كيف يقتل المديرون رغبة الموظفين في العمل ويقضون على إبداعهم؟
بصفتك مسؤولا تنفيذيا كبيرا، فربما تعتقد أن المهمة الرئيسية التي عليك وضعها على عاتقك تتمثل في تطوير استراتيجية قاتلة، تساعدك على قيادة الموظفين بحزم شديد، ومواجهة منافسيك والتغلب عليهم، ولكن في الوقت نفسه هناك مهمة أخرى عليك منحها اهتماماً كبيراً، لا تقل أهمية عن التوصل إلى استراتيجية مناسبة للقيادة، وهي السماح للموظفين بالانخراط المستمر في العمل، وغرس شعور الانتماء بداخلهم، ومساعدتهم على تحقيق التقدم المُستمر من أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية.
على مدار العقود الماضية، أولى الباحثون اهتماماً كبيراً للتأثير الذي يتركه المديرون على الموظفين الذي يعملون لديهم، وتوصلوا في النهاية إلى أنه في بعض الأحيان يكون للمدير تأثير سلبي على العاملين معه، وأن طريقته وأسلوبه السيئين في الكثير من الأحيان ما تقتل الإبداع بداخلهم.
وعلى العكس أظهر مشروع بحث أجري خلال عدة سنوات أنه من بين الأمور التي تُشجع الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم في عملهم، هو السماح لهم بالانخراط في بيئة العمل، ما يجعلهم يحرزون تقدماً كبيراً.
علاوة على ذلك، فإن السماح بتدفق المشاعر وتحفيز الموظفين طوال الوقت والتعامل معهم بطريقة لائقة، يجعلهم أكثر إنتاجية، ويؤثر بشكل إيجابي على المؤسسة ككل. يكون الموظفون أكثر إبداعاً وإنتاجية، كما أنهم يكونون أكثر التزاماً في وظائفهم عندما يعملون في بيئة عمل إيجابية، ولكن بشرط رئيسي وهو أن يكون العمل له مغزى وهدف مُحدد.
قتل الإبداع
ذكرت كتب ومقالات نُشرت في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو أن المديرين الذين يتبعون طرقا روتينية في الإدارة، يقوضون قدرة مرؤوسيهم على العمل، وغالباً ما يحدث ذلك من خلال الكلمات والعبارات والأفعال التي تثبط عزيمتهم، ويشمل ذلك التقليل من أهمية الأفكار والمقترحات التي يقدمونها، والاستهتار بمشاعرهم السلبية، وتجاهلهم.
حسب الأبحاث والدراسات التي اُجريت في هذا الشأن، فإن هناك مجموعة من الأسباب التي توضح كيف يقتل بعض المديرين والمسؤولين الإبداع داخل مرؤوسيهم، وكيف أنهم يسلبون الرغبة في العمل، ما يجعلهم أقل إنتاجية، والتي نستعرض بعضها فيما يلي:
عدم وجود سياسة واضحة
على الأرجح تطمح شركتك في الوصول إلى القمة، ما يُحتم أهمية أن تتبنى إدارتك سياسات واستراتيجيات تقودها إلى تحقيق ذلك؟ في كثير من الأحيان لا تملك الشركات سياسات تساعدها على بلوغ هدفها المنشود، رغم أن بها فريقا من الموظفين الأكفاء الماهرين، إلا أن هذا وحده لا يكفي، ما يؤدي إلى عجزها عن تحقيق ما تحلم به، وتتفاقم خطورة الأزمة عندما لا تملك الشركات استراتيجيات تساعدها على الخروج من الأزمات، ومواجهة التحديات.
الافتقار إلى الأهداف الكبيرة جداً والجريئة
يشجع مدربا الإدارة جيم كولينز وجيري بوراس المنظمات على العمل على تحقيق هدف كبير وجريء، واتباع استراتيجية واضحة من أجل تحقيق هذا الهدف. هذه الأهداف الكبيرة تغرس الرغبة في العمل في نفوس الموظفين، وهذا ما تقوم به شركة جوجل والتي حددت مهمتها بالعمل على تنظيم معلومات العالم وجعلها في متناول الجميع بطريقة مفيدة.
في بعض الأحيان تكون أهداف الشركات ضعيفة وأقل أهمية أو غير واضحة ما يُصيب الموظفين بارتباك وحيرة، وفي أحيان أخرى تكون الأهداف مُتطرفة وصعبة المنال، ما يخلق حالة من التشتت في نفوس الموظفين، ويفقدهم الرغبة في العمل، لذا أعد النظر في الهدف أو المهمة التي تريد أن تحققها شركتك، وتأكد ما إذا كان واضحاً ويسهل تنفيذه أم لا.
مراقبة البيئة الخارجية والعوامل المؤثرة
كقائد مُتمرس، سيتوجب عليك فحص البيئة الخارجية والعوامل المؤثرة على شركتك باستمرار؛ لكي تحصل على إرشادات تساعدك على التوصل إلى الاستراتيجية التي تساعدك على تحقيق النجاح. كذلك عليك أن تطرح مجموعة من الأسئلة والتي من بينها ما هي خطط المنافسين؟ ما هي الأمور التي عليك القيام بها لمواجهة التحديات والمشكلات التي تظهر فجأة؟ ما هي الأفكار التي تحتاج إليها كي تكون مُبتكراً ومميزاً ومختلفاً عن غيرك من الأشخاص؟
كيفية التوصل إلى استراتيجية ناجحة
بعد تحديد نقاط الضعف والمشاكل سوف تستطيع تجنب الفشل. وهناك شيء آخر عليك القيام به لما له من أهمية كبيرة، وهو التواصل مع الموظفين وهو ما يساعدك على التوصل إلى استراتيجية واضحة تتماشى مع قدرات مؤسستك، ما يساعدك على تحقيق إنجازات وإضافة قيمة كبيرة لها.