لماذا يريد ريتشارد برانسون أن يكون رائد أعمال في عصرنا الحديث؟
هل من الأسهل أن تغدو رائد أعمال الآن عما كان عليه قبل عدة عقود؟ من الصعب إقناع رواد ورجال الأعمال اليوم بامكانية بدء عمل تجاري بدون مساعدة التكنولوجيا، في حين أن العديد من رجال الأعمال والمستثمرين الكبار الذين عاشوا في العقود الماضية تمكنوا من تحقيق نجاح مُنقطع النظير قبل انطلاق العصر الرقمي، خاصة وأنه التنافسية كانت أقل وبالتالي فرص النجاح كانت أكبر.
طُرح هذا السؤال على ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجن، والذي بدأ عمله في السبعينيات، قبل ظهور الهواتف المحمولة وانتشار شبكات الانترنت. يقول برانسون إن التكنولوجيا فتحت العديد من الأبواب، ومهدت عدة طرق كان من المستحيل الوصول إليها من قبل، ما يجعل فرص النجاح الآن أكبر من أي وقت مضى.
قال برانسون إن التكنولوجيا والتطور الرقمي الذي شهده العالم، قلل كثيرا من تكلفة بدء نشاط تجاري، كما أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي سهل على رواد الأعمال عملية التحضير والإعداد للإعلانات باهظة الثمن، لأنه بات بإمكانك الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين من خلال كبسة زر.
القيادة هذه الأيام
أشار برانسون إلى أنه أصبح من السهل الآن الحصول على تمويل لبدء عمل تجاري، حيث تساعدك الشركات الكُبرى وصناديق التمويل الجماعي على الحصول على المال الذي تريده من أجل تأسيس مشروع خاص بك، وتجنب المشاكل المادية التي كان يمر بها رجال الأعمال في السابق.
ورغم شراسة المنافسة، يعتقد برانسون أنه إذا كان لديك فكرة عن مشروع تجاري بإمكانه حل المشاكل وجعل حياة الناس أفضل، فإنه سوف يكون لديك فرصة جيدة للنجاح.
يعتبر برانسون أن أولئك الذين بدأوا العمل في قطاع التكنولوجيا قبل 30 عاماً شهدوا أعظم تغييرات وأكبر تأثير على حياتهم كرواد أعمال.
بدأ برانسون عمله خلال فترة المراهقة، ورغم معاناته في البداية من عسر القراءة وترك المدرسة عندما كان في الـ16 من عمره، وبعد فترة أسس عمله الخاص به، فأسس مجلة "الطلبة" وتمكن بعد عام من تأسيسها أن يجلب إليها المعلنين، ثم أسس مجموعة من الشركات تحولت فيما بعد لشركات فيرجن ميجا ستورز، وتقدر ثروته الآن بحوالي 5 مليارات دولار.
«ريتشارد برانسون» موّل أول مشاريعه التجارية بأقل من 2000 دولار.. فكيف فعل ذلك؟
تحديات ضخمة
طالما أراد أندرو بود أن يكون مُهندساً، وواصل عمله ودراسته حتى أصبح أحد رواد صناعة الاتصالات في أوروبا، كما أنه عضو مؤسس في فودافون إيطاليا.
في عام 1987، كان عضواً رئيسياً في الفريق المسؤول عن الهواتف المحمولة التي تعتمد على شبكات الانترنت اللاسلكية، والذي يوجد الآن في متحف العلوم في لندن، كما أنه أحد رواد الأعمال والمديرين التنفيذيين الناجحين.
وقال: "في ثمانينيات القرن الماضي، كان كل شيء في الهواتف المحمولة خاضعاً للتنظيم، وكانت هناك العديد من التحديات الكبرى التي تواجه العاملين في هذا المجال".
أما الآن، حسب بود فإن العمل في مجال الاتصالات وتصنيع الهواتف المحمولة وتأسيس شبكات الاتصالات أصبح أكثر سهولة، بالنظر إلى التطور التكنولوجي الكبير الذي شهده العالم.
3 نصائح ذهبية على لسان الملياردير ريتشارد برانسون بعنوان «لا تستسلم»
فرصة إبداع حقيقية
ميل بليدجر، مؤسسة برنامج للتطوير الشخصي في إحدى الشركات الكُبرى، ولكنها بدأت عملها في ريادة الأعمال منذ أكثر من 30 عاماً، عندما كانت في عامها الـ21، فكانت مسؤولة إدارية في شركة تنظيف.
تقول بليدجر: "في تلك الأيام، كان تأسيس عمل يدور حول كتابة كل شيء بالتفصيل في أوراق، والاحتفاظ بالسجلات والاعتناء بها، كانت طريقة بطيئة ومنهجية، ولكنه كان ناجحاً".
والآن تُدير بليدجر شركة تُقدم برامج التدريب والتطوير لقاعدة عملاء واسعة تضم قادة الأعمال وفرق كُبرى تعمل في شركات ناشئة ومتوسطة وكبيرة.
حسب بليدجر، فإن التحدي الأكبر الذي يشكل رواد الأعمال اليوم هو الحفاظ على النزاهة في السوق التي يمكن تقليد أي شيء فيها، ويمكن الحصول على نفس المنتج الذي تقدمه شركتك بجودة أقل قليلاً، وبأسعار مُنخفضة جداً.
وتقول إن التركيز اليوم بات على الأصالة، وعلى تحقيق هدف سامي يخدم الانسانية ويساعد على تعزيز الاتصال فيما بينهم.
وتابعت مُتسائلة: "هل هذا أسهل أم أصعب من القواعد التي كانت موجودة منذ 30 عاماً؟".
وترى بليدجر أن رواد الأعمال الآن أمامهم فرصة حقيقية للابداع، لذا إذا كان أمامها فرصة فإنها ستود لو تبدأ مُجدداً، وأن تصبح رائدة أعمال في عام 2019.