فهد بن جابر الحارثي.. رحيل رائد التطوير في محراب التعليم بالمملكة
قائد حكيم، حمل على عاتقه دائمًا إضاءة الطريق أمام الطلاب والمعلمين؛ دأب طوال حياته على نشر العلم والحكمة في جميع أرجاء المملكة، إنه مدير تعليم الباحة الأسبق، الدكتور فهد جابر الحارثي ، رحمه الله، الذي وفاته المنية الجمعة الماضي، وأحبه السعوديون ورأوه معلمًا مغوارًا، وصاحب قرار حكيم.
حظي الراحل بالحب والتقدير الوافر من الجميع نتيجة علمه الغزير الذي نهل منه كثيرون، وكذلك حبه للوطن؛ الذي تمثل في رفع راية العلم عاليًا داخله، حيث اعتاد دائمًا نحت مبادئ وقيم وعشق التعليم داخل قلوب ووجدان الطلاب منذ نعومة أظافرهم.
منبر التعليم في الباحة
كان الدكتور فهد جابر الحارثي، منبرًا للتعليم في منطقة الباحة، وحمل على عاتقه تحسين أداء المعلمين، ليس هذا فحسب بل ربط جودة التعليم بالبيئة الاجتماعية والإدارية؛ فالتعليم دائمًا هو مصدر العمل الناجح، واستطاع إنجاز مهمته طوال 17 عامًا صنع فيها قيادات في الدولة.
ليس قائدًا تقليديًا
حتى تكون قائدًا حقيقيًا عليك أن لا تكون تقليديًا تقضي عملك بشكل تقليدي، تفني ساعات يومك في الوظيفة ثم الذهاب للمنزل، فالراحل فهد جابر الحارثي لم يكن على الإطلاق إداريًا تقليديًا، بل استطاع أن يكون محاربًا على أرض الواقع.
فقام الراحل بافتتاح مدارس عدة، وأضاف مزيدًا من اللمسات إليها؛ سواء في ما يخص الطلاب أو أبنية المدارس أو حتى نظم التعليم داخلها.
لم يكُن الراحل فهد جابر الحارثي، شخصية روتينية، بل تمتع بالذكاء والشخصية المهنية، بحسب شهادات التربويين والمعلمين الذي تتلمذوا على يديه، مؤكدين أن لديه من الفطنة والحكمة ما أهله إلى تقديم خطاب أكثر احترافية إلى المعلمين في منطقة الباحة والمملكة بأكملها.
مؤهلات الحارثي
الراحل الدكتور فهد جابر الحارثي، تخرج في دار التوحيد، وحصل على ليسانس من كلية الشريعة في مكة المكرمة عام 1968، وفي منتصف الستينيات عمل الحارثي معلمًا في مدارس الثغر النموذجية، ثم تم تعيينه مدرسًا في مدرسة الظفير بالباحة.
ثم تدرج لينتقل في أوائل السبعينيات الميلادية ليكون مدرسًا في مدرسة ثانوية الشاطئ في مدينة جدة، ومن ثم ترقى الحارثي ليصبح مديرًا للتعليم في منطقة الباحة في العام 1972، وفي عام 1988 أصبح الحارثي أستاذًا بكلية المعلمين في مكة المكرمة.
القيادة تُعزى أسرة الفقيد
الجدير بالذكر أن الدكتور فهد جابر الحارثي، كان رحل إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة الماضي، وتلقت أسرته العزاء من الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، ودعت قيادة المملكة المولى، عز وجل، أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ويكسنه فسيح جناته.
ووجهت أسرة الفقيد، شكرها وتقديرها باسم أسرة الحارثي، إلى خادم الحرمين وولي عهده، على تقديم سيادتهما، العزاء في فقيدهم، واصفين الأمر بأنه كان له أثر كبير في تخفيف حدة المصاب عليهم، سائلين الله عز وجل أن يثيب خادم الحرمين وولي عهده، خير الجزاء، ويكتب لهما أجرًا عظيمًا، وأن يحفظهما للوطن.