هيئة للذكاء الاصطناعي في السعودية.. المملكة تستقل قطار المستقبل
أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، أمس الجمعة، أمرًا ملكيًا بـ إنشاء مركز وطني للذكاء وإدارة البيانات، وذلك بعضوية مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي على النحو الآتي: وزير الداخلية، ومستشار الأمن الوطني، ووزير التجارة والاستثمار، ووزير المالية، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزير الاقتصاد والتخطيط، ورئيس الاستخبارات العامة، ورئيس أمن الدولة.
وبحسب تقارير عالمية فإن دول العالم استطاعت جميعها إنتاج معلومات وبيانات في العام 2016 فقط ما يعادل إنتاج البشر منذ بداية الخليقة حتى عام 2015، مما يمثل طفرة توصل إليها العالم، واستطاعت الدول أن تتقدم خطوات سريعة نحو المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي وكافة التطبيقات الحديثة، بمقدار لم يكن أحد يتوقع التواصل إليه في عام واحد، وما زالت الدول تقدم كل ما هو جديد بشكل دوري في مجال الذكاء وإدارة البيانات.
الذكاء الاصطناعي في السعودية
اتفق العلماء على تعريف الذكاء الاصطناعي، على أنه الذكاء الذي تبديه الآلاف والبرامج، في إطار جهود محاكاة القدرات الذهنية لدي البشر، بالإضافة إلى أنماط أعمالها أيضًا، وذلك على سبيل المثال في التعلم، الاستنتاج وإبداء ردود فعل على برامج لم توضع في الآلة، ويتوقع بعض العلماء أن تتعدى تلك الآلات والحواسيب العملاقة التي تعمل بنمط الذكاء الاصطناعي أن تتعدى ما يمكن أن يقوم به البشر في جميع المجالات ما بين الأعوام 2020 وحتى 6060.
تقارير تكنولوجية عديدة، اتفقت على أن العالم الرقمي سوف يسجل رقما جديدا، حيث يصل حجمه في 2025 إلى 180 زيتابايت، ووظيفة تلك البيانات التي يصعب على البشر عدها بالطريقة العادية، أن تتحول إلى خدمات معرفية، ويمكنها أن تعاون جهود الذكاء الاصطناعي التالية.
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، تنبه للأمر وأهمية الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، منذ وقت طويل، ولكنه ذكره ذلك خلال خطاب قادة قمة مجموعة العشرين بدورتها الرابعة عشرة التي أقيمت في اليابان يونيو الماضي، وقال خلال الخطاب، إن العالم الآن يعيش بزمن الابتكارات العلمية والتقنيات الحديثة الغير مسبوقة، ويعيش أفاق من النمو غير محدودة، وأن تلك التقنيات الحديثة (الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء) وغيرها يمكنها أن تعود على العالم بفوائد ضخمة، وذلك إذا ما تم استخدامها بالشكل الأمثل.
مهام المركز الوطني للذكاء وإدارة البيانات
أهمية إنشاء مركز وطني للذكاء وإدارة البيانات، تمكن فيما يكنه الأمير محمد بن سلمان والقيادة في المملكة، لتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الحديثة وعملية إدارة البيانات، وإمكانية العمل المستمر على تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث من المقرر أن يرتبط المركز الجديد بشكل مباشر بمجلس الوزراء، وتكون معنية بشكل مباشر بكل التقنيات والمجالات التكنولوجية الحديثة، واستباق التكنولوجيا التي يعلن عنها دول العالم وتطبيقها في المملكة واعتبارها من أولويات التنمية في البلاد.
المركز الوطني للذكاء وإدارة البيانات، سوف يعمل في الأساس على التعاون مع جميع الأصول البيانية في السعودية، الإلكترونية منها والورقية أيضًا، لذا فإن مهامها تجعلها الجهة الوحيدة المسؤولة عن أجندة البيانات الوطنية، بما يفيد في فض تداخل الاختصاصات بين الجهات الأخرى كافة، ليس هذا فقط، بل من المقرر أن تستفيد الهيئة هذه من الممارسات التي تمت على مستوى العالم في إطار سعيها نحو معالجة التحديات في المملكة والخاصة بالذكاء الاصطناعي والبيانات بشكل عام.
استفادت دول العالم في قبل دخول العام 2020 بما قدره تريليون دولار، جراء العمل في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، سوف يكون جزءا من مهام الهيئة الجديدة، تحقيق الاستفادة القصوى من ذلك التحول الخرافي، من خلال قيادة المملكة نحو التطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات، ورفعها لتكون ضمن قائمة الاقتصادات القائمة على التكنولوجيا الحديثة.