تريد تحقيق المزيد من النجاح؟ أتقن «فن التخلي»
بالتأكيد وقعت عيناك أو سمعت أذناك كلمة "التأمل"، ربما طالعت طالعت إحدى المواضيع والتقارير التي تتحدث عن أهمية التأمل وتأثيره الإيجابي على حياتك وكيف يلعب دوراً رئيسياً في تحسين أدائك في العمل، أو ربما شاهدت مقطع فيديو يتحدث فيه أحد المشاهير والأثرياء ونجوم المجتمع عن أهمية ممارسة التأمل وفوائده التي لا حصر لها، أو ربما يمارسه أحد أصدقائك ويُخبرك كم هو مفيد وله نتائج مُثمرة.
تركز تمارين التأمل على مساعدتك على التحكم في ذهنك من أجل تحسين قدرتك على الإبداع واتخاذ قرارات أفضل وحل المشكلات، بالإضافة إلى الحد من التوتر والقلق الذي يسيطر عليك. كما أنه يساعدك على شيء آخر ربما ينسى البعض الإشارة إليه وهو اتقانك لفن التخلي، الذي يساعدك على المُضي قدماً وتحقيق المزيد من النجاح في حياتك المهنية والشخصية.
وجد الباحثون أن قدرتك على التخلي عن بعض الأمور تساعدك على تحقيق المزيد من النجاح، لأنك تكون قادراً على التحكم في تصرفاتك وأفعالك، وما يدور بداخلك، وفيما يلي نستعرض بعض الأمور التي تساعدك على إتقان هذه القدرة..
التأمل يكتسح وول ستريت وسيليكون فالي.. فكيف تجعله عادة يومية؟
توقف عن المقاومة
المبدأ الرئيسي للتأمل هو التوقف عن المقاومة وقبول ما يحدث في الفترة الراهنة ومحاولة احتوائه. يميل الناس إلى مقاومة الأشياء التي لا يشعرون بالارتياح إزاءها أو تجعلهم يشعرون بالاستياء، وهو ما يملأهم بالطاقة السلبية وكذلك يدفعهم إلى الشعور بالشفقة على أنفسهم والغضب من الآخرين. هذا الأمر ليس ضاراً فقط ولكنه أيضاً غير فعال ويفقدك طاقتك ويسلبك حيويتك مع مرور الوقت.
عوضاً عن السماح لنفسك بالتعامل بشكل فوري مع الأشياء التي تزعجك، حاول تحديد الأمر الذي يثيرك بالضبط، وحاول معرفة شعورك الحالي هل أنت غاضب، مُحبط، مُنزعج؟ وقد بتدوين ذلك جانباً، وحدد العلامات المصاحبة لذلك الأمر، وابدأ في التفكير في الوسائل التي تجعلك أكثر هدوءا واتزاناً.
تخلص من رغبتك في المزيد
رغبتك في الحصول على المزيد سوف تسلب منك الشعور بالرضا، لأنك دائماً ما تريد مهمة أفضل، زميل عمل أكثر مهارة، وظيفة أفضل، حياة أفضل، لاسيما وأن تعرضنا المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي يجعلنا نقارن حياتنا بحياة الآخرين دون أن نشعر. لذا عليك أن تتخلص من هذه الرغبة تماماً، وتركز على ما لديك وتحاول تطويره وتحسينه.
لا يوجد أدنى شك في أن هذه الرغبة قد تكون مفيدة إذا تعاملت معها بالطريقة الصحيحة، على سبيل المثل فإن الرغبة في الازدهار والتقدم سوف تدفعك إلى تطوير نفسك والعمل على اكتساب مهارات جديدة.
في كتاب "ذا باور أوف ناو" (the power of now) يقول إيكهارت توللي إنه ليس عليك التركيز على المئة شيء التي عليك القيام بها في المستقبل، ولكن حاول التركيز على الشيء الوحيد الذي يمكنك القيام به الآن. ولا يعني هذا تجنب التخطيط للمستقبل وتجاهل الأمور التي تحلم بتحقيقها بعد فترة زمنية معينة، ولكن حاول ألا تشغل بالك بالكثير من الأمور التي تشتت انتباهك وتصرف ذهنك وتبعدك عما تستطيع القيام به في الفترة الحالية.
كُن مُمتناً دائماً وحافظ على النوايا الإيجابية
كما أشار الدالاي لاما من قبل فإن "كل الأشياء تنبع من العقل. التصرفات والأحداث تعتمد اعتماداً كبيراً على الدافع. تقدير البشرية، والرحمة والحب هي النقاط الرئيسية. إذا كان لديك قلب طيب، بغض النظر عن المجال الذي تعمل فيه سواء كان العلوم، الزراعة، السياسة، بمجرد أن الدافع يكون ضرورياً وهاماً، فإننا جميعاً سوف نتحسن".
افعل لنفسك معروفاً، واعمل على أن يكون لديك اهتمام حقيقي بعملك وتقدير لزملائك وشركائك وعملائك. لن يجعل هذا العمل أمرا ممتعا وحسب، ولكنه سوف يحسن علاقاتك بالآخرين، وسوف تساعدك النوايا الطيبة الموجودة بداخلك على تحقيق النجاح.
إذا وجدت صعوبة في القيام بذلك، فقد تحتاج إلى معرفة المزيد عن حيواتهم الشخصية، أو ربما سيكون عليك قضاء المزيد من الوقت معهم خارج العمل لكي تعثر على أرضية مُشتركة تجمع بينكم. أو قد تكون في حاجة إلى تغيير وجهة نظرك وطريقة تعاملك مع الأمور.
وكان أحد الخبراء التحفيزيين قد قالوا من قبل إنه إذا نظرت إلى زملائك في العمل بشكل مختلف، وحاولت تقديرهم فإنك سوف تستمتع كثيراً بالعمل، وسوف تعزز طاقة الإبداع بداخلك، وتغدو بيئة العمل مكان أفضل وأكثر راحة.
كن صاحب الخطوة الأولى وبادر في التعامل مع زملائك، قدم لهم يد العون ولا تبخل عليهم بالدعم وبالمعلومات التي يحتاجون إليها، كُن إلى جانبهم دائماً، ومع مرور الوقت سوف تجدهم هم أيضاً يفعلون المثل.