رائد التسويق الرقمي حاتم الكاملي: تركت الطب واتبعت شغفي بالتسويق وبدأت بلا مال
رأس المال الحقيقي.. الفريق والشركاء المؤمنون بالتغيير والتجربة.
لم أصنّف نفسي يوماً رجل أعمال؛ أحاول بناء تجربة في المشاريع الرقمية الناشئة.
عملت لسنوات بلا رأس مال حقيقي يذكر واعتمدت أخيراً على دخول شركاء ومستثمرين.
مستقبل التسويق الرقمي واعد جداً في المنطقة بشكل عام والسعودية بشكل خاص.
ثورة التطبيقات، والذكاء الاصطناعي سيغيران شكل صناعة التسويق والإعلام والتجارة الإلكترونية وتطوير المحتوى.
رؤية 2030 هي التغيير المنشود الذي كنّا نطمح إليه، لخلق بيئة محفزة، وإتاحة الفرص للشباب للبدء بمشاريعهم.
يوجد الكثير من المشاريع الواعدة في السعودية، ولكنها تحتاج إلى كثير من الدعم عبر تسهيل الإجراءات الحكومية، وتسهيل عمليات الاستثمار.
على الجهات ذات العلاقة طرح مبادرات لجعل الشركات الناشئة جاذبة للعمل أكثر وأكثر.
أهم الاستراتيجيات لرواد الأعمال هي البدء بأقل الكلف وتعلم ثقافة بناء شركاء نجاح وفريق عمل متكامل.
أهم نصيحة هي البحث عن حلول لمشكلات قائمة وتحويلها إلى مشاريع وبناء نموذج عمل ملائم للتوسع والنمو.
بطاقة تعريفية
الاسم : حاتم الكاملي
الاختصاص: خبير سعودي في التسويق الرقمي والإعلام الاجتماعي وتطوير المشاريع الرقمية
الدراسة: ماجستير في إدارة الأعمال - تخصص تسويق - من جامعة الفيصل مع مرتبة الشرف الأولى 2012
أحد أوائل الخليجيين الحاصلين على دبلوم احترافي معتمد في التسويق الرقمي من معهد التسويق الرقمي بإيرلندا Digital Marketing Institute.
المؤسس والمدير العام لشركة I CLICK
عمل الشركة: استشارات وتدريب في مجال التسويق الرقمي
الاهتمامات : القراءة والتقنية والذكاء الصناعي
بعد أن درس حاتم الكاملي الطب لمدة عام دراسي كامل، اكتشف بأنه ليس صاحب مشروع حقيقي في الطب، فعاد إلى شغفه الاول وحلم شبابه، هندسة التقنية ونظم المعلومات، وكان له ما أراد، وأصبح خبيراً محترفاً في التسويق الرقمي وتطوير المشاريع الرقيمة في كبرى الشركات الخليجية.
حصد رائد التسويق الكاملي الكثير من الجوائز في آسيا والشرق الأوسط، فاز بجائزة رائد الأعمال الأكثر إبداعاً في السعودية، ومع هذا فإنه لا يصنف نفسه رائد أعمال، بل يرى أنه يحاول بناء تجربة جديرة بأن تروى، في المشاريع الرقمية الناشئة.
في حواره مع مجلة "الرجل" يتحدث الكاملي عن أهم التحديات التي واجهته وسبل تجاوزها، ويقدم النصيحة للشباب من واقع خبراته ومعارفة، فسبق له أن درب آلاف الشباب في التسويق الرقمي والإعلام الاجتماعي، في كبرى الشركات والمنظمات في السعودية والعالم العربي.
*كيف بدأت قصتك مع ريادة الأعمال؟ وما أبرز الصعوبات التي واجهتك في هذه المجال؟ وكيف تغلبت عليها؟
لم أصنف نفسي يوماً رائد أعمال حقيقاً، حتى أستطيع أن أقول متى بدأت، ولكن منذ عام 2004 تقريباً وأنا أحاول بناء تجربة في المشاريع الرقمية الناشئة، تجربة تستحق أن تُحكى. وفيما يخص التحديات فقد واجهت الكثير، ولكنها، ولله الحمد، كانت دافعاً للاستمرار في ابتكار ما يساعد الناس في حياتهم وتجاوز مشكلاتهم، عبر بناء مشروع يسهّل عليهم حياتهم.
*هل تتذكر أول رأس مال دخلت به عالم الأعمال؟
بخصوص رأس المال، في التجارب الأولى التي استمرت لسنوات كانت كلها بلا رأس مال حقيقي يذكر، لكن التجارب الأخيرة في آخر ثلاث سنوات، كنت أعتمد فيها على دخول شركاء ومستثمرين، ولو بشيء بسيط، رأس المال الحقيقي الفريق والشركاء المؤمنون بالتغيير والتجربة.
*تركت كلية الطب واتجهت لدراسة الهندسة التقنية ونظم المعلومات؛ حدثنا عن سبب اختيارك لمجال التسويق الرقمي؟
بدأت دراستي الجامعية في كلية الطب، مثل أي شاب في تلك المرحلة، يحقق نتائج عالية في الثانوية، لا بدّ أن يمر على كلية الطب. فكرت أن أكون طبيباً جيداً ولكني لست صاحب مشروع حقيقي في الطب، وبعد مرور سنة، انسحبت من الطب، بحثاً عن شغفي بالتقنية والاستمرار في اهتماماتي الثقافية عام 2003.
وجدت نفسي في المجال التقني، وخاصة في تحليل المشاريع الرقمية ودعم التقنية لمجال الإعلام والأعمال والتسويق، وقراءة التحولات الرقمية والإسهام فيها، ما دفعني إلى تأسيس مبادرات رقمية في المجال الثقافي، كتطوير بعض المنتديات الثقافية، والمشاركة في تأسيس مشروع خاص بأنظمة إدارة المحتوى للمنصات الإعلامية في 2005/ 2006، خاصة مع دراستي في التقنية وعملي التعاوني مع بعض الصحف، حينها، والكتابة الدورية فيها ساعدني في استيعاب كيف تعمل الصحافة، وكيف ستكون التقنية هي المحرك الرئيس لها، إذا ما استُخدمت بشكل صحيح.
* كيف تنظر الى مستقبل التسويق الرقمي، وتخوف بعض الشركات من اعتماده وسيلةً فعّالةً، لإيصال الرسائل التسويقية؟
مستقبل التسويق الرقمي واعد جداً في المنطقة، بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، لأسباب كثيرة، منها جيل شاب، ونموّ هائل في استخدام التقنية، وتغير السلوك الشرائي، وتحولات كبيرة في الاقتصاد، ونموّ التجارة الالكترونية، واحتضار المنصات التسويقية التقليدية، وتغيّر منصات الإعلام.
كلها عوامل تقود إلى مستقبل أكثر إشراقاً للتسويق الرقمي، والشركات تتجه حالياً بقوة للقنوات الرقمية.
*كيف جمعت بين التسويق والتدريب والتحليل والتخطيط، وتقديم الاستشارات في الإعلام الرقمي والاجتماعي؟
الحظ والتجربة والمصادفة ودراسة التقنية، والعمل في الإعلام في البدايات، دراسة التسويق والعمل في تطوير الأعمال، كلها تقود بشكل طبيعي لما أنا عليه الآن.
* ما أهم مشروعاتك الرقمية الناشئة في التسويق الرقمي؟
سأذكر باختصار ثلاثة مشاريع وهي:
Iclick : وهي شركة مختصة في الاستشارات والتدريب في التسويق الرقمي، منذ 2012/2013. عملنا فيها مع أكثر من 90 عميلاً، ودربنا أكثر من 6 آلاف متدرب.
لوسيديا : بدأنا العمل فيها عام 2015. وانطلقت تجريبياً في نهاية 2016، وهي منصة لتحليل الآراء والمحتوى والمستخدمين على مواقع التواصل، والمنصات الرقمية الأخرى، عبر استخدام تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي وتقنيات البيانات الضخمة.
رسال: هو محاولة لجعل هذا العالم أفضل، عبر مساعدة الناس على التعبير عن مشاعرهم، والإهداء إلى من يحبون بشكل بسيط، نؤمن أن المجتمع يتغير بشكل كبير، وأن الجيل القادم أكثر انفتاحاً، وأن التحولات الرقمية غيرت كل الصناعات؛ كل هذه العوامل تعطينا أملا بوصول "رسال" في المستقبل، ليكون الخيار الأفضل لكل شخص يودّ الإهداء لمن يحب في هذا العالم.
*حصلت أخيراً على عدد من الجوائز؛ فماذا تمثل لك؟
رغم عدم حبي للجوائز، لكنني حصلت على جائزة أفضل محترفي التسويق الرقمي في آسيا، عن فئة الشباب(Young Digital Marketing Professional Award )، وصُنفت ضِمن أكثر قيادي التسويق تأثيراً، وقد أعلن عن تِلك الجائزة في القمة العالمية للتسويق “World Marketing Congress” التي أقيمت في الهند، بمشاركة أكثر مِن 30 دولة، وعدد كبير مِن الخبراء في التسويق الرقمي في آسيا، وعدد مِن الشركات العالمية مِن ضمنها شركة "Cisco " وشركة ” Unilever ” و” SABB” و” IBM”وغيرها من الشركات. وقد أقيم الحفل تحت مظلة المجلس العالمي لمديري التسويق “CMO Council”.
كما حصلت على جائزة فوربس لرواد الأعمال الأكثر إبداعاً في السعودية، وكنت من أوائل الشركاء المؤهلين من شركة غوغل في التحليل الرقمي والتسويق.
كذلك حصلت عام 2014 على جائزة أفضل مُدربي الإعلام الاجتماعي في الخليج العربي، ومنطقة الشرق الأوسط، والمدرب الثالث على منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا في مسابقة ”المدرب المتميز” في المنامة، والمركز الثاني في المسابقة الثقافية مجال الشعر في جامعة الملك عبد العزيز.
* هل سيغير الذكاء الاصطناعي صناعة المحتوى في الإعلام والتسويق الرقمي؟ وكيف يستفيد رواد الأعمال من تطبيقاته في شركاتهم؟
ثورة التطبيقات، والذكاء الاصطناعي وغيرهما ستغيّر شكل صناعة التسويق والإعلام والتجارة الإلكترونية وتطوير المحتوى، منصات إعلامية كبيرة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة المحتوى قبل نشره، منصات أخرى تستخدمه لكتابة قصص إخبارية مثل Associated Press في التسويق نجد الشيء نفسه، شركات كبيرة قلصت عدد فريق خدمة العملاء، واستخدمت تقنيات الشات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لخدمة العملاء، وأخرى تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة للعملاء، من أجل الاستهداف وتقديم منتجات ملائمة لكل فئة.
اعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تغييب وظائف ومهارات حالية، ولكنه سيسهم في خلق وظائف جديدة ومختلفة في كل القطاعات.
* ما تقييمك للتجربة السعودية في تشجيع رواد الأعمال، وتوفير حاضنات ومسرّعات الأعمال للمشروعات الصغيرة والمتوسطة؟
ريادة الأعمال في السعودية في مرحلة تحول كبير، خاصة مع برامج رؤية 2030 التي تطمح إلى تنويع الاقتصاد، ورفع الاعتماد على المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز ثقافة الابتكار والإبداع، هذا التحول سيسهم، بلا شك، في خلق شركات ريادية جديدة تقدم قيمة حقيقية للمجتمع والاقتصاد.
يوجد الكثير من المشاريع الواعدة في السعودية، ولكنها تحتاج إلى كثير من الدعم، عبر تسهيل الإجراءات الحكومية، وتسهيل عمليات الاستثمار، وتحفيز الشباب على العمل بها، وتوفير مسرعات أعمال وحاضنات أكثر، وهذا ما بدأ يتشكل حالياً، عبر البدء بترخيص الحاضنات والمسرعات، والمبادرة بإنشاء هيئة منشآت لتسريع نمو هذا القطاع.
* تحمل رؤية 2030 أهدافاً مهمة فيما يخص ريادة الأعمال، من وجهة نظرك كيف تسهم هذه الرؤية في دعمهم ومساعدتهم على النجاح؟
رؤية 2030 هي التغيير المنشود الذي كنّا نطمح إليه، وإعادة ترتيب الوضع الاقتصادي والاجتماعي، والمبادرة في خلق بيئة محفزة، وإتاحة الفرص للشباب للبدء بمشاريعهم.
كل هذا نصت عليه برامج الرؤية ومبادرات التحول الوطني، هذه المبادرات تحتاج إلى بعض الوقت لنرى نتائجها، ولكن هذا الوقت أيضاً، إن طال، فسيتسبب في إغلاق الكثير من المنشآت الريادية، التي أتوقع أنها تحتاج إلى دعم من نوع مختلف، وخاصة أنها للتوّ انطلقت في ظل هذا التغيير الهائل.
* ما العقبات والتحديات أمام تطوّر بيئة ريادة الأعمال في السعودية؟ وهل لديك تصور مستقبلي ومقترحات لتجاوزها؟
يحتاج رواد الأعمال إلى ما يحفزهم على الاستمرار، مثل برنامج إعادة الرسوم الذي طُرح، وأهم من ذلك تسهيل الحصول على كوادر نوعية مؤهلة عبر تقديم حلول ومكافآت للشركات الريادية. فمثلا لا تستطيع الشركات الريادية الناشئة، دفع رواتب مثل الشركات الكبيرة، وليس من السهل عليها استقطاب مختصين في التقنيات المتقدمة والمهارات العالية، أعتقد أن على الجهات ذات العلاقة، طرح مبادرات لجعل الشركات الناشئة جاذبة للعمل أكثر وأكثر.
*ما الاستراتيجيات الرئيسة التي تراها خارطة طريق ليسير عليها رواد الأعمال؟
أهم الاستراتيجيات لرواد الأعمال، هي البدء بأقل الكلف، وتعلم ثقافة بناء شركاء نجاح وفريق عمل متكامل، وتعلم منهجيات المشاريع المرنة Agile & Lean ، ولا تتوقع النجاح السريع؛ مزيد من الصبر والاستمرار هو كل ما تحتاجه.
*هل ترى ريادة الأعمال الحل السحري لمشكلة البطالة بين السعوديين؟
ريادة الأعمال تسهم، بلا شك، في تقليص مستوى البطالة بشكل كبير، ولكن لا يوجد حل سحري للبطالة، أهم حلول البطالة هي تقليص الاعتماد على العمالات، وإتاحة الفرصة للشباب للعمل، سواء في أعمالهم الخاصة أو في شركات تسهم في خلق اقتصاد قوي وحقيقي وقائم على المعرفة.
* ما النصائح التي تقدمها للشباب لكي تكون مشاريعهم نواة لمشاريع ريادية ربحية؟
لست جيداً في تقديم النصائح، ولكن أهم نصيحة، هي التجربة والاستمرار والبحث عن حلول لمشكلات قائمة، وتحويلها إلى مشاريع، وبناء نموذج عمل ملائم للتوسع والنمو.
•أين ترى حاتم الكاملي مستقبلاً؟
بالنسبة لي لا أفكر في المستقبل كثيراً، إن استطعت أن أسهم في دعم وطني وأبناء وطني، فسأكون كما أودّ في المستقبل.
*كلمة أخيرة لمجلة "الرجل"؟
أشكر لمجلة "الرجل" إتاحة الفرصة وهذا اللقاء اللطيف، وأتمنى لهم مزيداً من النجاح والتألق.