تركمانستان الجنة المنسّية.. سحر لم يُكتشف بعد
تنتمي تركمانستان إلى ذلك الجزء الغامض من آسيا الوسطى التي تضم الكثير من المناظق المذهلة التي لم يتم اكتشافها حتى الآن، حيث تمتلك هذه الأرض القديمة الكثير من المناطق الطبيعية الساحرة وتتغنى بتاريخها العريق وتقاليدها الجميلة. تقع تركمانستان في جنوب وسط آسيا وتضم أراضيها صحراء كاراكوم لذلك يعتبر سكانها من الرعاة الرحل على الرغم من استقرار معظمهم في المدن منذ قرون، كما تشتهر البلاد بسجادها الناعم وخيولها الأصيلة، وتتمحور الرحلة إلى هذه البلاد حول التعرف إلى ناسها الطيبين الذين يشتهرون بكرم ضيافتهم.
تتألق العاصمة عشق آباد بأبنيتها الرخامية البيضاء وهندستها المعمارية الأنيقة، كما أنها تعد المركز العلمي والثقافي والصناعي للبلاد. اشتق اسمها من الحب لتكون المدينة ملاذاً لكل العشاق الذين يلقون أمنياتهم في نافورتها الشهيرة "Oguzkhan" التي تمتد على مساحة 15 هكتاراً وتضم أكبر نصب معماري لنجم "نجمة أوجوزخان" الذي يتربع على برج التلفزيون ويعد الأكبر في العالم حسب كتاب جينيس للأرقام القياسية.
تشمل معالم عشق أباد أيضاً "Path of Health" الذي يمتد بطول36 كم وعرض 5 أمتار على طول سفوح سلسلة "Kopetdag"، حيث يقوم جميع سكان المدينة بالسير يومياً على هذا الطريق للحفاظ على صحتهم. كانت معظم مدن البلاد تعتبر واحات على طول طريق الحرير، وتحتوي الكثير من المواقع الأثرية التي تعد الأغنى في العالم وأشهرها جونور ديبي في شرق البلاد الذي تم اكتشافه في عام 1972، ويرجح أن الموقع ينتمي لواحدة من الحضارات العظيمة في العالم القديم التي كانت تعبد النار.
وتعتبر زيارة بحيرة كوأتا من التجارب الفريدة من نوعها فهي تقع على بعد65 متراً تحت الأرض، يتم الدخول من أحد الكهوف الجميلة للنزول عبر السلالم إلى المياه الكريستالية الكبريتية الدافئة التي تبلغ درجة حرارتها 45 درجة مئوية، ويسمح للزوار بالسباحة تحت الأرض مقابل بعض الرسوم الرمزية.
يفصل بحر قزوين الذي يعد أكبر بحيرة في العالم بين أوروبا وآسيا، ويشكل الحدود الغربية التركمانية بساحل يبلغ طوله 1200 كيلومتر، تتميز شواطئ البحر التركمانية بالحجر الجيري الجميل، تطل مدينة تركمانباشي على البحر وتتزين بأكبر خليج على البحر وهو خليج كارا بوغاز جول الذي يعتبر بحيرة مغلقة، ولكنها تتصل بالبحر عبر مضيق صغير يبلغ عرضه أقل من 200 متر، ويطلق عليه أحياناً اسم "بحر الذهب الأبيض" لكونه يشتهر بإنتاج الميرابيليت ذي اللون الأبيض الذي يستخدم على نطاق واسع في الصناعات الكيميائية والصيدلانية.
توفر المدينة العديد من الحدائق الترفيهية التي يوجد فيها رابع أكبر عجلة فيريس في العالم، ويمكن القيام بالعديد من الأنشطة المائية الممتعة على شواطئها الأنيقة، كما يمكن زيارة بعض أقدم الجوامع في البلاد التي تتميز بهندستها المعمارية الجميلة، والاستماع إلى أساطير العصور القديمة التي تناقتلها الأجيال وحفظتها المتاحف المحلية.