من البداية للتجريد.. محطات مهمة في أزمة انفصال الأمير هاري وزوجته عن العائلة الملكية
تصدر الأمير هاري وزوجته الدوقة ميجان ماركل دوقا ساكس حديث وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع والصحف الإخبارية حول العالم، فلن تجد صحيفة أو موقعا إلكترونيا إلا وأفرد مساحة للحديث عن أزمة تخلي الأمير البريطاني وزوجته الممثلة العالمية وانفصالهما عن العائلة الملكية، معللين الأمر بالعمل من أجل تحقيق الاستقلال المالي لهما.
بداية الأزمة
فاجأ كل من الأمير هاري حفيد ملكة بريطانيا إليزابيث، وزوجته الممثلة الأمريكية الشهيرة ميجان ماركل بإعلانهما العزم على التخلي عن مهامهم في العائلة الملكية في بريطانيا وهما عضوان بارزان، وذلك من أجل تحقيق الاستقلال المالي لهما، حيث نشر هاري على إنستجرام يقول: " نعتزم في الوقت الحالي أن نقوم بموازنة بين وقتنا في المملكة البريطانية المتحدة وأمريكا الشمالية إلى جانب الاستمرار في الوفاء بواجبنا تجاه المملكة ودول رابطة الكومنولث".
وتابع: "من شأن تقسيم الوقت بين بريطانيا وأمريكا الشمالية سنتمكن من تنشئة ابننا وفقا للتقاليد الملكية التي ولد فيها، إلى جانب إتاحة مجال للتركيز لدى العائلة على الفصل التالي من حياتها"، لافتا إلى أنه سيدشن مؤسسة خيرية جديدة والعمل على أن يصبح هو وزوجته مستقلين ماليا.
طبيعة علاقة الأمير هاري بزوجته
في مايو من عام 2018، تزوج الأمير هاري من زوجته ميجان ماركل في مراسم زفاف باذخة ومرفهة في قلعة وندسور غرب لندن، وحصلا بعدها على لقبي دوق ودوقة ساكس، وقد أنجب الزوجان الطفل الأول لهما في في مايوم 2019، ليصبح اسمه آرتشي هاريسون ماونتباتن وندسور.
ويعد الأمير هاري السادس في تصنيف ولاية العرش البريطاني وقد انتشرت في الفترة السابقة بعض الشائعات على أن الأمير وزوجته يريدان الابتعاد عن الحياة العامة بعد عطلة استمرت 6 أسابيع لهما في كندا.
ومنذ زواج الممثلة الأمريكية بالأمير البريطاني الشاب قد حدث مجموعة من المشكلات التي كان طرفا فيها زوجته منها هجوم والدها الحاد عليها مما جعل الجمهور يهاجمها وسط الحديث في وسائل الإعلام أن ماركل تقاطع عائلتها بشدة وبالأخص شقيقتها ووالدها، حتى إنهم لم يحضروا حفل زفافها من الأمير هاري.
ولم يقتصر الأمر على ذلك حيث اتهمت ميجان بالقيام بتجديد محل إقامتها من حساب المال العام بقيمة 2 مليون و500 ألف جنيه إسترليني لتتعرض لهجوم حاد بعد انتشار الخبر، في حين وجهت لها انتقادات واسعة بالمبالغة وتعمد الظهور بملابس فخمة وغالية الثمن تصل إلى 500 ألف جنيه إسترليني للاطلالة الواحدة.
في حين اتهمت ماركل بأنها تخاطر بسمعة العائلة الملكية البريطانية وذلك بفعل حفلاتها الفاخرة في مانهاتن، في حين اتهمها مساعد الأميرة ديانا السابق بأنها ترتكب نفس أخطاء الأميرة ديانا وتخلط ما بين الحياة الرسمية والشخصية وتستغل انتماءها للعائلة الملكية البريطانية وتقوم برحلات غالية الثمن.
كل ذلك بالإضافة لمشكلاتها داخل القصر الملكي وتعاملها الحاد والعنيف مع أفراد القصر وطلباتها الكثيرة وترفع صوتها مع طاقم العمل مما ترتب عليه استقالة مساعدتها الشخصية، بجانب الاتهام بأنها المتسبب الأول في قرار الأمير هاري بالانفصال عن القصر الملكي والعيش منفردين في منزل بعيد عن العائلة الملكية.
تداعيات القرار
السؤال الذي طرحه الجميع بعد إعلان هاري زوجته عن قرارهما هو "هل سيفقد الاثنان لقبيهما؟"، ولكن الأمير البريطاني وزوجته قالا على موقعهما الإلكتروني أنهما سيتمكنان من الاحتفاظ بلقبيهما، وذلك ليس بالأمر الجديد على العائلة المالكة في بريطانيا حيث إن الاميرتين يوجيني وبياتربس لديهما وظائف وما زالتا تحتفظان باللقب الملكي.
وحول حقيقة أن القرار يتطلب موافقة الملكة ليدخل حيز التنفيذ، أكدت تقارير صحفية وإعلامية أن دائما ما اعتادات العائلة المالكة البريطانية التقدم بطلب للحصول على موافقة الملكة في الإجراءات الهامة، ولكن تجاهل الأمير هاري وزوجته ذلك ولم يتشاورا معه قبل الإعلان عن قراراهما، في سابقة لم تحدث من قبل، مما أشاع بعد ذلك أن هناك حالة من الإحباط الشديد في القصر الملكي جراء ذلك.
مصادر دخل الأمير هاري وميجان ماركل
تساءل البعض عن إمكانية عودة ميجان ماركل للتمثيل مرة أخرى عقب انفصالها هي وزوجها عن العائلة البريطانية المالكة، ولكن استرجعت وسائل الإعلام تصريحاتها الأولى في بداية زواجها عن أنها لن تعود إلى التثميل مرة أخرى، وأن كل اهتمامتها منصبة على العمل الخيري وتمكين المرأة، في حين بعد الانفصال يتوقع الجميع أن يحاول الأمير هاري أن يحصل على وظيفه في حال أراد الاستقلال المالي بجانب عمله الخيري.
يأتي ذلك في حين أن ترتيبات تمويل هاري وميجان السابقة كانت ترتبط بدفع 5% من نفقاتهما الرسمية من قبل المنحة السيادية والذي تقتطع من الحكومة في المملكة المتحدة، ولكن عقب قراراهما فإنها تنازلا عن تلك المنحة ليصبحا مستقلين ماليا، ولكنهما كشفا أنها سيستمران في تلقى الأموال من الأمير تشارلز والد هاري الذي يدفع 95% من مصاريفهم الشخصية والمهنية عن طريق المزرعة الخاصة التي يمتلكها، في حين أن الأمير هاري ورث ملايين الجنيهات الإسترلينية من والدته الراحلة الأميرة ديانا.
موقف الملكة إليزابيث من الانفصال
وعقب اعلانهما القرار تدخلت الملكة إليزابيث وعقدت معهما جلسة مشاورات، لتؤكد أن المشاورات كانت بناءة جدا، وأنها تدعم رغبة هاري ميجان في توفير حياة جديدة كأسرة شابة، على أن تكون هناك فترة انتقالية يقضي فيها الزوجان وقتهما مقسما بين كندا والمملكة المتحدة، مؤكدة انه سيتم اتخاذ عدد من الاجراءات في ذلك الشأن خلال الفترة القادمة.
ولكن خرجت بعض التقارير الإعلامية لتؤكد أن الملكة اليزابيث أعربت عن أسفها من انفصال الأمير هاري وزوجته عن العائلة الملكية، وأن ذلك يعني أنهما سيفقدان التمويل العام بعد انتقالهما إلى كندا لتكوين حياة جديدة، لافتة إلى أنها كانت تفضل بقاء هاري وزوجته داخل العائلة الملكية، ولكنها تؤيد وتتفهم رغبتهما في الاستقلال، ولكنهما سيظلان جزءا مهما من العائلة دوما.
غير مرحب بالزوجين في كندا
وفي تطور غريب للأحداث أكدت صحيفة حلوب آند ميل إحدى أكبر الصحف الكندية أن الأمير هاري وزوجته ميجان ماركل دوقا ساكس غير مرحب بهما في كندا، لافتة إلى أن كندا لن تكون منزلا انتقاليا لأفراد العائلة الملكية وبالأخص الذين يحاولون التنازل عن الواجبات مع الاستمرار في الحياة الملكية في الوقت ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كان الأمير هاري وزوجته أشخاصا عاديين لكان له موضع ترحيب في كندا، ولكن بعد إجرائه الأخير، الأمر أصبح معقدا، حيث إنه أصبح هناك مشكلة وفقا للدستور الكندي، رغم حب الشعب الكندي للعائلة الملكية وترحيب الكنديين بكل الطوائف والأديان والخلفيات إلا أن الوضع معقد وفق الدستور الكندي، ولكن لم تشر الصحيفة ما هو التعقيد على وجه التحديد.
حقيقة أزمة الأمير هاري وأخيه الأمير ويليام
تحدثت بعض وسائل الإعلام العالمية عن خلاف دب بين الأمير هاري من جهة وأخيه الأمير ويليام من الجهة الاخرى بعد قرار الأول بالانفصال عن العائلة الملكية وأن أخاه تفاجأ بالقرار، وتحدثت التقارير عن أن مصدرا مقربا من ويليام أكد شعوره بالحزن بعد قرار أخيه، قائلا: " طول حياتنا كنت ألف ذراعي حول آخر لكن الآن لا أستطيع القيام بذلك لقد أصبحنا كيانين منفصلين.. أشعر بالحزن بشأن القرار ولكني سأدعمه هذا كل ما أستطيع فعله وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نكون فيه متفقين جميعا على نفس الصفحة.
الظهور الأول لهاري في القصر الملكي عقب قراره
وظهر الأمير هاري أمس الخميس في أول مناسبة عامة بعد موافقة الملكة رسميا على رفبته بالتخلي عن واجباته الرسمية والانفصال عن العائلة المللكية، حيث يستضيف هاري عملية سحب قرعة مبارايات كأس العالم للرجبي التي تقام في عام 2020 الجاري وذلك في قصر بكنجيهام الملكي لتكون تلك المهمة الآخيرة له قبل أن يبدأ هو وزوجته الفترة الانتقالية للانفصال عن العائلة المالكة البريطانية.
كل ذلك يأتي في حين أن بعض الأمور الهامة أصبحت أكثر غموضا مثل الموقف المالي للزوجين وهل يستطيعان العيش في كندا بعد الحديث عن أزمة الدستور الكندي التي لم تظهر معالمها بعد والسؤال الأهم هو ما الصيغة التي سيتعامل بها الزوجان في المستقبل بين أفراد العائلة المالكة؟، كل تلك الأسئلة تنتظر الرد من جانب العائلة المالكة أو الأمير هاري وميجان ماركل بنفسها وستكشف عنها الأيام القادمة ولكن يبدو أن هاري وزوجته قد استعدا لتلك الخطوة جيدا ويملكان خططهما الخاصة الواضحة لهما.
تجريد هاري وزوجته من الألقاب الملكية
وعلى خطى ما حدث مع الأميرة ديانا، اتخذت الملكة إليزابيث، قرارًا حاسمًا عقب اجتماعها بحفيديها الأمير ويليام والأمير هاري ووالدهما الأمير تشارلز، وهو تجريدهما من الألقاب الملكية، وذلك على خلفية قرار الأمير هاري وزوجته ميجان ماركل بالتنحي عن واجبتهما الملكية.
وقبل ذلك قد تحدثت الملكة إليزابيث عن تفهمها التام لما يريده حفيدها وزوجته، وأبدت احترامها التام لرغبتهما في الابتعاد عن القصر الملكي، وبحسب بيان القصر فإن الزوجين سيعرفان فقط باسم هاري دوق ساسكس وميغان دوقة ساسكس، كما كان يطلق على الأميرة الراحلة ديانا بأميرة ويلز.
القرار لم ينته عند إعفائهما عن أي أعمال ملكية، ولكن لن يكون للأمير هاري وزوجته بعد تطبيق القرار نصيبًا في الأموال العامة، بالإضافة إلى أنهما مطالبين برد جميع الأموال التي تم إنفاقها على تجديد مقر سكنهما في لندن، وأن يبدآ حياة أخرى مستقلة، وأنهما لن يكونا عضوين عاملين في الأسرة الملكية بعد هذا اليوم.
لم يخل بيان القصر من الكلمات الحانية، والتى جاءت على لسان الملكة إليزابيث، وقالت فيها: «سيظل هاري وميغان و(ابنهما) آرتشي أفرادا يحظون بكثير من الحب في أسرتي».