فريق إكسبو 2020 يكشف حصريا لـ"الرجل" عن أهمية المعرض والتوقعات منه
تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة العام المقبل، معرض إكسبو 2020 دبي، الحدث الأروع في العالم الذي سيقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منذ انطلاقه قبل أكثر من 150 عامًا، لتكون إمارة دبي أول مدينة عربية تشهد مثل هذا الحدث الدولي.
ولأن هذه أول استضافة عربية لهذا الحدث الضخم، فإن هذه النسخة من "إكسبو الدولي" ستكون استثنائية، وستعيد اكتشاف روح الثقافة الضاربة جذورها بعمق في التاريخ العربي، لتقدمها في صورتها العصرية التي تحفظ أصالة الماضي، وتستعرض إنجازات الحاضر، وتستشرف آفاق المستقبل.
حاكم دبي يُعلن إطلاق نسخة استثنائية من القمة العالمية الحكومات في إكسبو 2020
وروح "إكسبو الدولي" ليست وافدة إلى العالم العربي؛ ففكرة المحفل الذي يجمع الشعوب ويلتقي فيه المبدعون والمبتكرون والمفكرون لاستعراض المنجزات، واستشراف آفاق المستقبل، والسعي لمعالجة التحديات المعاصرة، وتبادل المعرفة والعلم، نشأت في التاريخ العربي قبل ظهور الإسلام.
وأبرز تلك المحافل كانت الأسواق الموسمية الشهيرة مثل سوق عكاظ، الذي كان مقصدًا لشعراء ووجهاء العرب وتجارهم.
وبينما تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة، لجمع ممثلين من أكثر من 190 بلدًا في إكسبو 2020 دبي، الذي يتوقع أن يشهد نحو 25 مليون زيارة على مدى ستة أشهر، فإن ملامح عربية أصيلة - بينها عرض أوبرا باللغة العربية؛ سترتسم في الحدث الأضخم في العالم، للتذكير بإرث الحضارة العربية التي أنارت العالم لقرون طويلة.
وقالت الدكتورة عزة أبو النجا، أستاذ الأدب العربي بكلية البنات جامعة عين شمس في القاهرة، إن سوق عكاظ "كان محفلًا ثقافيًا شاملًا يأتيه الشعراء والوجهاء من كل حدب وصوب".
وأضافت أن هذه الفكرة، امتدت إلى عصور لاحقة، مشيرة إلى أن "مدينة البصرة كانت في العصر الأموي حاضنة لسوق المربد، الذي شكّل تطورًا لفكرة أسواق ما قبل الإسلام، حتى إن البعض وصفوه بأنه عكاظ المسلمين، وقد كان المربد مقصدًا للكثير من العلماء والمفكرين والمبدعين في ذلك الوقت".
وأوضحت "أبو النجا"، أن الاهتمام بالعلوم والفنون والإبداع في العصر العباسي أسفر عن تأسيس بيت الحكمة، الذي صار مقصدًا عالميًا للمفكرين والعلماء والأدباء والمبدعين، وهو ما خلق نهضة عربية شاملة في ذلك الوقت، حتى إنه سُمّي العصر الذهبي للإسلام.
من جانبها، قالت الدكتورة حياة شمس الدين، نائب الرئيس لشؤون الفن والثقافة في إكسبو 2020 دبي، إن "سعي دولة الإمارات لاستضافة إكسبو الدولي للمرة الأولى في العالم العربي وفي منطقة أفريقيا وجنوب آسيا، كان انطلاقًا من إيمان راسخ بأهمية الحركة العلمية والثقافية في تحقيق نهضة الشعوب والانفتاح على العالم.
وأكدت "لدينا حضارة عربية ضاربة بجذورها في التاريخ، وسيكون إكسبو 2020 دبي إعادة اكتشاف تلك الحضارة، وروح إكسبو الدولي الموجودة في تاريخنا العربي القديم؛ لذا فإن إكسبو 2020 دبي سيكون إكسبو دوليًا بروح ونكهة عربية".
وأضافت سيقام إكسبو 2020 دبي بين 20 أكتوبر 2020 و10 أبريل 2021 بحضور أكثر من 200 جهة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الدول والمنظمات المتعددة الأطراف والشركات العالمية والمؤسسات الأكاديمية.
ويتوقع أن يشكل الزوار من خارج دولة الإمارات، 70 في المائة من إجمالي زوار إكسبو 2020 دبي، وهي النسبة الأعلى للزوار من خارج الدولة المنظمة في تاريخ إكسبو الدولي.
ويضم موقع إكسبو ثلاث مناطق موضوعات فرعية هي الفرص والتنقل والاستدامة، وتضم أجنحة الدول المشاركة وتستعرض فيها العمارة والثقافة والابتكارات والمعروضات.
وتستقيم استضافة دبي لحدث بحجم إكسبو 2020 في حدث سيجعل الإمارات محط أنظار العالم مع ما توليه دولة الإمارات العربية المتحدة من اهتمام بالعلوم والثقافة.
وقد أُطلقت مبادرات كثيرة تهدف إلى تعزيز المعرفة في البلاد وفي العالم العربي، ومنها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ودبي للثقافة، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ومكتبة محمد بن راشد، وهي الأكبر في العالم العربي، باستثمارات قدرها مليار دولار على مساحة تتجاوز المليون قدم مكعبة، لتضم 4.5 مليون كتاب.
وتنسجم استضافة إكسبو 2020 دبي مع سعي دبي للتحول إلى منارة ثقافية تجمع شعوب العالم، وتتوج تلك المساعي.
وسيشهد إكسبو 2020 دبي مشاركة متميزة من جانب عدد كبير من المنظمات الدولية، وعلى وجه الخصوص جامعة الدولة العربية التي ستشارك بصفة رسمية، وسيكون لها جناح مستقل للمرة الأولى في تاريخ الحدث الدولي.
وسيستعرض جناح جامعة الدول العربية الكثير من قصص النجاح والمحطات الفارقة في التاريخ العربي القديم والحديث، فضلًا عن أنه سيناقش تحديات الحاضر وملامح المستقبل.
وسيكون جناح دولة الإمارات الأكبر بين أجنحة الدول في إكسبو 2020 دبي، وسيعبر عن آفاق الانطلاق إلى المستقبل الرحب في العالم العربي. فقد صُمم جناح دولة الإمارات العربية المتحدة على شكل صقر محلّق، وسيحكي الجناح قصة الدولة بوصفها مركزًا متصلًا بالعالم، وسيحكي عن رؤية قيادتها بإقامة مجتمع سلمي تقدمي لديه خطط طموح للمستقبل.
وسيحقق إكسبو أثرًا اقتصاديًا وإرثًا ثقافيًا مستدامًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد ذكرت دراسة صدرت عن "إرنست آند يونغ"، أن الاستضافة ستقدم إسهامًا في الاقتصاد الإماراتي قدره 122.6 مليار درهم حتى عام 2031، فضلًا عن أنها ستخلق 49 ألفًا و700 فرصة عمل سنويا.
وبعد افتتاح فعاليات إكسبو 2020 دبي، سيتحول الموقع إلى مجتمع متكامل بأعلى المعايير العالمية تحت مسمى "دستركت 2020"، وسوف يتم الحفاظ على 80 في المائة على الأقل من أبنية إكسبو 2020 دبي.
هو امتداد لإرث حضاري ثقافي عريق في المنطقة العربية التي عُرفت على مر الزمان باحتضان تجمعات كبرى لا يزال بعضها قائمًا حتى اليوم. وفي استضافة دبي لإكسبو 2020 وصل لماضٍ عريق بحاضر مبشر ومستقبل مشرق.