هل تهوى النجاح؟ تعلم من قصة أغنى رجل أعمال في التاريخ
يعدّ جون روكفلر، من أهم رجال الأعمال وأبرزهم في القرن العشرين، ولو أن تصنيفاً لأغنى رجال الأعمال كان موجوداً آنذاك، لكان جون دافيسون روكفلر، قد تربع على رأس القائمة، فقد امتدت حياته لقرن من الزمن تقريباً، تمكن خلالها من اجتياز عقود من المنافسة في صناعة النفط التي أسهم في تأسيسها، حيث إنه جمع ثروة تقدر بأكثر من 900 مليون دولار ، عام 1913، ووضع الأسس الجوهرية لكبر ى المؤسسات الخيرية في أمريكا، كما أنه يعدّ من أغنى الأمريكيين على مرّ العصور، وأغنى رجل أعمال في التاريخ.
ولد جون وركفلر عام 1839، في مزرعة صغيرة في شمالي ولاية نيويورك، عمل في صغره مزارعاً ورجل أعمال وفناناً، وترعرع في المدينة الصناعية المزدهرة على ضفاف بحيرة إري، وتأثر بوالدته جداً وتعلم منها قيمة التوفير. عمل بأجر أربعة دولارات في الأسبوع، بعد أن أنهى دراسته الثانوية، ودراسة بعض الدورات في الأعمال بكلية فولسوم التجارية، وحصل من عمله على خبرة واسعة في المشاريع التجارية.
تمكن من جمع 1800دولار، بعد العمل بكل جدّ، واقتراض وتوفير الأموال لمدة ثلاث سنوات، وكانت رأس مال كافياً لافتتاح متجر للمواد الاستهلاكية عام 1859، بالتعاون مع موريس كلارك. وازدهرت أعماله بعد نشوب الحرب الأهلية عام 1861. كان روكفلر، يراقب رجال الأعمال في منطقة كليفلاند الذين يجمعون ثروات طائلة من تكرير النفط، وما لبث أن انخرط في هذه الحمّى.
كان روكفلر، من أوائل رجال الأعمال الذين أسسوا مصافي للنفط في كليفلاند، التي تقع في نهاية خطوط السكك الحديدية الخارجة من المناطق النفطية في بنسلفانيا، وكانت صناعة النفط في بداياتها، تعاني الفوضى وعدم التنظيم، إلى أن قفز إنتاج النفط الأمريكي من ألفي برميل عام 1859 إلى 450 ألفاً عام 1860، ثم حقق قفزة نوعية أخرى عام 1862، ليبلغ الانتاج ثلاثة ملايين برميل. ومع مرور كل سنة كانت ثروة روكفلر تنمو، حتى أواسط الستينات من القرن التاسع عشر ،حيث باشر العمل على تحقيق مصالح جديدة، وأعاد رسملة شركته وشراء شركات منافسيه.
وبحلول عام 1870، تمكن من تأسيس شركة "ستاندرد أويل كومباني أوف أوهايو"، وكان يمتلك جميع المصافي الموجودة في المنطقة التي يتخذ منها قاعدة لأعماله، وكان في طريقه إلى الاستحواذ على الصناعة النفطية بأكملها في البلاد.
ولقد أدرك في وقت مبكر أن تكرير النفط لن يضمن بقاء شركته، فقد كانت قدرات التكرير تفوق الطلب على منتجاتها.
ونظراً لعدم قدرته على التحكم في أسعار المواد الخام، بدأ يركز اهتماماته على كلفة السلع الصناعية التي يستطيع السيطرة عليها، ثم وظف بعضاً من رأسماله الذي أعيد استثماره في إنشاء خط لصناعة البراميل، ضمن ممتلكاته النفطية، ما ساعد على خفض سعر البرميل.
يُعزى نجاح شركة روكفلر ، إلى قيادته الاستثنائية واهتمامه الأسطوري بالتفاصيل. ثم بعد ذلك كرّس جزءاً كبيراً من بقية حياته للأعمال الخيرية، فقد موّل تأسيس جامعة شيكاغو، وأنشأ مؤسسة خيرية خاصة أنفقت ملايين الدولارات على التعليم والصحة في العالم، وغيرها الكثير.