اليورو من بين العملات الأفضل أداء خلال أزمة فيروس كورونا
لقد سجل اليورو أفضل أداء أسبوعي له منذ أكثر من عقد بنهاية الأسبوع الماضي، مدفوعًا بالإجراءات التحفيزية الضخمة التي اتخذتها الولايات المتحدة بهدف تقليص التبعات السلبية لانتشار فيروس كورونا على الاقتصاد الأمريكي، مما زاد من الضغط السلبي على الدولار الأمريكي الذي سجل أدنى مستوياته في 11 عام في سوق تداول العملات وعلى المدى القريب قد يكون من الصعب أن يحقق اليورو المزيد من المكاسب مع عودة السوق للاستقرار النسبي، بالإضافة إلى مواجهة الرياح المعاكسة للدولار الأمريكي.
أنهى زوج EUR/USD تعاملات يوم الجمعة عند مستوى 1.1141 دولار مرتفعة بنسبة 1%، وبنسبة 4% في الأسبوع الماضي، بينما تكبد الدولار الأمريكي خسائر بنحو 3% خلال الأسبوع الماضي وهي الأسوأ في 11 عام.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين ارتفع اليورو من أدنى مستوى له في قرابة ثلاث سنوات عند 1.078 دولار لتصل إلى أعلى بقليل من مستوى 1.11 دولار وهو الأعلى في أكثر من عقد.
صوت أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأربعاء الماضي على مشروع قانون حزمة تحفيزية تبلغ قيمتها نحو 2 تريليون دولار، وذلك للتخفيف من الأثر الاقتصادي المدمر لوباء فيروس كورونا، وقد عززت فاتورة التحفيز النقدية من رغبة المستثمرين في المخاطرة في الأسواق ذات الأصول الخطرة وخفض الطلب على الدولار الأمريكي.
وزاد من الضغط السلبي على الدولار الأمريكي البيانات الصادمة التي صدرت يوم الخميس عن طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، والتي أظهرت قفزة كبيرة للغاية لتسجل أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وتعززت العملة الموحدة أيضًا بعد أن قام مجلس النواب الألماني يوم الأربعاء بتعليق الديون المكرسة دستوريًا في البلاد، والموافقة على حزمة تحفيز ضخمة من قبل حكومة المستشارة "أنجيلا ميركل".
الانقسام السياسي داخل الاتحاد سيضغط على العملة الموحدة
وعلى الرغم من المكاسب الكبيرة التي حققتها العملة الموحدة في الأسبوع الأخير، إلا أن معنويات المستثمرين لا تزال إيجابية تجاه الدولار الأمريكي، بسبب الشكوك المتصاعدة حيال الأضرار الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا.
ومن جهة أخرى، إن كفاح القادة الأوروبيين للاتفاق على استراتيجية محددة لاحتواء تداعيات توسع الفيروس القاتل لا يساعد المستثمرين الذين يبحثون عن ارتفاع آخر لليورو أيضًا، حيث يواجه الاتحاد الأوروبي مرة أخرى الانقسامات التي كادت تمزقها خلال أزمة الديون السيادية، وقد ترتفع مقايضات التخلف عن سداد الائتمان التي تغطي سندات الحكومة الألمانية، وهو تطور يضغط تاريخًا على العملة.
قال أحد خبراء الاقتصاد في معهد إيفويوم الأربعاء إن الاقتصاد الألماني قد ينكمش بنسبة تصل إلى 20٪ هذا العام بسبب تأثير فيروس كورونا، حيث تراجعت معنويات الأعمال الألمانية إلى أدنى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009.
لماذا اليورو هو الأفضل؟
يعتبر اليورو من أقوى العملات أداءً وسط أزمة فيروس كورونا القاتل حيث صمد أمام معظم العملات الأخرى، كما أن الأداء المتفوق للعملة مثير للدهشة للوهلة الأولي، بالرغم من تصنيف منظمة الصحة العالمية أوروبا بؤرة رئيسية لتفشي فيروس كورونا، مع تخطي عدد المصابين والوفيات في إيطاليا الأعداد في الصين.
فاليورو هو ثاني أكثر العملات تداولًا في العالم، ومع تقلب الأسواق وسيطرة حالات من الذعر والخوف الشديد على المستثمرين مثل ما حدث في أزمة كورونا، يقوم أغلب المستثمرون بالتخلي عن استثماراتهم للحصول على النقد، فالعملة الثانية بعد الدولار لتلقي هذا النقد ستكون اليورو.
تظهر أحدث البيانات أن صناديق التحوط والمضاربين الآخرين تحولوا بشكل إيجابي إلى اليورو في الأسبوع الماضي، من المحتمل أن يكون هذا التحول بسبب التوقعات لارتفاع الإنفاق المالي في أوروبا وزيادة التيسير النقدي في الولايات المتحدة أسبابًا.