ليس كما في هوليوود.. كيف يؤثر انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي على الحروب؟
صورت لنا أفلام السينما الأمريكية الشكل الذي ستصبح عليه الحرب في المستقبل بصورة مُثيرة وبراقة وشديدة الجاذبية، فلننظر مثلاً إلى فيلم The Terminator، أو فيلم The Matrix أو ما كانت عليه الأمور في أفلام ستار وورز "حرب النجوم".
ولكن في حقيقة الأمر، فإنه رغم التطور التقني وبدء انتشار الذكاء الاصطناعي إلا أن المعارك والحروب في المستقبل لن تكون في الصورة الرائعة التي تبدو عليها في هوليوود، ونأسف لتخييب توقعاتكم ولكنها سوف تكون أقل جاذبية بصورة واضحة.
الذكاء الاصطناعي يهدد عملك بالفعل.. ماذا عن وظيفتك المستقبلية؟
تغيير طريقة الحرب
على عكس أفلام الخيال العلمي التي تصور التكنولوجيا وتوظفها باعتبارها أداة حرب، إلا أن أدوات الذكاء الاصطناعي سوف تغير الطريقة التي تحدث بها الحرب، وليس طبيعة الحروب، وفي الوقت نفسه سوف تؤثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على كل جوانب القتال، من الحركة إلى الاتصالات، والخدمات اللوجستية، والمخابرات، والأسلحة، وحتى الأشخاص.
وحسب دراسة أُجريت العام الماضي استطلعت آراء 352 من خبراء التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، فإن الذكاء الاصطناعي يُحسن قدراته بسرعة فائقة، وبات من المؤكد أنه يمكن استخدامه في العديد من المجالات التي سيطر عليها الانسان منذ سنوات طويلة.
طبقاً للدراسة التي أجراها باحثون في جامعتي أوكسفورد البريطانية وييل الأمريكية فإن هناك احتمالا بنسبة 50 بالمائة بأن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري في جميع المجالات في غضون 45 عاما، كما من المتوقع أن يكون قادرا على تولي كل الوظائف البشرية في غضون 120 عاما. ولا تستبعد نتائج الدراسة أن يحدث ذلك قبل هذا التاريخ.
الذكاء الاصطناعي صداع في رأس الموظفين.. كيف يؤثر على مجال العمل؟
سباق التسلح التكنولوجي
سوف يكون السباق للحصول على تقنيات الذكاء الاصطناعي مُختلفاً عن سباق التسليح النووي أو العمل من أجل الحصول على قنبلة ذرية أو صواريخ عابرة للقارات أو الذخائر. ورغم أن بعض الجوانب سوف تكون متشابهة، وسوف تحاول بعض الدول أن تكون أول من يحصل على أحدث تطورات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها في تعزيز قدرتها على القتال، وسوف يتمثل ذلك في تحديث الخوارزميات، وتصحيحات البرامج، وما إلى ذلك.
بإمكان الجميع مراقبة السباق بين الولايات المتحدة والصين في مجال البحوث المتعلقة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وكانت تقارير إخبارية قد أفادت بأن الولايات المتحدة خصصت مليارات الدولارات من أجل إجراء أبحاث ودراسات في هذا المجال بغرض تسليح نفسها وحتى تكون على أهبة الاستعداد فيما يتعلق بالحروب التكنولوجية.
تعاون بين الحكومات وشركات التكنولوجية
إن الاختلاف البارز بين الذكاء الاصطناعي والابتكارات التكنولوجية السابقة يتمثل في أن الذكاء الاصطناعي تكراري وتدريجي. وحسب قانون نور فإنه من المتوقع أن يتضاعف عدد الترانزستورات على شريحة المعالج كل عامين في حين يبقى سعر الشريحة على حالة.
وأدت هذه الملاحظة إلى بدء عملية دمج السيليكون بالدوائر المتكاملة على يد شركة إنتل، مما ساهم في تنشيط الثورة التكنولوجية في شتى أنحاء العالم. وفي عام 2005، تنبأ الباحثون أن هذه النظرية من الممكن تطبيقها لعقد آخر من الزمان على الأقل. ونظراً إلى هذه العملية التكرارية والانطلاقة المستمرة في قدرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإنه من المتوقع يحدث طفرة كبيرة في مجال المقاتلات التكنولوجية، وقد تصبح الميجابايت أكثر أهمية من الميجا طن.
ومن أجل نجاح عملية إدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب، فإنه من الضروري تأمين خط للحصول على المشتريات من الحكومة. ومن أجل تمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي، فيجب أن تشارك شركات التكنولوجية المحلية مع المؤسسات الحكومية، وكذلك سوف يتعين على الحكومات إطلاق العنان لهذه الشركات والسماح لها بالابتكار وتوفير كل ما تحتاجه من بيانات ومعلومات.