ناميبيا كتاب قديم يروي قصص كوكبنا المذهل.. من هنا بدأت البشرية
تقع جوهرة ناميبيا الصغيرة في جنوب القارة الأفريقية التي يعتقد أن البشرية قد بدأت فيها، يشبه هذ البلد كتاباً جيولوجياً رائعاً يروي قصص كوكبنا المذهل، وتعرض صفحاته الأولى بعض أقدم الصخور والتكوينات التي يرجع تاريخها إلى مليار ومائة مليون عام، لايوجد أي بلد أفريقي يضاهي ناميبيا بجماله الطبيعي الذي استمد اسمه من صحراء ناميب الأقدم في العالم.
وتأخذك البلاد في رحلة بالزمان والمكان حيث تتلامس الثقافات وتراث الأجداد لنفقد أنفسنا في روعة ألوان الطبيعة الخلابة التي تزين جبال ناوكلوفت "Naukluft" وبراندبيرغ "Brandberg" وسبيتزكوب "Spitzkoppe" ودامارالاند "Damaraland" ووادي فيشريفر "Fish River Canyon".
تخترق الأنهار النقية منطقة كابريفي وسهول كالاهاري حيث لا حدود للعشب الذهبي الذي يمتزج مع العديد من العوالم الصحراوية من البحر الرملي ووديان الأشجار في سوسوسفلي "Sossusvlei" حيث تختبئ الحيوانات والنباتات ذات الجمال النادر، وصولاً إلى الكثبان الرملية التي تتسابق نحو ميناء ساندويتش وساحل سكليتون.
يمتد ساحل كابريفي على طول 450 كيلومتراً وصولاً إلى نهر زامبيزي الذي يقع على الحدود مع زيمبابوي وأنغولا، تتنوع المناظر الطبيعية على الساحل الذي تخترقه بعض الأنهار ويرتبط بسهول السافانا والمستنقعات المليئة بالحيوية وهي الملاذ المثالي لمئات الحيوانات، كما لا يزال جزء كبير من سكان البلاد في هذه المنظقة يعيشون في قرى تقليدية جميلة، ويحافظون على تراثهم الذي يعود لآلاف السنين.
يفصل نهر كونين بين ناميبيا وأنغولا ويصب في المحيط الأطلسي ويشكل في طريقه شلالات ايبوبا "Epupa" الشهيرة التي تتزين بالصخور الملونة وتحيطها أشجار النخيل التي تحمي مئات الأنواع من الطيور الجميلة. وتتموضع الأرض التي خلقها الله إلى الشمال من منطقة الشلالات، وتعرف باسم ساحل سكليتون (سان بوسسيماني) الذي يسحرك بساحاته الطبيعية شبه القمرية والكثبان الرملية ذات الأشكال المتغيرة والأخاديد والمنحدرات العظيمة.
وتشتهر حديقة إيتوشا الوطنية باسم "الأرض البيضاء الكبيرة" بسبب لون تربتها التي تشكل 25% من مساحة المنتزه الذي يعد واحداً من أكبر المحميات الوطنية في العالم بمساحة تقدر بما يقارب 28 ألف كيلومتراً مربعاً. تعتبر ملاذاً للحياة البرية فهي تضم أكثر من 100 نوع من الحيوانات و300 نوعاً من الطيور ومالايقل عن 100 نوع من الزواحف، وتحتفي بمختلف أشكال الطبيعة ماعدا الغابات المطيرة، فهي تضم الأراضي المالحة والكثبان الرملية والسافانا والأدغال حتى غابة الموبان التي تشكل كل واحدة منها موطناً مثالياً للعديد من الحيوانات والنباتات.
وينهي الكتاب قصته في وادي "Twyfelfontein" المدرج على قائمة اليونسكو والذي يضم أكثر من 2000 منحوتة صخرية تعود إلى العصر الحجري التي يعتقد أنها من صنع مجموعة سان بوسسيماني العرقية، وتحكي قصص مراسم الصيد لدى الإنسان القديم وتفاصيل حياته واعتقاداته بالإضافة إلى تصوير رائع للحيوانات كالفيلة والأسود ووحيد القرن والزرافات التي تعيش في المنطقة التي تعد جسراً يربط بين الماضي والحاضر.