أخطاء كلاسيكية يقع فيها معظم القادة.. هكذا تتخطاها
كونك قائدا يعني أنك سوف تمر بالكثير من الأزمات وتعاني من مشاكل مختلفة، بعضها يرتبط بالموظفين أو فريق العمل الذي تتولى إدارته، ومشاكل أخرى مع مديرك أو الأشخاص الذين يتولون مناصب قيادية أكبر، علاوة على المشاكل التي تطرأ في العمل بصورة مفاجئة، ومشاكل مع العملاء وغيرها.
مشاكل العمل أمر طبيعي وضروري بالنظر إلى أننا لا نعيش في مدينة فاضلة، ولا أحد مثالي ولا يقدر أي شخص على منع حدوث الأزمات، ولكن في بعض الأحيان قد يدفع الشعور بالضغط الشديد أو التوتر بعض القادة إلى ارتكاب الأخطاء نفسها، وهي التي يمكن أن نطلق عليها الأخطاء الكلاسيكية.
تلك الأخطاء الكلاسيكية التي يقترفها الكثير من القادة بغض النظر عن الصناعة التي يعملون بها، قد تكون ناتجة عن الضغط كما أشرنا، أو ناتجة عن خوفه من فقدان السيطرة على الفريق، أو الظهور أمام الموظفين كإنسان ضعيف، وغيرها من الأسباب الأخرى.
وفيما يلي نستعرض مجموعة من الأخطاء الكلاسيكية التي يقع فيها القادة، ونُقدم لكم نصائح لكي تتمكنوا من الخروج منها وتجنبها فيما بعد.
الخطأ الأول: تقديم كل الإجابات
يميل الناس إلى البحث عن قائد عندما يقعون في مشاكل. ويشعر القائد بالضغط لأن لديه كل الإجابات، وعليه أن يقدمها إلى الموظفين طوال الوقت.
باعتبارك قائدا، فإن تقديمك الإجابات طوال الوقت سوف يؤثر سلباً على باقي فريق العمل، يمنعهم عن البحث والتحسين من أنفسهم والتطوير من مهاراتهم، كما أنه يغذي شعورك بالأنانية.
الخطأ الثاني: عدم الاعتراف بالخطأ
يحظى أي شخص يعمل في أي مجال على التكريم ويتلقى تعليقات بالإشادة عندما يفعل شيئا ما بطريقة صائبة، في المقابل فإن الاعتراف بارتكاب الخطأ لا ينتج عنه أي شيء سوى المزيد من الانتقادات السلبية، ويبدأ الناس في التعامل معنا باعتبارنا فاشلين.
القادة المتميزون غالباً ما يعترفون بأنهم ارتكبوا خطأ ما، ويقرون بأنهم لا يستطيعون فعل شيء ما بدقة تصل إلى 100 %، ويتقبلون الهزيمة ويتحملون مسؤولية أعمالهم.
الخطأ الثالث: محاولة إصلاح المشكلات بسرعة
إن الحاجة المُلحة لإنهاء المشكلات وعلاج الأزمات بسرعة شديدة من شأنها منع القادة عن تحديد الأسباب التي قادت إلى وقوع كارثة ما، وهو ما يمنعهم عن الحول دون تكرار حدوثها مرة أخرى.
اتباع القادة لهذا النهج السريع قد يُرضي القادة الأكبر منهم، ولكنه في الوقت نفسه لا يساعد على حل المشكلات، ولا يُنهي الأزمات، ونادراً ما تنتهي الأمور بطريقة جيدة. لذلك، إذا كنت قائدا فمن الضروري أن تعمل على حل المشكلات التي تواجهها مؤسستك بهدوء وحكمة، أن تحدد الأسباب الرئيسية التي أدت لها، وأن تعمل على اقتلاعها من جذورها.
8 مهارات لا بد منها لرئيس مجلس الإدارة.. الناجحون فقط يملكونها
الخطأ الرابع: الاكتفاء بالنقد الإيجابي
في الكثير من الأحيان يكتفي القادة بتقديم التقييم الإيجابي لفريق العمل، ويتجنبون التقييم السلبي المليء بالملاحظات السيئة حتى لا يتعرضوا لموقف مُحرج أو يواجهوا أزمة مع الموظفين. ولكن باعتبارك قائدا، فإنه من الضروري أن تتذكر دائماً أن النقد السلبي والملاحظات التي تقدمها للموظفين مهمة بنفس قدر وقيمة النقد السلبي.
يدرك القادة العظماء والناجحون أن الصراعات التي تقع بينهم وبين الموظفين أمر حتمي لا يمكن الفرار منه، أو تجاهله، لذلك عليك أن تواجه الموظفين بعيوبهم وتتحدث معهم بصراحة عن سلبياتهم، مع التأكيد أنك تفعل ذلك فقط حتى تساعدهم على تحقيق النجاح، والتطوير من أنفسهم.
المساواة في المعاملة هي مقاربتك في الإدارة؟ فكر مرتين فالأضرار فادحة
الخطأ الخامس: لا تعلم متى تستسلم
في كثير من الأحيان لا تتمكن من تحديد الوقت المناسب للاستسلام، وتعجز عن معرفة متى تتخلى عن مشروع بدأت العمل عليه منذ سنوات طوال. الاستسلام أو الاستقالة وترك الوظيفة التي تعمل فيها منذ سنوات طويلة يحتاج إلى قوة حقيقية.
يبذل القادة الفعالون أصحاب التأثير مجهوداً كبيراً حتى لا يدعوا الخوف يسيطر عليهم ويمنعهم من تحقيق المكاسب المحتملة.
إعلان الاستسلام أو التخلي عن مشروع ما أو الاستقالة وترك الوظيفة لا يعني بالضرورة أنك تفتقر إلى الشجاعة والذكاء، ولكنها أمور تؤكد أنك بارع في فن التخلي.
في بعض الأحيان قد يدفعنا الضغط إلى تحويل بعض نقاط القوة مثل المعرفة والمثابرة أو القدرة على حل المشكلات بسرعة إلى نقطة ضعف، لهذا السبب عليك أن تتحلى بالقوة وألا تدع القوة المفرطة تكون سبب فشلك.