لماذا نشعر بالتعب والإرهاق أثناء العمل من المنزل؟
قد يتساءل كثيرون لماذا نشعر بالكثير والإرهاق رغم أننا نعمل في المنزل بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، وحصولنا على قسط كاف من النوم قد يصل إلى ثماني ساعات.
لماذا تشعر بالتعب الشديد رغم حصولك على قسط كاف من النوم؟
نشعر بالتعب الشديد والإرهاق أثناء عملنا من المنزل برغم حصولنا على قسط كاف من النوم لعدة أسباب، والتي من بينها:
روتينك المعتاد تغير
العالم أصبح مُختلفا تمامًا، وكذلك حياتنا اليومية والروتين المُعتاد. قالت الدكتور ليندسي براوننج، طبيبة نفسية متخصصة في مشاكل النوم، إن إيقاعنا اليومي يتحكم في النوم، ويؤثر على ساعتنا الداخلية على مدار 24 ساعة.
حسب الدكتورة ليندسي، فإن النوم يتم تنظيمه من خلال الإشارات اليومية مثل التعرض لضوء النهار، وعند تناول الطعام، وعند ممارسة الرياضة، لذلك عندما نبقى في الداخل لفترة طويلة من الزمن في المنزل، فإننا نفقد الكثير من هذه الإشارات، وبالتالي يحدث خلل ما.
تؤكد الدكتور نيرنا راملاخان، عالمة النوم ومؤلفة كتاب (Fast Asleep، Wide Awake) إن اتباع روتين يومي جديد يؤثر على مستويات طاقتنا، وتقول: "إنه تغيير كبير للتكيف معه".
بالإضافة إلى ذلك، يجد كثيرون أنفسهم يعملون لساعات أطول من ذي قبل لأنهم يعيشون ويعملون في نفس المكان، وحسب الدكتور راملاخان فإن العمل من المنزل يمحو الخطوط الفاصلة والحدود بين الحياة المهنية والشخصية، ما يجعلنا نشعر بأننا غير قادرين على التوقف عن العمل.
تقضي الكثير من الوقت في الفراش
إذا كنت تستخدم فراشك كمكتب أو طاولة طعام، فإنك بذلك تجني على نفسك. قالت الدكتور كاثرين بينكهام، عالمة النوم، إن الناس الآن يقضون الكثير من الوقت في الفراش، وبالتالي بدأوا يتعاملون مع الأسرّة باعتبارها أماكن للعمل والاستيقاظ وليس الراحة والاسترخاء.
وفقًا للدكتور كاثرين فإنه من أجل الحصول على قسط كاف من النوم، علينا قضاء الكثير من الوقت خارج السرير، لأنه يزيد من رغبتنا في الراحة واشتهائنا للنوم.
تقضي وقتًا طويلاً على الإنترنت
تقول الدكتور راملاخان إن التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية المُتخذة دفعتنا إلى قضاء وقت طويل على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، سواء كان التحدث مع أصدقائنا وزملائنا أو استخدام تقنيات الفيديو كول في الاجتماعات، أو متابعة الأخبار المتعلقة بالوباء كي نكون مواكبين للأحداث.
رغم أهمية التواصل مع الآخرين لاسيما في هذا الوقت وخلال هذه الظروف، إلا أن التوغل في عالم التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا علينا، ويحرمنا من الراحة ويستنزف طاقتنا، خاصة وأن الأبحاث أكدت أن الافراط في التعرض للضوء الأزرق الصادر من الشاشات قد يُفسد ايقاعنا اليومي، ويربك أجسادنا، ويؤثر سلبًا على صحتنا الجسدية والنفسية والعقلية.
برامج وتطبيقات تساعدك على الحفاظ على تركيزك أثناء العمل عن بعد
تشعر بالقلق الشديد
علاوة على كل ما سبق ذكره، فإن العامل الأكثر أهمية هو كمية التوتر والقلق الهائلة التي نشعر بها جميعًا، فنحن طوال الوقت خائفون من اقتراب الفيروس من دوائرنا، ونشعر وكأن سحابة سوداء كبيرة فوق رؤوسنا، نقلق على صحتنا وسب عيشنا ووضعنا الاقتصادي.
تؤكد الدكتور إيرين س. ليفين، عالمة النفس والحاصلة على دكتوراة، إن الضغط المستمر وشعورنا بالقلق والتوتر بهذه الكمية قد ينجم عنه خسائر فادحة على صحتنا الجسدية والنفسية.
نحن الآن قلقون بشكل جماعي من جائحة عالمية لم نشهدها من قبل، ولا نعرف كيف ستنتهي أو متى؟ وكلها أمور تستنزفنا عاطفيًا ونفسيًا، وقد يترتب عليها الكثير من المشاكل والأمراض النفسية.1
كيف تخفف من حدة التوتر وتشعر بالراحة؟
لحسن الحظ يوجد عدة أمور يمكن القيام بها والتي تجعلنا نشعر بالمزيد من الراحة وتساعدنا على تخفيف حدة التوتر أثناء العمل من المنزل، ومنها ما يلي:
تناول طعام صحي
لا تجلد نفسك وتعاقبها إذا وجدت أنك تتناول كميات كبيرة من الطعام، الرغبة في تناول الطعام خلال الأزمات أمر طبيعي، ولكن عليك التركيز على تناول الطعام الصحي، وكذلك الذي يمدك بالطاقة، خاصة وأن التوتر والقلق المصاحبين لتفشي الفيروس يسلبونك طاقتك وقدرتك على العمل والإنجاز.
تنصح الدكتور راملاخان بتناول طعام الفطور في غضون 30 أو 45 دقيقة بعد الاستيقاظ، لأن ذلك سيساعدك على تنظيم ضغط الدم وتعزيز الطاقة، وتدعو إلى تجنب الإسراف في السكر والبروتين في الصباح وفي الوجبات الصباحية.
اشرب المزيد من الماء والقليل من القهوة
أما بالنسبة لهؤلاء الذين يتناولون القهوة طوال اليوم، يجدر تذكرتهم بإنها تؤدي إلى الجفاف الذي يجعلنا أكثر قلقًا وتوترًا، وبالتالي علينا شرب الماء. تنصح الدكتور راملاخان بتناول لترين ونصف اللتر من الماء يوميًا على الأقل.
استرح
ربما يكون هذا صعبا خاصة وأننا نقضي الكثير من الوقت أمام الكمبيوتر ولا نجد أي شيء يمكن القيام به سوى العمل، ولكن من الضروري أن نحصل على فترات استراحة، لأن عقولنا تفقد قدرتها على التركيز والابتكار بعد مرور 90 دقيقة، لذلك احرص على الابتعاد عن الحاسب الإلكتروني عدة دقائق، اذهب لشرب الماء، أو تحدث مع أفراد عائلتك.
انظر إلى الجانب الإيجابي
نعيش أزمة حقيقية لكن إذا سمحت لعقلك بالغوص في أعماقها وتركتها تستحوذ على عقلك وتفكيرك، ستفقد قواك وطاقتك مع مرور الوقت، لذلك عليك النظر إلى الجانب الإيجابي، وأن تقول لنفسك إن رب ضارة نافعة، من الممكن استغلال هذا الوقت الطويل من أجل تعلم شيء جديد، او اكتساب مهارة جديدة، وحاول القيام بأي شيء يجعلك تشعر بالفرحة وتستمع أثناء فعله.
كُن رحيمًا بنفسك
تذكر، نحن لا نعمل في المنزل في ظروف عادية، نحن في المنزل لأننا عالقون في الداخل، نحاول العمل خلال أوقات عصيبة، وسط توتر وقلق وضغط لا يمكن تصديقه، لذلك عليك أن تكون رحيمًا بنفسك ورؤوفًا بها، ولا تقسى عليها.
تدعو الدكتور بينكهام إلى أن تسمح لنفسك ببعض الركود، وما يعني أن تأخذ قيلولة قصيرة إذا شعرت بالتعب، أو أن تؤجل بعض المهام لليوم التالي، وأن تدرك أنه من الطبيعي أن تشعر بأن طاقتك ليست كما كانت في السابق، وأن هذا طبيعي للغاية في هذه الظروف.