لهذه الأسباب تحلق الطائرات لارتفاعات شاهقة وبأوزان كبيرة دون أن تسقط
لطالما اعتبرت الطائرة من أعظم الاختراعات التي عرفتها البشرية وأكثرها فائدةً للإنسان فبعد هذا الاختراع العظيم انعكس بشكلٍ كبير على التّجارة وعلى مختلف جوانب الحياة وبات بمقدور الإنسان التنقل والسفر إلى أماكن لا يمكن أن يحلم بها لولا هذا الاختراع.
وتعد الطائرة من الأمور المعجزة في عقول العديد من الناس في هذه الأيّام حتى مع انتشارها بشكلٍ كبير جداً، إلّا أنّ السؤال الذي يظل يدور في الأذهان هو كيف تطير الطائرة وتحلق إلى ارتفاعات كبيرة على رغم أوزانها الضخمة.
الإمارات تُطلق أقصر رحلة على الإطلاق على متن أكبر طائرة بالعالم
وعادة ما تقوم فكرة تحليق الطائرة في الجو على طرد الهواء المحيط بها والاستناد إلى ضغط الهواء المار تحتها مما يعمل على رفعها للأعلى.
وعلى رغم فارق الأوزان الهائل يشير العلماء إلى أنه يمكن مقارنة تحليق الطائرات بالطيور ولكن الجانبين يحلقان بنفس المبدأ الذي يعتمد على معركة بين جاذبية الأرض من ناحية والهواء من ناحية أخرى فعندما يحلق الطير يقاوم الجاذبية عن طريق التلاعب بجزيئات الهواء من حوله.
وعندما يرفرف بجناحيه، فإنه يولد مساحة من ضغط الهواء المرتفع تحت الجناحين وضغط منخفض أعلاهما وهو ما يحدث أيضا مع الطائرات علما بأن فرق الضغط بين أسفل وأعلى الجناحين ينتج عنه قوة دافعة نحو الأعلى مما يتيح للطائرة التحليق وتخطي جاذبية الأرض.
وغالبا ما تستطيع الطائرة التحليق عندما تصل سرعتها على المدرج لما بين 240 و290 كيلومتراً في الساعة؛ مما يتيح حركة سريعة للهواء عبر الجناحين، كذلك تتمكن الطائرة من التحليق بشكل مائل بدلاً من الارتفاع بشكل موازٍ للأرض.
ويحدث هذا الميل نظرا لما يعرف بـ"زاوية الهجوم" التي توجه المزيد من الهواء أسفل الجناحين، وهو ما يزيد الضغط ويعطي الطائرة دفعة إضافية للتحليق.
ولعل السر وراء تحليق الطائرات بأوزانها الضخمة إلى ارتفاعات كبيرة دون السقوط يكمن في أن المحركين يولدان قوة دفع للطائرة نحو الأمام ويحافظان على مقاومة الوزن للجاذبية علما بأنه كلما حلقت الطائرة لأعلى، قلّت كثافة الهواء، وبالتالي، يجب الانطلاق بسرعات كبيرة للحفاظ على تحليقها.