من منظور آخر.. ريادة الأعمال كما لم تعرفها من قبل
تعتبر المجتمعات الغربية أن قاطرة النجاح هي المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ولكن الأمر يعود في الأصل إلى ريادة الأعمال، وهؤلاء الموظفين الذين لديهم الكثير من الأمل والطموحات، ليتحول بين ليلة وضحاها إلى مسؤول عن مشروع خاص به، يديره، ويخصص له مجموعة من الموظفين ويكرس له وقت طويل لكي يعبر به البر إلى النجاح.
تعريف ريادة الأعمال
ريادة الأعمال تعني باللغة الإنجليزية Etrepreneurship، وأصولها بالتحديد تعود إلى كلمة فرنسية تعني أن شخصا يباشر أو يشرع في إنشاء عمل تجاري، وهي قوة اقتصادية تُحرك لاقتصاديات الدول، ويرجع الأمر لهؤلاء الأشخاص الذين قرروا أن يأخذوا منحى آخر في حياتهم، وهو بناء كيان خاص، بدلًا من أن يظل جزءا من مؤسسة فقرر أن يبدأ عمله بشكل منفصل ويكون هو المدير والمطور والمنظم للمشروع أو الشركة.
أمثلة على ريادة الأعمال
ويُعرف هذا الشخص بأنه رائد أعمال، حيث يرجع تعريف رائد الأعمال Etrepreneur إلى العالم الاقتصادي جوزيف شومبيتر في عام 1950، بأنه شخص لديه إرادة وقدرة لتحويل فكرة جديدة إلى ابتكار ناجح، وسارعت العديد من المجتمعات في اتخاذ السبل لتنمية هذا الفكر، وأثبتت الدراسات أن هناك علاقة جوهرية لإرساء الفكر الريادي والعديد من العوامل الخارجية مثل العوامل الثقافية والاجتماعية والمؤسسية والتنظيمية والتعليمية.
ولا تهدف ريادة الأعمال فقط إلى نجاح الشخص وحصوله على أرباح طائلة من مشروعه الخاص، ولكن هدفها الأسمى من ذلك هو خدمة المجتمع ككل، وحصوله على النجاح وتحمل جزء من مسؤولية تقليل البطالة، وأيضًا هناك بعض المسؤوليات المجتمعية التى تقع على عاتق رواد الأعمال، الذين يديرون أعمالًا خاصة بهم.
هناك العديد من أنوع ريادة الأعمال أبرزها ريادة الأعمال الهادفة للربح، وريادة الأعمال الاجتماعية.
ريادة الأعمال الهادفة للربح
هي المصطلح الذي يُطلق على معظم الشركات الناشئة التى تبدأ في تقديم خدمات عقب تكوين كيان قائم بذاته، وهذه هي الأمثلة الأكثر تواجدًا في أسواق العالم، وأبرزها شركات جوجل، أمازون، سوق أو أيباي، وهي ريادة أعمال هادفة للربح، ويتم قياس أدائها في السوق بما تحقق من أرباح سنوية أو بأسعار الأسهم فيها.
ريادة الأعمال الاجتماعية
تتلخص في المبادرات أو المشروعات الجديدة، ويكون غرضها في الأساس إيجاد مجموعة من الحلول المبتكرة لقضايا اجتماعية وثقافية أو بيئية أيضًا يُعاني منها المجتمع لفترات طويلة، وتأتي تلك المبادرات من أجل حل تلك القضايا.
وغالبًا ما تتبنى تلك الشركات حملات القضاء على الفقر أو التخفيف على الأسر الفقيرة وتحمل مسؤولية مجتمعية من أجل تنمية المجتمعات، وتقوم تلك الشركات أو المؤسسات بجمع الأموال، وتحقيق ربح بسيط من أجل تغطية النفقات والمصروفات الإدارية اللازمة، لإنجاز العديد من المهام لتحقيق الهدف الأسمى من إنشائها.
أهمية ريادة الأعمال
تكمن أهمية ريادة الأعمال في المقام الأول في تقليل البطالة التى تُعاني منها معظم بلدان العالم، ومعنى أن يقوم رواد الأعمال بتأسيس شركات جديدة، أو مؤسسات ربحية أو غير، فإنهم وفروا مجموعة من فرص العمل الجديدة، مما يؤثر في النهاية بالتبعية على اقتصاد الدول.
وتُعد ريادة الأعمال إضافة قوية للاقصاد القومي كما ذكرنا، حيث إنها تخلق حالة من التنافس والتطور وذلك عن طريق التأثير الذي تتركه الأعمال بعد تطويرها وزيادة التنافسية مما ينتج عنه تحسين الناتج القومي للبلاد.
هل تخلق ريادة الأعمال تغيرات اجتماعية؟
بالطبع نعم، حيث إن تعدد الشركات وتنوع مقدمى الخدمات في المجتمع الواحد، يقلل من الاعتماد على الأنظمة التقليدية والتقنيات القديمة، مما يسوق في النهاية إلى تحسين حياة الأشخاص، وزيادة الروح المعنوية لدى المواطنين، وخلق حرية اقتصادية، ليس هذا فقط بل ويتم من خلال رواد الأعمال تبنى العديد من المشروعات الصغيرة، وأيضًا يقوم بعضهم بتمويل مشروعات قومية خيرية يهدفون بها إلى تطوير التعليم والصحة وغيرها من القطاعات الأهم على الإطلاق.