ما لا تعرفه عن مسجد الخميس.. أول مسجد يُبنى خارج الجزيرة العربية
يعتبر مسجد الخميس أحد المعالم المهمة في التراث العربي والإسلامي حيث يعد أقدم بناء إسلامي في البحرين وأول مسجد يبنى خارج الجزيرة العربية.
وجاءت تسمية مسجد الخميس بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي بُني فيها وهي سوق الخميس التي كانت تُقام في موقع المسجد، إذ كان هناك ارتباط بين الحركة التجارية والمساجد، حيث كانت المساجد تُعتبر الفضاء الاجتماعي الأول، وليس من الناحية الدينية فقط. وكانت تباع في السوق المنتجات المحلية للأهالي عبر أسلوب المقايضة.
بينها جامعتان سعوديتان.. تعرف على أفضل جامعات العالم لدراسة الهندسة
ويعود تاريخ بناء المسجد إلى القرن الأول الهجري ويعتقد بأنه بنى في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه، ولم يتبق من بنائه الأصلي سوى بعض العناصر المعمارية، والمنارتين الشاهدتين على موقع أطلال المسجد الحالية واللتين أعيد بناؤهما في أزمنة لاحقة.
ويختلف مسجد سوق الخميس الذي يُشار إليه أيضاً باسم مسجد المنارتين نسبة إلى منارتيه التوأم عن المساجد الأخرى في طراز فنائه الفخم، والمسجد نفسه محاط بجدار خارجي كبير، ولكنه الآن أصغر قليلاً مما كان.
وتبدو أهمية المسجد السابقة من دقة بنائه من الأعمدة الثقيلة والحجارة الكبيرة المنحوتة من محاجر البحرين.
كذلك تكمن أهمية موقع المسجد الأثري بوجوده في منطقة تاريخية في البلاد، والتي كانت "عنصراً أساسياً للتجارة والاقتصاد في البحرين في تلك الحقبة".
ويمتاز بناء المسجد بالأسلوب الإسلامي في فن العمارة والبناء ويتضح ذلك في الأقواس والأعمدة والأورقة كما استخدمت في بنائه المواد الأولية المحلية مثل الحص والجص وجذوع النخيل.
ويتكون المسجد من ثلاثة بهوات على كل جانب من صحنه وأعمدة البهوات التي استبدلت بمعرفة حكومة البحرين بنيت من أحجار أسطوانية الشكل تشبه الطبل، وما زالت الواجهات ذات الأعمدة التي تقع في صحن المسجد قائمة كما بناها منشئو المسجد.
ويلحق بالمسجد مدرسة كانت تقوم بدور كبير في نشر التعاليم الإسلامية والدنيوية حيث يقوم بالتدريس فيها كبار العلماء ويدرس فيها طلاب العلم من البحرين والمنطقة المجاورة حيث يوجد سكن خاص لهم
وإضافة إلى المدرسة يلحق بالمسجد بئر ماء، وهناك ممر مبنى يمتد منه إلى المسجد خاص لرواد المسجد كما كانت تقام بالقرب من المسجد سوق الشعبية تقام كل يوم خميس تباع فيها كل المنتجات المحلية تسمى سوق الخميس.
وتُعد شواهد القبور المحيطة بالمسجد من أهم عناصر الموقع الأثري، وهي تتزين بنقوش إسلامية أتاحت التعرف إلى أسماء الأفراد، والخطاطين الذين قاموا بالعمل عليها.
"العمر مجرد رقم".. مسنون سعوديون يرفعون الأذان أعلى قمة جبل إيفرست (صور)
وخلال عصره الذهبي، اتضح أن المسجد أعيد بناؤه مرتين على الأقل، حيث اكتشفت ثلاث طبقات من البناء، وهو ما دفع للاستنتاج بأن هناك ثلاثة مساجد على الأقل بنيت في الموقع نفسه.
كما جرت توسعة المسجد مرات عدة، آخرها في القرن الرابع الهجري، فأضيفت إليه الأعمدة الحجرية الأسطوانية والأقواس العربية المحدّبة ونقوش لكتابات كوفية ومحاريب جدارية لتزيين رواق الصلاة، وإلحاقه ببئر ماء للمصلين.
وتطور المسجد عبر الزمن ليلبي احتياجات المجتمع، ويتميز شكله العام بالبساطة، إذ كان الأشخاص يركزون على كونه مريحاً وقابلاً للاستخدام.