كيف تتعامل مع المشاعر السلبية بطريقة تفيد فريقك؟ 3 استراتيجيات للفوز
من الطبيعي اختبار العديد من المشاعر السلبية في العمل، مثل الإحباط والغضب والخوف والتوتر. إلا أن طريقة تعامل القادة مع هذه المشاعر هي ما يساعد على قطع شوط طويل نحو بناء أو تدمير بيئة العمل، ويلعب دوراً كبيراً في تحفيز أو تثبيط الموظفين. لذا من الضروري أن يتبع القادة استراتيجيات تساعدهم على تنظيم عواطفهم والسيطرة على مشاعرهم، وتحويل الأمور السلبية إلى أشياء إيجابية تخدم الجميع.
انظر إلى هذا المثال، يلعب فريق كرة قدم مباراة شديدة الأهمية وهو الآن مهزوم بفارق نقطة واحدة، وقبل نهاية الشوط الأول يتعثر اللاعب في منطقة الجزاء ويمنح الفريق ضرب جزاء، وهي فرصة عظيمة للتعادل، إلا أن اللاعب يفشل في تسديد الهدف، ما يصيب الفريق بأكمله بالانزعاج الشديد، كذلك مُدربهم.
تتمثل مهمة المُدرب هنا في مساعدة اللاعبين على التغلب على هذه المشاعر السلبية، وأن يكونوا مستعدين للعودة إلى أرض الملعب وهم في كامل استعدادهم، وفي هذه الحالة ربما نتساءل جميعاً عن هل من الأفضل أن يُخفي إحباطه واستياءه ويرسم البسمة على وجهه وألا يتحدث عما جرى؟ أو عليه أن يكون أميناً ويعبّر عن مشاعره بصدق ونزاهة؟ أي من الخيارين سوف يساعده على تحقيق هدفه.
الأمران لن يساعداه كما اتضح.
4 خطوات للتخلص من السلبية التي تصاحبك قبل إلقاء خطابات أمام الجمهور
تنظيم العواطف
تشير الأبحاث المتعلقة بالتنظيم العاطفي إلى أن قدرة المُدرب على إدارة عواطفه هي العامل الأساسي القادر على رفع الروح المعنوية للفريق وزيادة رغبته في الفوز. قال مارك براكيت، مدير مركز ييل للذكاء العاطفي: إن تنظيم العواطف أحد أهم مهارات الذكاء العاطفي الرئيسية.
لكن كيفية إدارة القادة لعواطفهم أمر حاسم ومهم في تحديد ما إذا كانت نتيجة الفريق ستكون إيجابية أم سلبية. وجدت الأبحاث أن الناس يميلون إلى تنظيم عواطفهم بطريقة من بين اثنين، إما القمع أو إعادة التقييم.
غالباً ما تلجأ النسبة الأكبر إلى القمع، من أجل إخفاء مشاعرهم والتظاهر بأنهم غير مستائين. ورغم أن هذه الاستراتيجية شائعة، إلا أنها في حقيقة الأمر تؤدي إلى نتائج سلبية، خاصة وأن أصحابها يملكون عددا محدودا للغاية من العلاقات القوية، كما أن المشاعر السلبية تتراكم بداخلهم ما يُنذر بحدوث كارثة كبيرة، كذلك لا يحصلون على الدعم الاجتماعي المطلوب، فيشعرون مع مرور الوقت بأنهم غير راضين عن حياتهم، وقد تضعف ذاكرتهم ويصابون بارتفاع في ضغط الدم.
علاوة على ذلك، فإن الأبحاث أظهرت أن قمع العواطف يزيد من استجابة الآخرين للتوتر. إذا أخفى المُدرب غضبه، فإنه من المحتمل أن يرتفع ضغط الدم لدى فريقه، فهم لا يعلمون مقدار استيائه مما جرى، ولكنهم لا يصدقونه ويعلمون أنه يخفي شيئا ما، وهو ما يجعلهم أكثر توتراً.
بالنظر إلى التأثير السلبي للقمع، قد تعتقد أن التعبير عن مشاعرنا بحرية وبصدق كامل هو الاستراتيجية الأكثر فعالية، إلا أن هذا غير صحيح، لاسيما وأن الأبحاث أثبتت أن القيام بذلك له عواقب مُدمرة. إذا أعرب المُدرب عن مشاعره بصدق كامل، فإنه سوف يدمر ثقة لاعبيه، وسوف يتركهم يشعرون بالخوف والاكتئاب الشديدين.
إعادة التقييم العاطفي
ومن هنا يمكننا القول إن إعادة تقييم الموقف عاطفياً ستكون الاستراتيجية الأكثر فعالية في هذه الحالة. على سبيل المثال، يمكن للمدرب أن يُذكر نفسه بأن المباراة سوف تنتهي في الوقت المُحدد، وأنها مجرد مباراة واحدة في الموسم، ستكون هناك فرص أخرى للتألق. إعادة تقييم الموقف بهذه الصورة ستهدئ من روعه، ونتيجة لذلك سيشجع اللاعبين عوضاً عن تعنيفهم، سيذكرهم أن هذه الانتكاسة ليست نهاية المطاف، وأنه لا يزال هناك فرصة لتحقيق التقدم وإحراز المزيد من الأهداف.
تدعم الأبحاث المتعلقة بالقيادة هذه الطريقة، لاسيما وأنها أظهرت أن إعادة تقييم الموقف عاطفياً يساهم بنسبة كبيرة في نجاح القادة. يرتبط ذلك بأن أحد سمات القائد القوي هو قدرته على إدارة الحالات العاطفية لمرؤوسيه والأشخاص الآخرين الذين يتعامل معهم. يجب أن يكون القادة مُلهمين وقادرين على غرس الثقة في نفوس أتباعهم؛ للحفاظ على الدوافع والتعامل مع المشاكل المختلفة بفعالية.
العلم الجديد لمشاعر العملاء.. لماذا على شركتك التعامل معه؟ (إنفوغراف)
غيّر طريقة تفكيرك
قد يكون من الصعب أن تتمكن من إعادة تقييم عواطفك لاسيما في وقت الأزمات أو أثناء مرورك بموقف صعب وقاسٍ. لذا يُنصح بأن تتعامل مع المشكلة باعتبارها تحديا وليس تهديداً. تشير العديد من الأبحاث إلى أنك بهذه الطريقة سوف تتمكن من التركيز على المهمة، وتتجنب كل العوامل الجانبية المُزعجة والتي تشتت انتباهك، ما يساعدك على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح.
يقول يوهان برلين، المدير التنفيذي في معهد TLEX: إن أفضل طريقة لاستعادة رباطة جأشك عندما تكون متوتراً هي التنفس بعمق، لا تستهن بهذا الأمر وتأكد من أنه يُحدث فرقا هائلا.
أظهرت العديد من الأبحاث أنك تستطيع تهدئة مشاعرك من خلال التنفس بعمق، استنشاق الهواء يزيد من معدل ضربات قلبك، كما أن الزفير يخفض من معدلات ضغط الدم. هذا التمرين سهل ويمكن القيام به في أي وقت.