية، ومقداراً إضافياً من المال، فضلاً عن تخصيص قدر من المال للأحداث الطارئة والأمور غير المتوقعة.
الثانية: المال المدخر للأهداف المتوسطة المدى، أو تلك التي تسعى إلى تحقيقها بعد بضعة أشهر، مثل شراء شيء مُعيّن، أو إجراء تعديلات على المنزل أو السيارة، أو شراء دراجة لأحد الأبناء.
الثالثة: جمع المال المدخر للأهداف الطويلة المدى، أو التي تجعلنا نعيش في أمان لسنوات، وهو ما يُشبه المال الخاص بالمعاش التقاعدي.
ثانيًا: حرر نفسك من الديون: بالتخلص من بطاقات الائتمان
بمجرد أن تعدّ ميزانيتك، وتحدّد أهدافك المادية القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى، ينصحك سكوت بأن تقوم بشيء ضروري، وهو أن تأخذ مقصاً، وتقطع كل بطاقاتك الائتمانية إلى قطع شديدة الصغر. سداد الديون عبر بطاقات الائتمان، استراتيجية شائعة، ولكن التخلص منها وتدميرها بشكل نهائي، سوف يقضي على فكرة تكديس المزيد من الديون، ما يعيقك عن ادخار المزيد من المال، لذلك حان الوقت للتخلص منها.
ثالثًا: ابحث عن وسائل لتحسين وضعك المادي على المدى الطويل
العيش من دون ديون، من أفضل الأمور التي ينعم المرء بها، ولكن تحسين وضعك المادي وزيادة نموّه أمر آخر. بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن هذا الجزء يبدو شاقاً ومحفوفاً بالمخاطر، ولهذا السبب ينصح سكوت بأن تتجه نحو صناديق المؤشرات، وتستخدم هذه الأدوات الاستثمارية السهلة، لمتابعة حركة الأسهم وأكثرها نجاحاً في الصناعات المعينة أو المناطق الجغرافية المعينة.
الكتاب الثاني
كيف تُخطط لمستقبلك المالي باستمتاع؟ في كتاب «The One-Page Financial Plan»
ليس من الضروري أن يكون التخطيط المادي ووضع ميزانية تساعدك على الادخار والاستثمار، من المسائل المزعجة أو المملة، بإمكانك التخطيط لمستقبلك المالي والاستمتاع في آن واحد، على طريقة الكاتب والخبير الاقتصادي كارل ريتشاردز، بالاعتماد على القواعد والإرشادات التي يُقدمها في كتابه «The One-Page Financial Plan».
يركز ريتشاردز في كتابه، على مجموعة من النقاط وهي:
أولاً: ضع أهداف مادية مُحددة ولكن كُن مرناً قدر الإمكان
عليك التعامل مع أهدافك المادية وكأنها عطلات، ضع خطة ولكن اترك مكاناً للمفاجآت والأحداث غير المتوقعة.
بعبارة أخرى، حاول أن تتكيف دائماً مع وضعك المادي، وضع في حسابك، أن الأمور لن تدوم على نحو واحد طوال الوقت، الجميع مُعرضون للإحباطات والنكسات، لذا حاول أن تكون مرناً وتتكيف مع الوضع المتاح.
ثانيًا: حوّل الادخار إلى لعبة كي تحظى ببعض المرح
هل تعتقد أن وضع ميزانية هي إحدى الطرق لمعاقبة الذين يفتقرون إلى الانضباط؟ حسناً إذا كانت إجابتك: نعم؛ فقد حان الوقت لتغيير وجهة نظرك.
عوضاً عن التركيز على الجوانب المملة، انظر إلى وضع ميزانية خاصة بك، على أنها أفضل طريقة لتتبع خط سير أموالك، ومعرفة أفضل الطرق لادخارها واستثمارها، بما يتفق وأهدافك وقيمك، بما يساعدك في النهاية على النجاح والوصول إلى غايتك الرئيسة.
في أغلب الأحيان، يكون لدينا أحلام وآمال وطموحات نسعى إلى تحقيقها، على سبيل المثال السفر في العالم أو زيارة بلد ما في العطلة، ولكن معدّل نفقتنا يعيقنا عن تحقيق ما نريد، ويعني هذا أننا لا نستطيع تحقيق توازن بين ما نريده حقاً، وما نقوم به.
من أجل القيام بذلك، وحتى نستطيع إحداث تغيير يقودنا إلى تحقيق أحلامنا، فعلينا تحويل الادخار ووضع ميزانية، إلى لعبة ممتعة. ابدأ بوضع قائمة بكلفك الثابتة، والنفقات التي لا تستطيع تغييرها أو التوقف عن سدادها، مثل دفع الإيجار أو سداد الفواتير أو التأمين على السيارة، ثم حدّد ما تبقى لديك من مال، وابحث عن أفضل الطرق لادخاره أو استثماره.
بعدها سوف يتبقى لديك قدر من المال، بإمكانك استخدامه لفعل ما يحلو لك، اذهب إلى السينما، أو تناول العشاء في أحد المطاعم، أو أي نشاط آخر يشعرك بالرضا.
ثالثًا: تعامل مع سداد الديون بأنه استثمار للمستقبل
إذا دققت في قائمة التزاماتك المادية، فسوف تجد أن الديون تحصل على الجزء الأكبر منها، وأفضل طريقة لسداد الديون، بحسب الخبراء الاقتصاديين، هي أن تُسدّد الديون ذات أعلى الفوائد أولاً. قد تكون مسألة سداد الديون مُنفرة وبغيضة، ولكن إذا تعاملت معها بأنها استثمار للمستقبل، فسوف تقوم بها دون أي امتعاض.
عندما تتخلص من ديونك، فستشعر بالتحرر من قيود والتزامات تُعقيك عن التفكير والتخطيط بصورة أفضل، ومن ثم سوف يكون لديك قدرة أفضل على التفكير بطريقة أوضح.
الكتاب الثالث
حكايات كلاسيكية من عالم وول ستريت لقيادة شركتك بأفضل طريقة « Business Adventures: Twelve Classic Tales from the World of Wall Street
تجد في كتاب « Business Adventures: Twelve Classic Tales from the World of Wall Street جون بروكس مجموعة من الحكايات الكلاسيكية من داخل عالم وول ستريت، التي تُلقنك دروساً تساعدك على إدارة شركتك بأفضل طريقة ممكنة، وكيفية الاستثمار في سوق الأسهم، وتغيير الوظائف، والمزيد من الأسرار والتفاصيل التي تحتاج إليها، كي تصل إلى القمة.
أولاً: سوق الأسهم غير متوقع وغير عقلاني، وهو ما أكدته ثلاثة أيام من الانهيار والانتعاش عام 1962
لنلقِ نظرة على ما حدث عام 1962، إذا كنت في غيبوبة من 28 إلى 31 مايو ذلك العام، فإنك سوف تلاحظ تغيراً كبيراً في سوق الاستثمارات، كذلك سوف يفوتك أحد أكبر الأحداث في تاريخ الأسواق المالية.
كان الجميع وقتذاك في مزاج سيئ، خاصة أنه كان هناك انخفاض كبير في الأسعار، استمر ستة أشهر، حتى مايو من عام 1962، ولكن في صباح 28 مايو بدأت الأمور تزداد سوءاً.
بعد إدراكهم أن الأسعار الحقيقية للأسهم تتراجع، وأنهم علموا بالأمر بعد 45 دقيقة من حدوثه، اُصيب المستثمرون بالذعر الشديد. افترضوا أن السعر قد انخفض ولم يعرفوا، لذلك بدأ الكثير منهم ببيع الأسهم، وبدأت الأسعار تتصاعد. وبمجرد معرفتهم أن مؤشر داو جونز لا يمكن أن يقل عن 500 نقطة، بدأوا الشراء بسرعة، وكانوا يعلمون أنه مع الاقتراب إلى هذه النقطة، فإن الأسعار سوف ترتفع قريباً مرة أخرى، في غضون يومين انتعش السوق بصورة غير مسبوقة.
تؤكد هذه الواقعة أن سوق الأسهم لا يمكن التنبّؤ به أبداً، وبأنك تستطيع الاعتماد على تصرف المستثمرين غير العقلاني وتعاملهم مع الأمور وفقاً لمزاجهم.
ثانيًا: فورد إدسل هو أفضل مثال يُعلمك ألا تطلق منتجك الخاص
هل سمعت عن قبل عن فورد إدسل؟ حسناً إذا لم تسمع عنها من قبل، فهي واحدة من أبشع السيارات على الإطلاق، كما أنها كانت أحد أكبر إخفاقات شركة فورد القابضة لصناعة السيارات.
أول خطأ وقعت فيه الشركة، هو إساءة تقييم وتقدير أوضاع السوق، كانت صناعة السيارات في الولايات المتحدة قوية في عام 1955، كانت تدرّ الأرباح، وكان المصنعون يقدمون سيارات ذات أسعار متوسطة، ولم يكن لفورد دور كبير في هذا المجال، لذلك بدأوا بالتخطيط لتصنيع سيارات إدسل.
وبعد مرور ثلاثة أعوام في العمل على تصنيع السيارة، شهد السوق تغيرات جذرية، وجعل تباطؤ النمو وتغيير الاتجاهات السيارات الرخيصة أكثر شعبية. وواجهت فورد وقتذاك مشكلة كبيرة في التسويق للسيارات، وتكبدوا خسائر كبيرة، بعد استثمار 250 مليون دولار، لإعدادها، وفي النهاية فوجئ العملاء بأن السيارة لا تختلف في شيء عن المركبات الأخرى.
فضلاً عن ذلك، وجد العملاء أن بعض الجوانب الفنية في السيارة فيها كثير من المشكلات. أنفقت فورد مبالغ كبيرة على دراسة السوق، ولكنها فشلت في تقييمه وتحديد أفضل وقت لإطلاق سيارتها الجديدة.
تُلقن سيارة فورد إدسل، كل المستثمرين درساً شديد الأهمية، وهو أنه إذا كنت تعمل على إطلاق منتج جديد، فمن الضروري أن تتعرف إلى السوق، وتتأكد أنه يتغير مع مرور الوقت، لذلك تأكد أنك ما تقدمه للعملاء يرضيهم ويلبي احتياجاتهم الآنية.
ثالثًا: تستطيع قبول عرض المنافس على طريقة دونالد ولغموث
تخيل أنك تعمل في شركة معروفة، وتحصل على عرض من أحد منافسيها. الأكثر من ذلك، هو أنهم يعرضون عليك العمل على مشروع كبير ومهم، فشلت شركتك في الحصول عليه؛ ربما تقبل العرض من دون تردد أو تفكير فيما إذا كان قانونياً، أم لا.
دعونا إذا نقص حكاية دونالد ولغموث: في عام 1962 كان يعمل في إحدى الشركات الكبرى المتخصصة في الفضاء، وكان يشغل منصب مدير قسم هندسة بدلة الفضاء، وكانت شركته قد خسرت للتوّ عرضاً كبيراً، وحصل عليه أحد منافسيها، وقتها عرضت الشركة المنافسة على ولغموث العمل لديهم على هذا المشروع، فقبل العرض.
ولتأكد الشركة التي يعمل بها ولغموث من رغبته الشديدة في العمل على ذلك المشروع، ساورهم الخوف من احتمالات الموافقة على الانضمام إلى المنافس، والكشف عن أسرار الشركة، لذلك رفع مديره السابق دعوى قضائية عليه.
كان على المحكمة التأكد أن ولغموث لم يكشف عن أسراره عمله السابق، كي تتخذ قرارها، لذلك عملوا على التأكد أنه لم يخرق الاتفاقات الموقعة مع مرؤوسيه السابقين، ولم يبُح بأسرارهم. وبعد التأكد من ذلك أصدر القاضي حكماً لمصلحة ولغموث.