كيف تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي لإقناعك بالشراء؟
يقول عساف باكيو، أحد مؤسسي شركة بيرسادو شركة ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات على كتابة الإعلانات، إن أهم عناصر نجاح التسويق هو الاستماع المستمر إلى ما يريده المستهلكون، ومعرفة ما يجذبهم إلى الشراء، إلا أن استخدام موظفين بشر للقيام بذلك سوف يكون مُكلفًا! وهو ما دعا شركة بيرسادو لإنشاء برامج تكنولوجية تحدد أفضل الأساليب لجذب المشترين، وبناءً عليه تقترح رسائل إعلانية مُصممة خصيصًا لجذب الجمهور المُستهدف.
نتعرف في هذا التقرير على الطرق التي تقوم بها شركات الذكاء الصناعي لجذب العملاء، وذلك من خلال التعرف على استراتيجيات شركة بيرسادو.
معرفة غرائز العملاء
تعتمد بيرسادو على نشر إعلانات مُصممة بناءً على بيانات، لجعلها أكثر فعالية. ويأمل العاملون في التسويق أن تساعد تكنولوجيا مثل بيرسادو على تحسين اللغة الإعلانية، وتصميم إعلانات أكثر جذبًا، وهي المهمة التي لا يزال البشر يقومون بها بالاعتماد على غرائزهم وملاحظاتهم.
ومنذ تأسيسها عام 2012، عملت بيرسادو مع عدة شركات كبرى من ضمنها ديل، ستابلس، أمريكان كسبرس، وفي يوليو أعلنت الشركة عن عقد صفقة لمدة خمسة أعوام مع شركة جي. بي مورجان تشايس والتي تهدف إلى تحسين الحملات الإعلانية والشات بوتس، كما أنها تستطيع معرفة أفضل طريقة للتأثير على العملاء الأقل ذكاءً وأقل ثقة.
منافسة شركات كبرى
تنافس بيرسادو مجموعة من الشركات الأخرى في مجال كتابة الإعلانات، خاصة مع تركيز بعض الشركات الناشئة الأخرى على تقنيات مشابهة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجذب المزيد من المستهلكين، وتحديد أفضل السبل لإقناعهم باتخاذ إجراءات شرائية، كذلك تستخدم بعض الشركات الكبرى مثل فيسبوك وجوجل تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل استهداف الجمهور.
لكن على عكس الشركات الكبرى التي تعمل على تعقب مستخدميها، تقول بيرسادو إن التقنيات التي تعتمد عليها لا تتعقب العملاء، لكنها تستخدم بيانات مُحددة وبعض النتائج البحثية لتوجيه آلات الذكاء الاصطناعي لإعداد محتوى إعلاني يجذبهم.
الآلات لا تعمل بمفردها
حتى الآن، لا تستطيع بيرسادو الاستغناء التام عن المسؤولين عن صنع المحتوى من البشر، إذ تعتمد على البرامج والتقنيات التكنولوجية من أجل إعداد رسائل إعلانية أفضل، تساعد كتّاب المحتوى على الوصول إلى أفضل الطرق لاستهداف الجمهور.
يقال باكيو، إن الآلات لا تعمل بمفردها، كل شيء يمر على البشر. وأوضح أن الشركة تعمل عن طريق تقسيم الإعلانات التي يصممها المعلنون البشر إلى عناصر رئيسية مثل التخطيط والصور واللغة، وتستخدم كل البيانات للتوصل إلى أفضل طرق لجذب المستهلكين.
موافقة بشرية
وفي الوقت نفسه، يركز عدد متزايد من الخبراء على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ويوجد عدة معايير مشتركة بدأت في الظهور في الآونة الأخيرة، والتي من ضمنها إيضاح تواصل العملاء مع روبوتات، وكذلك يجب أن تكون لدى الشركات مجالس للأخلاقيات تستعرض التأثير الاجتماعي لما تتوصل إليها الروبوتات والماكينات.
ما يعني أن الشركة لا تنشر الإعلانات التي تنتجها إلا بعد موافقة بشرية عليها، وذلك للتأكد من فعالية الرسالة، والتأكد من لغتها، والعمل على تقديمها في أفضل صورة. يقول باكيو إن حوالي 60 % من التحسينات التي تقوم بها الشركة تعمل على نشر إعلانات تخاطب مشاعر الجماهير.
حسب بكايو فإن المراقبة البشرية المصحوبة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تساعد على توجيه العملاء وإبعادهم عن قرارات الشراء السلبية، ويقول: "في معظم الحالات نبعدهم عن رسائل تكتيكية للغاية تنقل لهم مشاعر مثل الإلحاح والقلق والذنب، ونحولهم إلى أشياء أكثر إثارة ترسل لهم مشاعر إنجاز، امتنان، علاقات قوية، ما يحمسهم على الشراء".
مخاوف أخلاقية
مع ذلك، أعرب وليام وانج، مدير مركز التعلم الآلي في جامعة كاليفورنيا في سانتا بربارا، عن تشككه من إنتاج الروبوتات إعلانات ذات محتوى أخلاقي، وقال: "يوجد بعض المخاوف الأخلاقية بالتأكيد، لذلك على الشركات التي تعتمد على هذه التقنيات أن تكون حذرة للغاية أثناء استخدامها".
حسب وانج، فإن الأنظمة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل وفق نظام مُحدد ولكن ليس لديها ضوابط أخلاقية متأصلة، مع ذلك أكد وانج أن هناك فوائد اجتماعية للاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لاسيما ما يتعلق بخدمة العملاء، والتي قد تتم من خلال شات بوتس مؤتمنة.
توقع باكيو أن تنتشر برامج مشابهة لتلك التي تقدمها بيرسادو على نطاق واسع في مرحلة ما، فيما أكد أن هناك بعض الضوابط القانونية التي تنطبق على جميع الإعلانات، والتي تحرص الشركة الاعتماد عليها.
كيف تستفيد الشركات الصغيرة من الذكاء الاصطناعي؟
تعرف الشركات الكبيرة كيف تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما أنها تملك الموارد المالية لتأمين تنفيذ ذلك، لكن ماذا عن الشركات الصغيرة؟
لحسن الحظ يمكن للشركات الصغيرة أيضًا الاستفادة من هذا المجال والاتجاه المتنامي في التقنية، عبر برمجة تطبيق صغير (بوت)، قادر على التعلم وتحليل بيانات العملاء الصغار، والتصرف بذكاء وبشكل مستقل بناء على ما يجمع من بيانات.
يشرح ذلك موقع شركة مايكروسوفت الشهيرة، باستخدام مثال بسيط، إذ يقول: تخيل أنك تملك محلاً لبيع الزهور، وأن لديك موقعًا إلكترونيًا خاصًا بالمحل، فكيف يفيدك هذا البوت؟
إذا بحث أحد العملاء عن موقعك الإلكتروني بكلمات مثل، «الزهور الحمراء»، يمكنك تعليم الموقع كيفية الاستجابة لهذا البحث، كأن يُظهر مثلا الورود، وزهور التوليب ونباتات الجربارة للعميل، وهكذا.