عائلة علي المجدوعي التجارية: من 5 ريالات في اليوم إلى واحدة من كبرى الشركات في الخليج العربي
• مؤسّس العائلة علي المجدوعي عمل في "أرامكو" في قسم حركة البضائع بخمسة ريالات يومياً.
• مع طفرة سبعينات القرن الماضي انطلقت وبعد 5 سنوات امتلكت 35 مقطورة.
• بدأت بمجال النقل ثم توسعت في العقار ووكالات السيارات والشركات المالية.
• خادم الحرمين الشريفين كرّم المؤسس علي المجدوعي لجهوده في أعمال الخير.
• زيارة وفد كوري أسهمت في حصول العائلة على وكالة "هيواندي" في المنقطة الشرقية.
• الشركة لديها حالياً 6 آلاف موظف في جميع أنحاء المملكة ودول التعاون الخليجي.
• التعليم العالي والخبرة في شركة متعددة الجنسيات.. شرطا انضمام الجيل الجديد من العائلة.
• مؤسسة المجدوعي الخيرية نفذت 257 مشروعاً.. استفاد منها 88 ألف شخص.
• تطوّر الشركة نوّلها جائزة أفضل وكيل لسيارات "هيونداي" في العالم عام 2010.
الشيخ علي المجدوعي
يعود الفضل في تأسيس عائلة المجدوعي التجارية السعودية، إلى عميد الأسرة علي المجدوعي الذي تنقل بين المدن السعودية وعاش ظروفاً قاسية، كابد علي المجدوعي خلالها شظف العيش، وعمل علي المجدوعي مقابل 5 ريالات في اليوم، ليتمكن من وضع حجر الأساس في مسيرة العائلة التجارية.
برز اسم العائلة في سبعينات القرن الماضي، وكانت من أوائل شركات النقل البري في المملكة، وتوسعت أعمالها، لتشمل النقل القاري والنقل الثقيل وخدمات التوزيع، كما امتد نشاطها الجغرافي إلى كل الدول الخليجية، والكثير من الدول العربية والشرق أوسطية، ثم تمكنت من دخول مجالات أخرى جديدة، كالعقار ووكالات السيارات والشركات المالية وغيرها.
واليوم تعدّ مؤسسة المجدوعي التجارية، شركة رائدة في المنطقة بمجال الإمداد والتوريدات وإدارة المشروعات، وتقديم الخدمات اللوجستية والتوزيع والنقل والتخليص الجمركي والشحن، والنقل الثقيل والتخزين، وتوزيع سيارات "هيونداي"، وأنشطة في صناعة الصلب والأغذية والعقارات والاستثمار. يعمل حالياً فيها نحو 6 آلاف موظف، في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي.
بدايات عائلة المجدوعي وقصة التأسيس
يرتبط تاريخ العائلة التجارية باسم المؤسس وعميد الأسرة الشيخ علي المجدوعي، المولود عام 1940 في قرية دار الجبل، جنوب غربي المملكة، وقد أنجب أربعة أبناء هم: عبد الله ويوسف وإبراهيم ومحمد.
يكشف الشيخ علي المجدوعي، في أحد لقاءاته الصحفية، بأنه عاش طفولة قاسية، ما أجبره على عدم التعلّم، بسبب التنقل، فقد انتقل في بداية حياته إلى القنفذة مع والده، يرحمه الله.
وعن تلك المرحلة يقول الشيخ علي المجدوعي "مكثت مع والدي سنة في منطقة القنفذة، كانت ميناء بحرياً تنتشر فيه الأمراض والأوبئة، ولخوفه عليّ أعادني إلى مسقط رأسي الديرة، ومع الأسف الشديد، أن والدي لم يستطع أن يترك القنفذة لارتباطه بدكان "بقالة" هناك، ولكنه لم يسلم مما خاف عليّ منه، حيث أحضروه بعد بضعة أشهر، محمولاً على فرس، مصاباً بمرض البلهارسيا".
ويتابع "بعد عودتي للديرة مكثت أشهراً، ثم سافرت إلى جدة، وهناك عملت في محل صغير للمواد الغذائية، في باب مكة بضعة أشهر، ثم عملت بعدها في محل بيع الفاكهة أشهراً كذلك".
بعدها غادر جدة متوجاً إلى الرياض، مع والده، ومكث فيها أياماً عدة، ولم يكن يملك حتى أجرة القطار، كان ذلك في رجب عام 1372هـ، وتابع إلى الظهران، وحصل على وظيفة في قسم حركة البضائع براتب خمسة ريالات يومياً، بعد معاناة مع قسم التوظيف.
وعن تجربته في الوظيفة يقول "كان هناك اهتمام بالغ في "أرامكو" بمن هم في سنّي، حيث يقسم وقت العمل إلى جزأين، كل جزء أربع ساعات، وتكون الأربع الأولى للعمل، والثانية للدراسة. كما كانوا يفرضون علينا أن ندرس ساعتين بعد الدوام. وبقيت في "أرامكوا" سنتين استفدت فائدة ًكبيرة وبعدها فُصلت".
ويتابع المجدوعي "ذهبت إلى سكة الحديد، وبفضل الله، ثم بحرصي على عملي ترفّعت، وأصبحت في مدة قصيرة مأمور ساحة "أرامكو"، ومسؤولاً عن وارداتها من البضائع. ثمّ رُقّيت إلى مكتب قسم المنافسة مساعداً لمدير القسم، حيث عملت فيه قرابة أربع سنوات. ثم نقلت إلى الميناء البحري وقد اشتريت سيارة "أجرة"، وكنت أركب القطار إلى الميناء، بعد ترك السيارة في الموقف. وعند عودتي أحمل الركاب. بعد مدة حصلت لي في عملي من مضايقات من بعض زملائي، فقررت الاستقالة، والتوجه إلى العمل الخاص الحر".
بداية واعدة
هجر عميد الأسرة علي المجدوعي، الوظيفة إلى غير رجعة، وبدأ إجراءات الحصول على رخصة تخليص جمركي.
ويروي الشيخ علي المجدوعي تجربة البدايات في طريق العمل الخاص قائلاً "كان كفيلي الشيخ سعيد غدران، وبدأت العمل، وفتحت مكتباً للتخليص الجمركي والنقليات. وبدأ الخير يزداد، وحوّل التجار معاملاتهم إلينا، مثل الجفالي والزاهد للسيارات، والزاهد للتراكتورات، وبقشان للكفرات، وبقشان للمعدات، وكثير من تجار الشرقية والرياض. وتوسعنا في عملية النقل البري".
وتحدث الشيخ المجدوعي عن أنه في سبعينات القرن الماضي الميلادية، بدأت طفرة المشاريع التنموية، ووصل عدد المقطورات التي تملكها العائلة إلى خمس وثلاثين مقطورة (تريلر), وكان المجدوعي يعمل مع شركة الأنابيب الكويتية، لنقل أنابيب تصنّع في الكويت، ونقل الكثير من احتياجات شركة "أرامكو".
أفضل وكيل لـ"هيواندي" في العالم
أما قصة دخول العائلة في تجارة السيارات، فتعود إلى بداية الثمانينات، ويقول المجدوعي "كان هناك وفد كوري زائر للمنطقة الشرقية في المملكة، ويبحث عن شركة يوقع معها اتفاقية وكالة "هيواندي"، وكانت شركة المجدوعي أحد المرشحين. وتمّ فعلاً الاتفاق مع الوفد الكوري، لتكون شركة المجدوعي للنقل، وكيلاً لهم في المنطقتين الشرقية والشمالية".
وتطوّرت الشركة، بعد ذلك، بشكل كبير، حتى حققت جائزة أفضل وكيل لسيارات هيونداي في العالم لعام 2010.
عبدالله علي المجدوعي.. الجيل الثاني تعليم وتخصّص
حضر الجيل الثاني من عائلة المجدوعي بشكل عاجل، فبعد أقل من 25 عاماً على التأسيس، دخل الجيل الثاني للعمل، ووضع بصماته الخاصة في مسيرة الشركة العملاقة، حيث بدأ الشيخ عبدالله بن علي المجدوعي، العمل في الشركة عام 1986، وكان التعليم والتخصّص أهمّ ما ميّز الجيل الجديد.
فالشيخ عبدالله، هو من مواليد عام 1963، ولديه خمسة أبناء، ويحمل بكالوريوس إدارة صناعية، من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وماجستير إدارة أعمال، تخصص مالية من الجامعة نفسها. ويرأس حالياً مجموعة المجدوعي، ورئيس مجلس إدارة شركة المجدوعي و"بي إس سي هيفي ليفت" المحدودة البحرين، ورئيس مجلس إدارة شركة المجدوعي دي رايكه، ورئيس وعضو الكثير من مجالس الشركات الأخرى.
أما على الصعيد الاجتماعي، فهو عضو مجلس إدارة مدارس "شموع الأمل" للتربية الخاصة، وعضو المجلس البلدي بمدينة الدمام، وعضو لجنة أصدقاء الهلال الأحمر السعودي، في المنطقة الشرقية، وعضو مؤسس للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (بناء).
وفيما يتعلق بالعائلة، يقول عبدالله المجدوعي "أنشأنا مكتباً عائلياً يتعامل مع جميع الأمور العائلية، حيث يمكن للأبناء والبنات أن يطرحوا مشكلاتهم. بهذه الطريقة، لن يكون عليهم اللجوء إلى الشركة، بل يمكنهم استشارة وحدة منفصلة عنها؛ مكتب وُجد خصيصاً للاهتمام بكل تساؤلاتهم ومطالبهم واستفساراتهم، وإلا سيصبح الأمر مربكاً للموظفين الآخرين.
دستور انضمام الجيل الجديد
وعن كيفية انضمام الجيل الجديد من أفراد العائلة، إلى الشركة، والعمل فيها يقول المجدوعي في لقاء صحفي "اشترطنا في دستور شركتنا، أنه لكي ينضم أفراد العائلة إلى الشركة، عليهم الحصول على درجة علمية من جامعة مرموقة. كما يجب أن يكون لديهم خبرة ثلاث سنوات في شركة متعددة الجنسيات، قبل بدء العمل معنا. يجب أن يحاولوا بأنفسهم أولاً، لكن في حال عدم تمكنّهم من الحصول على عمل، ندعمهم بأن نجد لهم شركات جيدة ليعملوا فيها. ونوفر لهم، كذلك، تدريباً في فصل الصيف ينظمه مكتب العائلة، حيث يجب على الشباب من أفراد عائلتنا القيام بشيء في فصل الصيف".
ويضيف "لدينا أربعة برامج تدريبية، بحد أدنى، لمن التحق منهم بالجامعة، وحتى لهؤلاء الذين مازالوا يدرسون في الثانوية، أربعة برامج تدريبية مختلفة، تشمل إدارة الوقت والتخطيط والتركيز على تحديد نوعية العمل في المستقبل. نوضّح لهم بأن العمل في الشركة ليس لزاماً عليهم "عليك السعي وراء ما ترغب وما تحب". إذا كانوا يرغبون في أن يصبحوا طيارين أو أطباء، فكل ما يجب عليهم، هو المضي قدماً لتحقيق ذلك".
حضور لافت في العمل الخيري
بموازاة مسيرتها الاقتصادية الحافلة بالإنجازات، حققت عائلة المجدوعي التجارية، حضوراً لافتاً في المجتمع السعودي، عبر أعمالها الخيرية، حيث يعدّ الشيخ علي المجدوعي، من الشخصيات التي عرف عنها الأعمال الخيرية في كل مناطق المملكة، حيث تبرع بكلفة إنشاء مركز جديد لرعاية الأطفال المعوّقين في الباحة، بما يتجاوز 12 مليون ريـال. كما تبرع بمبلغ 26 مليوناً لجمعية "إكرام" لإنشاء قرية إكرام للمسنّين التي ستقام في مدينة بلجرشي بمنطقة الباحة.
وفي السياق نفسه، أسس الشيخ علي المجدوعي، "مؤسسة المجدوعي الخيرية"، لخدمة المجتمع، بترخيص وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، عام 2015، للإسهام في بناء منهجية مستقبلية مستدامة للعمل الخيري في المملكة، عبر وجود نموذج منح يركّز على تعميق الأثر الإيجابي على الفئات المستفيدة، وينقل المحتاجين من العوز إلى الاكتفاء، للمشاركة في علاج مشكلة الفقر، للوصول إلى تنمية مستدامة لمجتمعنا المحلي، حيث قامت المؤسسة بـ 257 مشروعاً، استفاد منها 88 ألفاً، منذ بدء تأسيس المؤسسة.
علي ابراهيم المجدوعي
تمثل "المجدوعي للوجستيات"، إحدى شركات مجموعة المجدوعي، التي تُعدّ أحد أضخم التكتلات التجارية في المملكة. وقد أسّس المجموعة عام 1965 الشيخ علي المجدوعي، لتكون شركة نقل بري، ثم ازدهرت أعمالها على مدار السنين، واتسع نطاق خدماتها، ليشمل الكثير من القطاعات والصناعات المتنوعة.
نبحث عن فرص جديدة
وتعمل مجموعة المجدوعي اليوم، في جميع أنحاء المملكة. كما تتمتع بحضور عالمي قوي، عبر شبكة مكاتب شريكة منتشرة في دول الخليج، وأمريكا الشمالية وأوروبا، والشرق الأقصى، والشرق الأوسط وإفريقيا. وتضم أكثر من 6 آلاف موظف، وتغطي أنشطة المجموعة الرئيسة قطاعات اللوجستيات والسيارات والغذاء، والخدمات المالية والتعليم والتصنيع، والعقارات والسياحة والسفر.
وتقدم المجموعة نفسها بالقول: نحن نبحث باستمرار عن فرص جديدة لتوسيع نطاق أنشطتنا، داخل المملكة وخارجها. كما نرصد معايير السوق بعناية، ونلتزم بالحفاظ على جودة خدماتنا ومنتجاتنا.