شعلة تشاؤم وطاقة سلبية.. دليلك للتعامل مع «الإرهابيين الساخرين»
يوجد مصطلح في الإدارة يُدعى «الإرهابيين الساخرين»، وهم فئة من الأشخاص يفترضون دائمًا الأسوأ، ويقضون على أي فكرة جديدة، يمكن وصفهم أنهم شعلة من الطاقة السلبية.. اهتم الباحثون والعلماء بهذه الفئة من الأشخاص وأجروا العديد من الدراسات التي تساعد زملاء الإرهابيين الساخرين على فهمهم ومعرفة لماذا يقدمون على هذه التصرفات، وكيف يمكن التعامل معهم، نستعرضها في الآتي:
العلاقة بين السخرية وعدم الاحترام
أجرى الباحثون أولجا ستافروفا ودانييل إلبراخت وكاثرين فوه ست دراسات لمعرفة الأسباب وراء تحول الأفراد إلى أشخاص ساخرين ومتشككين، وقالوا في ورقتهم البحثية إن السخرية وعدم الاحترام يغذيان بعضهما البعض.
عندما يشعر بعض الأشخاص أنهم لا يتلقون معاملة مُحترمة من الآخرين في محل عملهم، على سبيل المثال انفعال المدير على الموظف أمام باقي فريق العمل، أو في حالة عدم تحقق الوعود بالحصول على ترقية ما، أو عندما يتحدث زملاؤه عنه بصورة مُسيئة ويظلمون أو يدعون أنه قام بشيء غير حقيقي، هنا يبدأ هؤلاء الأشخاص في اتباع نمط ساخر في التعامل مع الآخرين، وينظرون إلى الأمور من منظور أكثر قتامة، والطريقة الوحيدة هنا للمضي قدمًا والتعامل مع غيرهم هي أنهم يصبحون شديدي الأنانية، ويتهكمون من كل شيء.
وسيلة لحماية أنفسهم
تصبح السخرية الوسيلة الوحيدة أمام هؤلاء الأشخاص لحماية أنفسهم، وبذلك يتسلحون بها مع الأنانية، ويبدأون في نسب الفضل لأنفسهم رغم مشاركة زملائهم في المشاريع والمهام، ويتوقفون عن مساعدة الغير، علاوة على أنهم يصبحون أكثر تشاؤمية ويعملون على تشويه الأفكار والأحلام في عقول زملائهم.
يعطلك عن العمل ولا يستجيب للتلميحات.. كيف تتعامل مع زميلك الثرثار؟
ما الطريقة المثلى للتعامل مع الساخرين؟
يوجد العديد من الخيارات في التعامل مع الإرهابيين الساخرين، أبسطها الابتعاد عنهم، ولكن هذا ليس خيارًا سهلاً أو متاحًا طوال الوقت، فربما يكون مديرك أو أحد زملائك في الفريق إرهابي ساخر، يتهكم من كل شيء ولا يتوقف عن سلوكه السيئ حتى ينشر طاقته السلبية في كل مكان.
إذا ما هي أفضل طريقة للتعامل مع هؤلاء الأشخاص؟
خلصهم من الشعور السلبي: يقترح الباحثون أن تحاول مساعدة هؤلاء الأشخاص على التغلب بشعورهم بعدم الاحترام، وأن تخلصهم من شعورهم السلبي والسيئ الذي يغذي قدرتهم على التحكم، ويدفعهم إلى أن يكونوا أكثر سخرية.
أعطهم ثقة في أنفسهم: أظهرت دراسة أجريت عام 2018 أن الحاصلين على شهادات جامعية، غالبًا ما يكونوا أقل عرضة لأن يكونوا شديدي التهكم والسخرية، حتى إذا كانوا قد عانوا من طفولة قاسية، أو مروا بتجارب سيئة في عمر مُبكر، وذلك لأن التعليم يساعد الناس على الشعور بثقة أكبر بشأن قدرتهم على النجاح والتغلب على مصاعب الحياة.
وإذا طبقنا هذا الكلام على بيئة العمل، فسوف نجد أن إعطاء فرصة للإرهابين الساخرين أن يتطوروا ويستفيدوا ويجنوا المزيد من الخبرات في محل عملهم، ربما يستطيعون ضبط مواقفهم، لأنهم سوف يصبحون أكثر قدرة على الثقة بأنفسهم.
تحدث إليهم: إذا كنت مديرا أو مسؤولا عن فريق به شخص إرهابي ساخر، فربما يتعين عليك التحدث إليه بصدق وشفافية وإخباره كيف يؤثر سلوكه التشاؤمي السيئ على زملائه والمحيطين به، ولكن يُنصح أن تجري هذا الحوار بطريقة مهنية، وأن تكون حريصًا في استخدام الألفاظ والعبارات كي لا تزيد شعوره بعدم الاحترام، وبالتالي تنتج عن المحادثة نتائج كارثية.
المزيد من المهام: يُنصح أن تحث الشخص المتهكم على القيام بالمزيد من المهام، أو تكلفه بواجبات وتحمله مسؤوليات تعزز شعوره بالاحترام تجاه ذاته، وتقضي على شعوره بالإهمال أو عدم الاحترام، وبالتدريج سوف يتمكن من ترويض نفسه والسيطرة على ما يصدر منه من سلوكيات سلبية.