الرئيس التنفيذي لشركة "دي إتش ال": سلامة موظفينا على قمة أولوياتنا وأسلوبي في الإدارة.. القدوة الحسنة
• كنت شابًا أمتلك مسؤوليات محدودة، يتملّكني حب السفر والاكتشاف، لذلك عشقت وظيفتي الأولى ساعي طيران.
• نتبع استراتيجية توسّع شاملة في المنطقة، مع التركيز بشكل واضح على تعزيز قنوات الاتصال مع الأسواق العالمية.
• مركز الاتصالات النسائي حصد جوائز: ستيفي الدولية، وأفضل مركز لخدمة العملاء.. وهو أحد أكبر الإنجازات التي أفتخر بها.
• معظم النساء السعوديات اللاتي بدأن العمل في المركز، أصبحن مديرات يسعين لتحقيق المزيد من التقدم والتطور المهني.
• شهدت قوانا العاملة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموًا بنسبة تزيد على 20% لتصل إلى 5 آلاف موظف.
• أفضل اتباع سياسة الباب المفتوح لتقديم الدعم كلما تطلب الأمر والشفافية والوضوح التام مع الفريق.
• وحدة الهدف والرؤية لدى الجميع السبيل الأمثل لتقديم أعلى مستويات من الخدمة لعملائنا.
• إنجازات الشركة ثمرة جهود عائلتي الثانية زملائي وزميلاتي الساعين بلا كلل لإنجاح خطط الشركة التوسعية.
• نشر التعليم أكثر القضايا الملحّة والمهمة في عصرنا وبالتحديد التعليم القويم الذي يخلق أفردًا أسوياء.
انضم إلى شركة "دي إتش ال" لأنه يحب السفر، وعمل ساعي طيران متنقلاً من بلد إلى آخر. أحب عمله وأخلص له وركض خلف الطائرة وهي تقلع على المدرج، كي لا يفوته موعد توصيل الشحنة، وصل إلى موقع الرئيس التنفيذي. يرفض أن ينسب نجاحاته إلى نفسه، بل إلى فريق العمل، وخاصة النساء السعوديات اللواتي أثبتن كفاءة عالية ونلن جوائز، لتميزهن.
إنه نور سليمان، الرئيس التنفيذي لشركة "دي إتش ال" إكسبرس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حواره مع مجلة "الرجل"، يكشف عن خطط شركته وتوسع أعمالها، ويعرّج على تفاصيل وذكريات شخصية لا ينساها، ويتحدث عن أسلوبه في الإدارة وعلاقته بنحو 5 آلاف موظف في المنطقة وأهم الإنجازات التي تم تحقيقها.
ما الذي دفعك للانضمام إلى شركة "دي إتش ال" والاستمرار في هذا المجال من العمل؟
كنت شابًا أمتلك مسؤوليات محدودة، يتملّكني حب السفر والاكتشاف، لذلك عشقت وظيفتي الأولى ساعي طيران (traveling courier) لأنها أتاحت لي الفرصة لاكتشاف بلدان مختلف أنحاء العالم. وما حثني على الاستمرار في هذا القطاع، كونه حافلاً بفرص كثيرة من شأنها صقل الشخصية بالإضافة إلى اكتساب المهارات والخبرات وإشباع الحاجات العقلية والاجتماعية.
انضممت إلى شركة "دي إتش ال" في العام 1978، دفعني إلى ذلك كونها شركة جديدة ذات أحلام كبيرة وإمكانيات محتملة، حيث كان فريق العمل محدودًا في ذاك الوقت، كونها بدأت للتوّ بتدشين أعمالها في المنطقة. وعليه، تمكنت من التقدم بمسيرتي المهنية حتى أصبحت الرئيس التنفيذي للشركة منذ أكثر من 8 أعوام.
كيف لحقت بالطائرة راكضاً؟ ما أجمل ذكرياتك طيلة كل هذه السنوات من العمل بالشركة؟
كثيرة ذكرياتي السعيدة مع "دي إتش ال" ، وأقربها إلى قلبي ذكريات وظيفتي الأولى، ساعي طيران، كنت محظوظًا بانضمامي لشركة عالمية، حديثة العهد بالمنطقة، ومكنتني تلك الوظيفة أيضًا من ممارسة شغفي عبر السفر في العالم، ولقاء شخصيات مختلفة تعلمت منها الكثير.
أما قصة الطائرة، وهي حادثة طريفة، فكانت خلال بداية عملي، حاولت للحاق بالطائرة على مدرّج المطار، حيث كان من اللازم أن أكون على متنها؛ كانت لديّ شحنة يجب توصيلها إلى المملكة العربية السعودية، وفيما كنت بانتظار الطائرة المعنية بالأمر، أدركت أنها على وشك المغادرة بالفعل، فركضت بجانبها على أرض المدرج من أجل اللحاق بالرحلة، ولحسن الحظ، انتبه الكابتن لمحاولاتي المستميتة، وقرر التوقف وسمح لي بالصعود. كانت الحياة أبسط بالتأكيد في تلك الأيام، ولكنه كان يوماً لا أنساه، بجانب ذكريات عدّة من الزمن الجميل تضم بداية مشواري مع الشركة.
ما الانجازات التي تفخر بأنك حققتها من موقعك رئيساً تنفيذياً للشركة؟
أودّ بداية أن أؤكد أن أي إنجاز عظيم حققته الشركة أو ستحققه، هو ثمرة جهود جميع العاملين فيها، ولا يمكن أن يُعزى لشخص واحد فقط. لذا، لطالما حرصنا على استقطاب الأفراد الذين يمتلكون ما يتطلبه القطاع اللوجيستي للتقدم والنمو قدمًا، تحقيقًا لرؤيتنا للوصول إلى أفضل أداء وأعلى الإيرادات، على صعيد شبكة "دي إتش ال" العالمية، وهو ما تمكنّا بالفعل من تحقيقه.
أذكر عندما تقلدت منصب المدير الإقليمي للمملكة العربية السعودية، حرصت على تدشين مركز اتصالات نسائي أصبح من أكثر المراكز نجاحًا في المملكة، وحصد جوائز عدة مثل: ستيفي الدولية، وأفضل مركز لخدمة العملاء. وهو أحد أكبر الإنجازات التي أفتخر بها، حيث تمكنت من استقطاب المرأة السعودية لتنخرط ضمن القوى العاملة في السوق السعودية في ذلك الوقت، وأصبحت معظم النساء اللاتي بدأن بالعمل في المركز، مديرات يسعين لتحقيق المزيد من التقدم والتطور المهني.
ما الاستراتيجية التي تسعون لتحقيقها في المنطقة؟
نحرص على اتباع استراتيجية توسع شاملة في المنطقة، مع التركيز بشكل واضح على تعزيز قنوات الاتصال مع الأسواق العالمية، ما أسهم في نمو ايرادات الشركة بنسبة 10% على أساس سنوي. وقد ازداد عدد الرحلات الجوية، وتم تقديم مسارات جديدة لشبكة الخطوط الجوية "دي إتش ال"، كما تعززت قدرات الشركة الجوية والأرضية بشكل عام، لتتواكب مع التوجهات الاقتصادية المتغيرة بالمنطقة. وشهدت القوى العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نموًا بنسبة تزيد على 20% لتصل إلى 5 آلاف موظف.
فضلاً عن ذلك افتتحنا 3 مرافق في المملكة العربية السعودية بلغت قيمتها ملايين الدولارات، ومرفق واحد في دولة الإمارات، ومرفقين في جمهورية مصر العربية، وآخرين في المملكة المغربية، وتخصيص أكثر من 170 مليون دولار، لتوسعة مرافق "دي إتش ال" وزيادة قدراتها اللوجستية، وطاقتها الاستيعابية من 2,500 لتصل إلى 5 آلاف شحنة في الساعة، بغرض تعزيز الروابط التجارية في المنطقة، مع أكبر مراكز التوزيع للشركة ومراكز التجارة الرئيسة في جميع أنحاء العالم.
وكذلك، تم تدشين منشأة لوجستية جديدة بقيمة 18 مليون دولار، في مطار دبي الدولي، والتي تعمل مركزاً متكاملاً يتضمن بوابة، ومركز خدمة، ومكتب مبيعات جوية وأرضية. وبالنسبة للشركة، فإن جميع هذه التوسعات المهمة زادت من قدرتها التشغيلية ومعدل نموها بشكل عام. لذلك أشعر بالسعادة والفخر لما تمكنا من تحقيقه خلال تلك الفترة الوجيزة نسبيًا.
ما أسلوبك في الإدارة؟ وما نوع المديرين التنفيذيين الذي تعدّ نفسك منهم؟
أؤمن بمفهوم القدوة الحسنة في الإدارة، وأفضل اتباع سياسة الباب المفتوح لتقديم الدعم كلما تطلب الأمر، ولا أتردد في التدخل في الأمور، حينما لا تسير على ما يرام. وأرى أيضًا أن الشفافية والوضوح التام مع الفريق، إلى جانب وحدة الهدف والرؤية لدى الجميع، هي السبيل الأمثل إلى تقديم أعلى مستويات من الخدمة لعملائنا.
فقيادة فريق عمل ضخم يبقى تحديًا كبيرًا. ولطالما سعيت لوضع أهداف واضحة لشركة "دي إتش ال إكسبرس"، وتنفيذ استراتيجيتها الاستثمارية الإقليمية، فضلاً عن زيادة إمكانات وقدرات الشركة في المنطقة، التي تهدف جميعها إلى تطوير وقت العبور والنقل، وتطوير خدمة العملاء. فضلاً عن المساهمة في نمو قدرات الموظفين ودعم المواهب المحلية، حيث لا يخفى،أن الكوادر البشرية هي أحد الأعمدة الرئيسية التي يقوم عليها نجاح أيّ مؤسسة. لذا، فأنا على ثقة بمدى الخبرة العريقة والمعرفة الثرية التي يتمتع بها جميع العاملين في الشركة وأسعى دومًا لتمكينهم ومنحهم الوسائل اللازمة لأداء عملهم على أكمل وجه، حيث إن إنجازات "دي إتش ال"، هي ثمرة جهود عائلتي الثانية المكونة من زملائي وزميلاتي الذين يسعون دون ملل، وبلا كلل لإنجاح خطط الشركة التوسعية. وعلى رغم اختلاف خلفياتنا وتعدد لغاتنا وثقافاتنا، فنحن على توافق وانسجام كبيرين ونعمل جميعًا لتحقيق الهدف والرؤية نفسيهما.
لو لم تكن تعمل لدى "دي إتش ال"، فما المسار الوظيفي البديل الذي كنت ستتبعه؟
ربما لو عاد بي الزمن إلى الوراء، وكان بإمكاني اختيار أي وظيفة في العالم، لاخترت أن أكون لاعب كرة قدم. فلطالما أحببت لعب كرة القدم منذ طفولتي، وخصصت لها أوقات فراغي، فإنني أرى أن نجاح الفريق الواحد في تعاونه، وهو الأمر الذي أبرع فيه بالعمل ضمن فريق متعاون، فرياضة كرة القدم تحثّ كل فرد في الفريق لإظهار أفضل ما لديه لتحقيق الفوز
ما الأمور التي تؤرقك وتقلقك؟ وما أهم مخاوفك المهنية؟
بالنسبة لنا في شركة "دي إتش ال"، تقبع سلامة موظفينا على قمة أولوياتنا، حيث يعمل معنا أكثر من خمسة آلاف موظف من أبناء هذه المنطقة، ويتعاملون مع أكثر من 17 مليون شحنة لسبعين ألف عميل.
ومن هذا المنطلق، ترتكز استراتيجية شركة "دي إتش ال" طويلة الامد في الاستثمار لوضع وتطوير الخطط الخاصة بالظروف الطارئة لضمان سلامة الموظفين في كافة أنحاء المنطقة، إلى جانب ابتكار الحلول المناسبة للتغلب على العديد من العقبات من أجل تلبية كافة احتياجات العملاء على أكمل وجه. لقد شهدت المنطقة في الأعوام القليلة الماضية اضطرابات ونزاعات غير مسبوقة، إلا أننا مازلنا نتطلع قُدمًا لتحسن الأوضاع وتغيرها للأفضل مستقبلاً.
من الناحية الشخصية، ما القضايا القريبة من قلبك؟ وهل أنت عضو فاعل في مجتمعك؟
أرى أنه من الضروري أن يكون كل فرد منا نشيطًا في مجتمعه، ومن المهم تضافر جهودنا لجعل المنطقة أفضل ما يمكن.
وأعتقد بأن نشر التعليم هو أكثر القضايا الملحّة والمهمة في عصرنا، وبالتحديد التعليم القويم الذي يخلق أفردًا أسوياء، مواطنين صالحين، يسعون إلى تطوير بلادهم . ولذلك لطالما سعت شركة "دي إتش ال" إلى دعم المبادرات التي تسهم في نشر التعليم، لما له من أثر واسع وكبير لا يقتصر على الفرد المتلقي فحسب، بل يشمل المجتمعات والدول والمنطقة بأسرها.
فالمجتمعات التي يولى فيها التعليم اهتمامًا كافيًا، يجري التطور فيها على المسار الصحيح، ونسعى عبر إطلاق برامجنا التعليمية ومساندة المبادرات التعليمية إلى خلق جيل واع ومتحضر.