بوب إيجار.. الرئيس التنفيذي لديزني يلقن الجميع درسًا في القيادة وإدارة الأعمال
بوب إيجار عمل مع شركة ديزني العملاقة لفترة دامت حوالي 3 عقود، وشغل منصب المدير التنفيذي لأكثر من 14 عامًا. خلال هذه الفترة حقق العديد من الإنجازات، ومن بينها المشاركة في تعزيز نمو أحد أكبر شركات الإعلام والترفيه في العالم. ورغم كل هذا النجاح الكبير قرر بوب إيجار التنحي وترك منصبه كرئيس تنفيذي للمجموعة، ليعطي درسا جديدا في القيادة. فلماذا أقدم إيجار على هذه الخطوة؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في هذا التقرير من خلال تسليط الضوء على شخصية بوب إيجار.
أكثر الرجال تأثيرًا
يُعرف عن بوب إيجار أنه أحد أكثر رجال الأعمال والقادة تأثيرًا في العالم، وحصل على لقب رجل أعمال العام في عدة مجلات مرموقة منها مجلة التايم في عام 2019.
وُلد روبرت إلين إيجار في بروكلين، نيويورك، وعاش مع عائلته في منزل صغير في نيويورك. وقال في مقابلة إعلامية سابقة إنه كان طالبًا عاديًا ينتمي إلى الطبقة المتوسطة.
بدأ بوب إيجار مسيرته المهنية في عالم الفنون والترفيه في عام 1974 في استديو في إيه بي سي، وتحدث في كتاب مذكراته الذي حمل اسم «The Ride of a Lifetime» عن التحول الكبير الذي حدث في حياته، فبعد أن كان يحصل على 150 دولارا شهريًا وصل راتبه إلى 60 مليون دولار في العام بعد إدارته لشركة ديزني.
قال إيجار في كتابه إنه حصل على أول وظيفة له في إي بي سي بسبب عمه، والذي كان يخضع لعملية جراحية في عينه في أحد المستشفيات، ولحسن الحظ كان في الغرفة المجاورة لغرفة عمه مسؤول تنفيذي كبير في الشبكة الإعلامية، وعرض على إيجار وظيفة.
منذ تولي إيجار إدارة شركة ديزني في أكتوبر 2005 ارتفع سهم الشركة بنسبة 492 %، ما ساعده هو أيضًا على تحقيق ثروة طائلة، قدّرت مجلة فوربس القيمة الصافية لثروته بحوالي 690 مليون دولار.
الرحيل بعد بلوغ القمة
في البداية، دعونا نعترف بأن قلة قليلة من القادة يغادرون مناصبهم بعد الوصول إلى القمة، ويرجع ذلك إلى افتقارهم إلى الوعي الذاتي الذي يساعدهم على إدراك أنهم لن يستطيعوا الحفاظ على هذا النجاح إلى الأبد، وهو ما أدركه جيدا بوب إيجار.
يعتقد العديد من القادة أن نجاحهم سوف يدوم للأبد، لذلك تجدهم يتمسكون بمناصبهم لأطول فترة ممكنة، لكن مع الأسف يجدون أنفسهم مضطرين للتخلي عن المنصب بعد خفوت نجمهم، وفقدان بريقهم، وهو ما لم يقبل به بوب إيجار.
البحث عن قائد جديد
في حقيقة الأمر، تكون عملية البحث عن القائد الجديد أو المُقبل من أكبر المخاطر التي تُقدم عليها إدارات المؤسسات والشركات، لاسيما إذا كان المدير الحالي يتحلى بمهارات قيادية ساعدت المؤسسة على الوصول إلى القمة، وتحقيق الكثير من أهدافها المنشودة.
وهو ما يجعل تحرك بوب إيجار درسا لكل رواد الأعمال ورجال الأعمال الشباب في كل مكان، ففي مرحلة ما يدرك القائد الكُفء أنه أنجز كل شيء، ولن يستطيع تقديم المزيد لنفسه أو للمكان الذي يعمل فيه، ومن هنا يساعد الإدارة على العثور على شخص آخر يخلفه ويتسلم مهامه.
نجح إيجار في تحويل أحلامه إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع، وعمل على تعزيز مكانة الشركة في سوق الترفيه والإعلام وفق رؤية مُحددة. وخلال العمل على تحقيق ما يريد، عرف كيف يوزع المهام والعمليات الإدارية على باقي الموظفين، كي يحظى بفرصة للإبداع والابتكار. يتطلب الأمر قدرا كبيرا من الوعي بالذات، كي تُدرك أنه في بعض الأحيان ليس عليك القيام بكل المهام، ولكن تنفيذ شيء واحد على أكمل وجه.